دراسات كثيرة أثبتت أن الهواتف المحمولة لها العديد من الأضرار التى تؤثر على الصحة لا سيما بالنسبة للأطفال، فضررها يفوق الأضرار الناجمة عن استخدام الكبار لها؛ حيث إن ضعف الجهاز المناعى والعصبى للطفل يجعله أكثر عرضة للتعرض لأضرار مختلفة. الغريب أن آباء وأمهات كثر يتركون الموبايل فى أيدى أطفالهم لفترات طويلة حتى عند النوم، وهو ما يخلَّف العديد من الأضرار الصحية. بل إن دراسة سويدية أُجريت فى عام 2000 أوضحت أن الأطفال الذين يدمنون الموبايل ويستخدمونه لفترات طويلة يصبحون أكثر عرضة للإصابة بأورام المخ حيث يزيد استخدام المحمول وما يصدره من إشعاعات فرص نمو الخلايا السرطانية فى المخ. ولقد أجريت هذه الدراسة لمدة عشر سنوات وخضع لها عدد من الأطفال كان من بينهم أطفال يستخدمون المحمول وآخرون لا يستخدمونه. ورُئى أن الفريق الأول معرض للعديد من التغييرات السلبية فى أجسامهم بل ويزداد احتمال إصابتهم بالسرطان. دراسة أخرى أُجريت أثبتت أن الأطفال الذين يستخدمون المحمول لفترات طويلة يعانون مشكلات صحية، مما ينعكس بالسلب على نشاطهم وتعلمهم، إذ يعانون الصداع الدائم والإرهاق والكسل وقلة النشاط على مدار اليوم، بالإضافة إلى اضطراب النوم مقارنة بأقرانهم حيث يتعامل الطفل مع المحمول كنديم معه فينسيه النوم وبالتالى يؤثر على قدراته العقلية. بل قد يصاب الأطفال بسرطان المخ. وفى جامعة فرجينيا أجريت دراسة أخرى أوضحت أن مخاطر الإصابة بأمراض الدماغ تزيد عند المراهقين؛ حيث إن الموجات الكهرومغناطيسية الموجودة فى المحمول تتوغل فى رءوس المراهقين وهو ما يجعلهم عرضة للعديد من الأضرار الصحية الخطيرة. كما أُجريت دراسة فى معهد تشخيص الأعصاب أثبتت أن إجراء الطفل مكالمة واحدة من الهاتف المحمول لمدة دقيقتين فقط تجعل موجات الهاتف المحمول تتوغل فى منتصف الدماغ تمامًا وليست الأذن فقط. وهذا يعطينا فكرة عن كم الأضرار التى يمكن أن تسببها هذه الهواتف المحمولة للأطفال. لقد بات الهاتف المحمول يشارك المرء فى حياته الاجتماعية. ظهر كطفل متطفل يسلب الراحة والسكون والألفة ويجعل كل واحد من أفراد الأسرة منعزلا عن الآخرين عاكفًا على جهاز يغوص به فى عوالم سرمدية من اللذة الافتراضية. أما الطامة الكبرى فهى أنه بات يستخدم فى الأسرة كوسيلة لإلهاء الأطفال حتى يتفرغ الكبار لمشاغلهم، وبالتالى يعتبرونه وسيلة تقيهم إزعاج وصراخ الأطفال المتكرر. بل هناك أطفال ينام الموبايل معهم كدمية تؤنسهم. واليوم يتعين على الجميع ألا يغفل عن الأضرار الناجمة عن الهاتف المحمول وتأثيره على نمو الطفل وعواطفه، وكونه عاملا يؤدى إلى فصم عُرى العلاقة بين الوالدين والطفل وبالتالى يكون وسيلة لتحلل الترابط الأسرى، فهو يكرس الوضع الانعزالى للطفل فيسكنه الانطواء. لقد حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر الهاتف على حاسة السمع، فإشعاعاته تشكل خطرًا على صحة الطفل. لا سيما وأن إشعاعاته أكبر من إشعاعات المييكروويف، كما أن دماغ الطفل تمتص هذه الإشعاعات بنسبة أكثر من عشر مرات مقارنة بالشخص البالغ. وهناك الخطر الذى يشكله بالنسبة للسرطان، وتأثيره على بنية الحمض النووى للطفل. وعوضًا عن هذا يجب ألا نغفل تأثيره على التحصيل الدراسى حيث ينقلب من وسيلة تعليمية إلى سحر الألعاب فيتدنى مستوى الطفل التحصيلى فى المدرسة. كما أن الانغماس فى الحياة الافتراضية عبر المحمول من شأنه أن يولَّد لدى من يستخدمه عدم الشعور بالمسؤولية والعجز بعد ذلك عن اتخاذ قرارات مصيرية فى حياته. اليوم وبعد أن أصبح المحمول جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فيتعين اتباع ما أجمعت عليه الأبحاث والدراسات من قواعد حاكمة بالنسبة لاستخدام الأطفال له حتى لا يتعرضوا لأضراره الخطيرة. ومن هذه القواعد عدم استخدامه لمن يقل عمره عن ثمانية أعوام.ويظل مطلوبًا من الوالدين- مع تعذر منع أطفالهم من استخدامه كلية- أن يحددا بحزم فترة تعاملهم معه بحيث لا يُترك فى أحضانهم طوال يوم كامل....