سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. أقباط فاو قبلي ينسجون خيوطا جديدة في ثوب الوحدة الوطنية.. أسقف إيبارشية دشنا يتبرع لبناء أكبر مئذنة لمسجد بالقرية.. واعظ بالأزهر: روح الوطن تسود بيننا
في واقعة جديدة تؤكد على ترابط وتناغم نسيج الوطن الواحد، عزف أهالي قرية فاو بحري، التابعة لمركز دشنا سيمفونية رائعة، نسجت خيوطا في علاقة الود والحب بين أبناء الصعيد الجواني، وسمعنا صوتا ينادي من بعيد «تعالى يا أحمد إنت ومينا.. بيت جديد من بيوت ربنا طالع.. محدش عارف ده إيه ولا عاوز يعرف.. القبطي والمسلم بينادوا له يا "شيخ"» هذا هو حال لسان أهالي تلك القرية، التي سطع اسمها خلال الساعات الماضية، عندما أعلن نيافة الأنبا تكلا أسقف إيبارشية دشنا وتوابعها، عن تبرعه لبناء أكبر مئذنة لمسجد بالقرية، أثناء زيارته الرعوية لأقباط القرية. «فيتو» تدخل قرية «فاو بحري»؛ لترصد أجواء حالة الفرح والسرور بين المسلمين والمسيحيين، ابتهاجا بإتمام بناء أكبر مئذنة مسجد في القرية. خالية من الفتن من جانبه، قال الشيخ عبد الله عبد الحفيظ الفاوي، واعظ بالأزهر الشريف، وعضو لجنة الفتوى بمركز دشنا: إننا نقوم ببناء أكبر مئذنة بمسجد القرية، وشرفنا اليوم بزيارة الأنبا تكلا، أسقف كنيسة دشنا، للمسجد والمئذنة، وتبرع بمبلغ من المال؛ لاستكمال البناء، والتشطيبات النهائية للمئذنة. وأضاف «عبد الحفيظ»: إن هذا ليس بجديد على الإخوة المسيحيين، فنحن نعيش في وطن واحد، إخوة متحابين ومسالمين، يسوده روح وجو طيب، بين روح واحد تسمى «روح الوطن» أو الاتحاد الوطني بين طوائف الشعب المصري. وأكد نعيم جبره يوسف، شيخ بلد فاو بحري، أنه أثناء مرور الأنبا تكلا على بيوت الأقباط بالقرية، نظر إلى المسجد، فوجد عمليات البناء مستمرة فيه، فطلب مني أن يتبرع لبناء واستكمال التشطيبات بالمئذنة الخاصة بالمسجد، مشيرا إلى أن: العلاقة بين الأقباط والمسلمين متميزة. وأكد على أن: تلك القرية من القرى التي لم تحدث بها أي حوادث فتنة طائفية، أو خلافات بين المسلمين والأقباط، على مستوى المحافظة، والصعيد كله. مضيفا: إننا عندما نسمع عن أي حوادث طائفية، يكون رد فعلنا هو الانتقاد لتلك الأفعال المشينة، البعيدة عن أخلاق المصريين. حادث البطرسية وقال المهندس فتوح رمزي أرمنيوس، رئيس قسم تقاوي، بزراعة دشنا، ومدير توزيع منفذ تقاوي فاو بحري: إن ما حدث اليوم شيء مفرح، ويدل على الوحدة الوطنية. مشيرا إلى: أحداث البطرسية شهدت وقفة بين أبناء نسيج الوطن الواحد. وأشار وجيد برسوم غالي، تاجر ومزارع: إلى أن العلاقة بين المسلمين والأقباط تفوق الوصف. متمنيا أن تسود تلك العلاقة بين جميع أطياف الشعب المصري، في كل القرى والمراكز، كما هي في فاو بحري؛ لأنها علاقة بها الود والمحبة، التي نادى بها السيد المسيح، والأديان السماوية جميعا. وأكد سليمان سامي أرمنيوس، موظف بشركة سكر دشنا، على أن: المحبة هي أهم شيء، فهي فوق كل شيء، فالله محبة، ففي الأعياد نتبادل التهاني، ولا يوجد فرق بيننا، ونحتفل جميعا بالعيد دون ذكر لبعضنا البعض «مسلم أو مسيحي». «الأنبا تكلا» قال الأنبا تكلا، أسقف دشنا وتوابعها: إن المحبة بين المسلم والمسيحي في الدم، ونحن عشنا هذا الشيء منذ طفولتنا. مشيرا إلى أنه: تربطه علاقة صداقة بزميل مسلم، اسمه عمرو صلاح، تفوق في الثانوية العامة، وكنا مع بعضنا في كل المواقف، وحتى في الاحتفالات، وخاصة في رمضان، كنت أقضيه معه، ونتناول القطايف والكنافة، والكعك والبسكويت. وأضاف أسقف دشنا، في تصريحات خاصة ل«فيتو»: إن هذه طبيعتنا منذ طفولتنا، وهو ليس بجديد علينا، وطول عمرنا ونحن نعيش في تلك الأجواء، ومنذ قدومي إلى دشنا، وجدت الجو الطيب، فالناس تشترك مع بعضها البعض في التجارة والزراعة والبيوت، ووجدت الأجواء الطيبة. مدرسة السلام وأكد الأنبا «تكلا» على أنه شيد مدرسة، تحمل اسم «السلام» لرياض الأطفال والتعليم الأساسي، وهي موجودة أمام مسجد «السلام»، الموجود أمام الكنيسة، ووجدت الاسم لابد أن يكون مرتبطا ببعضه البعض، ووقتها كان يتم إنشاء المسجد، وقمنا بالتبرع له أيضا. وأشار إلى أنه: أثناء زيارته الرعوية لبيوت الأقباط بالقرية، وجد المئذنة وبها الخشب وأعمال البناء، وكان واجب علينا التبرع، وعندما التقيت الشيخ، قلت له: «هذه نواة تسند الزير.. ليست مقامكم، ولكن هي تعبير عن محبتنا، وطلبت منه المشاركة في العمل». وأكد على أنه زار العديد من البيوت، وحضر واجب عزاء، واستمع لآيات من الذكر الحكيم. مضيفا: إنه لا يوجد تفرقة بين مسلم ومسيحي. ووجه رسالة إلى جموع الشعب المصري، قائلا: «إن المحبة هي الباقية والدائمة، والكره بيهدم.. والانقسام بيهدم.. التوحد هو ما تحتاجه مصر منا، فنحن بحاجة إلى أن نضع يدنا مع بعضنا البعض، ونحتاج إلى البناء؛ لأننا في مرحلة حرجة، لكي ننهض بمصرنا، فالرئيس لا يمكن أن يعمل وحده.. ولابد أن نمد يدنا جميعا لبعضنا البعض، ودائما نلوم الحكومة، في حين أن هناك الكثير يجلس دون عمل، ولا توجد بطالة بقدر ما يوجد شباب لا يريد العمل، وسأضرب مثلا بالشباب السوري الذي جاء للعمل لمصر، وتمكن من صنع الكثير، ونحن لدينا شباب في مصر يعمل، ولكن لابد أن يكون جميع الشباب لديه نفس الحماس للعمل من أجل مصر. وأكد القمص تادرس أنطون، المتحدث الإعلامي بإيبارشية دشنا: إن الأنبا تكلا زار جميع بيوت القرية، وقدم واجب العزاء لأسرة أحد شباب المسلمين، وعندما مر، ووجد مئذنة المسجد، قرر التبرع لاستكمال أعمال التشطيب، وهذه الروح الطيبة تسود بين أبناء الوطن الواحد.