علي الرغم من إعلان الشاعر والأكاديمي اليمني أحمد العرّامي عن تعرضه للتهديد بالقتل وفصله عن عمله في الجامعة، بسبب مطالبته للطلاب بقراءة ومناقشة رواية 'حرمة' للكتاب اليمني علي المقري وهو مادعي مثقفين ومبدعين للتضامن معه إلا ان مقالا لزميله قلب الطاولة وفتح من جديد باب النقاش واسعا حول اشكالية الإبداع الذي يهدم قواعد العقيدة في المجتمعات المحافظة، وكان 'العرّامي' قد اكد في تصريحات لصحف يمنية بأنه تلقي تهديدات بالقتل، وصدر قرار بفصله من وظيفته في الجامعة، موضحًا أنه ألقي محاضرة في كلية التربية والعلوم برداع، جامعة البيضاء، حيث يعمل معيداً بقسم اللغة العربية في الكلية، عن الأدب العربي الحديث لمستوي ثالث لغة عربية، ومن ضمن مفردات المادة فنون الأدب الحديث: الرواية، القصة، النص المسرحي، المقال، وفي المحاضرة الخاصة بالرواية، فوجئ أن الطلاب لا يعرفون الرواية، ولم يسبق لهم أن قرأوا رواية من قبل، وهو ماجعله يقترح علي الطلاب قراءة رواية 'حرمة'، وعلي الطالبات قراءة رواية 'الرهينة'، وأعطاهم نسخة لكل من الروايتين لتصويرها، وفي المحاضرة تناقش معه الطلاب بشكل باعث علي الحماس وجميل، ويوحي بنقله في مفهومهم للرواية، إلا أنه فوجيء أن بعض الطلاب يشتكون من المشاهد الجنسية والرؤية العلمانية 'كما وصفوها' في الرواية. مؤكدا خضوعه للتحقيق من قبل لجنة تحقيق شكلها العميد وأنه اثناء التحقيق فوجيء بأن الدكاترة يتعاملون مع الأمر كما لو كان قرر الرواية كمقرر بمضمونها.مؤكدا انه لم يقرر الرواية كمقرر ملزم وإنما هي نموذج تطبيقي ليعرف الطلاب فن الرواية، ولأن ردة الفعل الاجتماعية لم تكن متوقعة اعتذر للكلية عما سببه لها من إزعاج. وانتهي التحقيق، وحذره الدكاترة 'أعضاء اللجنة' من دخول الكلية حرصاً علي حياته، مؤكدا انه فوجيء باتصالات من الزملاء تخبره بأنه تم فصله، وصدر بذلك قرار من رئاسة الجامعة وتم تعليقه في حوائط الكلية. وعلي الرغم من الموقف الصعب والاتهامات التي قد يتعرض لها من يتفق مع القرارات التي يصنفها المبدعون بأنها تعسفية للجامعة ضد أحد اساتذتها فقد طرح الدكتور محمد حسين النظاري أستاذ مساعد بجامعة البيضاء بمقاله الذي يمثل الطرف الأخر من اشكالية كبري يطرحها الخروج عن القواعد الأخلاقية والمنظور الديني الذي يمكن ان تتسبب به حرية الإبداع، فوصف النظاري ماحدث بأنه طامة كبري، ومصيبة هزت كلية التربية والعلوم برداع بجامعة البيضاء، كادت أن تجعلها مسرحا لحرب طاحنة لا حدود لها واصفا الرواية بالاياحية وبأنها حادت عن الادب، فقد حولت الكلية الي ساحة هاج فيها الطلاب والطالبات وكادوا يفتكون بالأساتذة، مؤكدا شعوره بالخجل من نفسه ومن الله أن يقرأ مثل هذا الكلام في صرح علمي، وقال الدكتور النظاري في معرض حديثة عن الرواية: يا سادة يا من تنبرون للدفاع عن رواية حرمة، أسألكم بالله أين حرمة المولي عز وجل، وأين حرمة الدين الاسلامي، وأين حرمة رسولنا الأعظم.. هل ليس لهؤلاء حرمة، وتبقي حرمة المقري، وزميلنا الذي ادخل الرواية للكلية، وأضاف قائلا: الرواية تدعو صراحة للرذيلة، بل وتحث عليها، لا تعترف بأن الزنا فاحشة، وتشجع علي تفشيها بين أفراد المجتمع، تقول الرواية أن بطلتها التي هي من صنعاء وحافظة للقرآن تمارس الجنس، في اقتران بغيض بين الكتاب الحكيم، والفعل الذميم، بل وتمزج بين صلاة الظهر وفعل الفاحشة.. الرواية مليئة بالمشاهد الجنسية التي لا استطيع ان اكتب حرف واحد منها، واستغرب من الهدف الذي يجعل زميلنا يطرحها علي طلبته، في مجتمع اسلامي محافظ. ويقول أيضا: أريد أن أطرح سؤالا واحدا علي كل من يدافع عن الرواية وكاتبها وزميلنا، هل ترضون بأن تتعلم بناتكم وأولادكم مثل هذه الفواحش، وهل تسعدون عندما ينحرفون ويقتدون بأبطال هذه الرواية البشعة.. إذا كنتم ترضون بهذا فهذا شأنكم وشأن اسركم، أما نحن فلن نرضي بأن تشيع الفاحشة بيننا، وسندافع عن ديننا وقيمنا الاسلامية. ويدافع عن قرار الجامعة قائلا: لو لم تقدم الجامعة علي قرارها، فلن نجد أبا بعد اليوم يرسل ابنته لتتعلم الرذيلة، ولن نجد أبا يشجع ولده علي أن يكون ساعيا بالفساد والإفساد وانتهاك حرمة البريئات.. فهل انتم يا من تدافعون عن الرواية تريدون للفتاة عدم التعليم والبقاء في المنزل، فإما أن تكون منحرفة وإما ان تظل جاهلة. ويطرح النظاري السؤال المهم من وجهة نظره قائلا: ماذا يريد مثل هؤلاء، هل يريدون الشهرة علي حساب الدين؟ وهل يريدون أن يظهروا للعالم أن مجتمعهم يستهدفهم لفكرهم؟ حتي يحصلوا علي تبعيتهم للغرب، ويعطيهم حق اللجوء اليه، تحت ذريعة أن حياتهم في خطر، وأن الاسلام الرجعي يتربص بهم. وأضاف: اعرف أن الاخ الطرس سيدخل التاريخ عندما يصور للاخرين انه مطارد بسبب الفكر، وهو يعلم أن الفكر التقي بعيد كل البعد عن لغة الاغراء والاغواء واحترام الخطوط الحمراء للدين، وعندما تجتاز هذه الخطوط يعتبر انتهاك لحرية الدين، وهنا استحضر الدكتور الهندي البوذي الذي كان في الكلية والذي رغم معتقده لم يحارب ديننا و لا معتقداتنا.. وسينجح -الطرس- كما نجح من سبقوه في ضم المنظمات الداخلية والخارجية للدفاع عنه اليوم.