قالت الأممالمتحدة اليوم الجمعة إن القتال الدائر بين القوات الحكومية الإثيوبية وزعماء متمردين في الشمال قد يتمدد حتى يستعصي على السيطرة، وإن من المحتمل أن تكون جرائم حرب قد ارتكبت في الوقت الذي تتطاير فيه نيران الصراع إلى منطقة القرن الأفريقي المضطربة. وأودى الصراع المستمر منذ عشرة أيام في إقليم تيجراي بحياة المئات وتسبب في موجة نزوج للاجئين إلى السودان وأشعل المخاوف من استدراج إريتريا أو اضطرار إثيوبيا إلى سحب قواتها من قوة تابعة للاتحاد الإفريقي تحارب المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة في الصومال. وقالت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت في بيان ألقاه متحدث "هناك احتمال بخروج هذا الوضع عن السيطرة تماما مما يؤدي لخسائر فادحة في الأرواح ودمار فضلا عن نزوح جماعي داخل إثيوبيا نفسها وعبر الحدود". وأضافت أنه في حالة التأكد من أن طرفًا من الأطراف هو الذي ارتكب مجزرة للمدنيين تحدثت عنها تقارير منظمة العفو الدولية، فإنها ستكون بمثابة جريمة حرب. ويتهم رئيس الوزراء أبي أحمد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي التي تحكم الإقليم الجبلي الذي يقطنه خمسة ملايين نسمة بالخيانة والإرهاب. وتتهم الجبهة حكومة أبي بممارسة الاضطهاد الممنهج للتيجراي منذ أن وصل للسلطة في أبريل 2018، وتصف العمليات العسكرية بأنها "غزو". وتشن القوات الاتحادية ضربات جوية، ويدور قتال بري منذ يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي. ونفت إثيوبيا مزاعم الجبهة بأن طائرات تابعة للحكومة الاتحادية قصفت سدًا لتوليد الكهرباء. أعلن أبي، الذي ينتمي للأورومو، وهى أكبر جماعة عرقية في البلاد، أن البرلمان عين الأستاذ السابق في جامعة أديس أبابا ونائب وزير العلوم والتعليم العالي مولو نيجا (52 عامًا) رئيسًا جديدًا لإقليم تيجراي. جاء ذلك فيما أعلن الاتحاد الإفريقي، اليوم الجمعة، إقالة مفوض السلم والأمن، وهو إثيوبي، بعدما اتهمته حكومة بلاده بعدم الولاء. وأمر مكتب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، بإقالة جبرجزيابير مبراتو ملس فى مذكرة بتاريخ 11 نوفمبر اطلعت عليها «رويترز». وقال رشيد عبدي، الخبير في شئون القرن الإفريقي، إن جبرجزيابير ينتمي إلى التيجراي، وإن إبعاده عن منصبه في الاتحاد الإفريقي يأتي في إطار جهود حكومة أبي لتهميش الشخصيات البارزة من التيجراي. وأضاف أن عمليات "التطهير (التي تستهدف) المسئولين ذوي الكفاءات من التيجراي في وسط الصراع لا تخدم الروح المعنوية للأجهزة (الأمنية والعسكرية)" في إشارة أيضًا إلى عمليات عزل أخرى لمسئولين من التيجراي منذ بدء الهجوم العسكري. وأضاف أنه "يعزز أيضًا التصور بأن هذه الحرب هى حرب عرقية تتخفى تحت ستار صراع السلطة بين المركز والأطراف". وتكشفت الانقسامات العرقية فى ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان منذ أن فتح أبى الفضاء السياسى بعد توليه السلطة في 2018.