نعتقد أنه لا خلاف علي هدفنا القومي العام وهو بناء مصر وطنا للحرية والديمقراطية والاستقرار والتنميةحيث ينعم فيها كل مواطن بقدر كبير من الأمن والحرية وبقدر معقول من كفالة العيش، ولا أقول من رغده ولا شظفه لاخلاف في ذلك بين الحكم وبين كل المعارضة، ومصر الآن أصبحت كلها معارضة ولا شك أن هذا يدفعنا الي ضرورة الالتفات حول هدف قومي واحد لبناء المشروع المصري الحديث القائم جناحي التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والاستقرار السياسي الديمقراطي، فاذا اتفقنا علي الهدف القومي العام الذي يربط الوطن بمحور رئيسي جاز لكل منا الاختلاف حول الاجتهاد أن الأساليب طالما أننا ارتضينا الديمقراطية وقبلنا من الأساس بتعددية مراكز الرأي وحرية الفكر.الأمر الذي يعني أن لا تخوين، ولها اتهام مسبق أو متسرع، فالكل وطني، مصري، والكل له حق الاجتهاد، وأجره علي الله. نقول ذلك بعد أن ازدادت حدة الجدل حول مستقبل مصر من الديمقراطية ومسيرتها، إثر تحذيرات كثيرة من اعتداءات علي أحكام القضاء أو بمعني اعتداء علي الديمقراطية من جانب الحكم أو من جانب المعارضة، وشجعتها أقلام اشتطت وأصوات تمادت في محاولة ايقاع الطلاق النهائي الذي لا رجعة فيه بين الحكم والمعارضة لهدف خبيئ ولا أقصد بذلك شخصاً بعينه، فهناك علي الناحيتين الحكم والمعارضة من لا يريد للاستقرار الديمقراطي أن يزدهر، فيتطوع بين الحين والحين بقطع خطوط الاتصال وبسرقة تيار الحوار، كما يفعل لصوص الكهرباء في قرانا ومدننا سواء تم ذلك القطع عن طريق الكذب والتلفيق والتدليس، أو عن طريق التهييج والاستثارة والتحريض وهدفهم النهائي أن يقع الحكم والمعارضة في معركة، لا ينتهي غبارها بالاظلام ولعل أخطر ما هدد بهذا الاظلام هو اندلاع موجات العنف التي قامت وتقوم به بعض المنظمات والجماعات والأحزاب منهم من ارتدي ثوب الثوار والله يشهد أنهم ليسوا كذلك ومنهم من ارتدي عباءة الدين والدين منهم براء ومنهم ومنهم ولا أقصد بذلك أشخاص بأعينهم ولكن أعيب علي من ساعدهم في ذلك وهو أنا وأنت سبب سلبيتنا في التعامل مع هذه القلة. وبسبب ذلك كان لابد من مبادلة أجهزة الأمن لها والرد عليها حتي وصل اندلاع العنف الي أقصي مداه اذ وصل الي قتل وسحل وكبت حرية الرأي والتعبير وحتي النشر في بعض الأحيان مما يضيق مساحة الديمقراطية والحرية أمام الجميع. فيا أيها المصريون مسلمون ومسيحيون علينا أن نخرج من نفق الاتهامات المتبادلة التي يحاول المغرضون تعميقها الي أفق أرحب من الحوار القومي البناء والمتفاعل بحرية. واذا كان هناك من درس نخرج به، فاننا نتوقف عن نقاط الالتقاء بين الحكم والمعارضة. ونتجاوز سريعاً شباك اصطناع الفراق لايقاع الطلاق.. ألا يوجد بيننا رجل رشيد.. أين العقلاء أين الصفوة.. أخلصوا النية لله، أيقظوا ضمائركم لا تنظروا لأنفسكم بل انظروا لمستقبل أولادكم وأحفادكم دعوا الخصام جانباً أصلحوا ما بينكم وبين الله يصلح الله ما بيننا اللهم بلغت اللهم فاشهدإن يريد إصلاحا يوفق الله