هنا في قلب الصعيد وخاصة بمحافظة المنيا ، تنسج الوحدة الوطنية خيوطًا لتسد أي فجوة فيه، وتعزز من قوة الترابط، ففي أحد القرى بمركز سمالوط شمال المحافظة يقطن أرمنيوس فوزي" ، صاحب ال 35 عاماً ، والذي نجار موبيليا بقرية الحتاحتة بضرب المثل فى المحبة الصادقة والتعاون بين مسلمى وأقباط القرية، حيث أهدى الشاب أشقائه المسلمين فانوساً عملاقاً وقام بوضعه على باب المسجد الرئيسي وسط حالة من الفرحة، ويمحي ما يردده البعض بأن المنيا معقل الفتن الطائفية. " إهداء إلى شركاء الوطن من موبيليانو أرمنيوس " هذا ما كتبه الشاب " أرمنيوس" على فانوس البهجة الذي قام بصناعته، مؤكدا أن روح الحب والمودة بين أهالي القرية من المسلمين كبيرة ، ودائما ما يتبادلون التهانىء والهدايا في المناسبات المختلفة ، وجاء ذلك تعبيرا عن حبه لهم وتعايشهم في سلام. وقال أرمنيوس أن الفانوس يبلغ طوله نحو 4 أمتار ونصف تقريبا، وهو من الخشب والزجاج وبداخله إضاءة، لافتاً أن تصنيعه استغرق نحو 6 أيام ، وحمله الشاب القبطي بعد ذلك و 6 آخرين من زملاءه إلى جيرانه المسلمين، قبل أن يتم اختيار موقعه أمام مسجد الحتاحتة الشرقي. ويذكر أن الشاب القبطي سبق له كذلك المشاركة مع مجموعة من الشباب المسلمين داخل القرية خلال شهر رمضان الماضي، في جمع التبرعات ، وشراء شنط مواد غذائية " شنط رمضان " وتوزيعها على فقراء القرية، موضحا أن مشاركته كقبطي مع الشباب المسلمين كان يدفع الأقباط للمشاركة والتبرع .