المناضل 'كمال شاتيلا' القيادي اللبناني الناصري المعروف استثمر فرصة وجود عدد كبير من الناصريين والعروبيين في 'الملتقي العربي الدولي لدعم المقاومة' وراح يوجه الدعوات لعدد منهم للقاء علي حفل عشاء في مطعم 'الاسطمبولي'.. بوسط العاصمة اللبنانية بيروت .. في الموعد المحدد توافد العشرات علي اللقاء، يتقدمهم الدكتور 'حارث الضاري' الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق والشيخ 'جواد الخالصي' أحد أبرز قادة الشيعة المقاومين للاحتلال الأمريكي لأرض العراق، بالإضافة إلي مشاركين من الأردن والمغرب واليمن والسودان والعديد من أقطار العالم العربي فيما كنت أنا واللواء 'طلعت مسلم' المدعويي من أعضاء الوفد المصري. تحدث 'كمال شاتيلا' ثم أعطي الكلمة للعديد من الرموز الحاضرين علي حفل العشاء .. وحين منحني حق الحديث رأيت أن الحديث حول الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر علي حدودها مع قطاع غزة قد استحوذ علي أعمال المؤتمر وعلي حفل العشاء وعلي اللقاءات الجانبية بين أعضاء الوفود المشاركة .. لذا رحت أحدد منطلقات ما يجري في مصر من رفض شعبي واضح لهذا الجدار الذي تحكمه اعتبارات سياسية مصرية رسمية .. وتحدثت مطولا عن واقع التضامن الشعبي المصري مع الأشقاء في فلسطينالمحتلة والذي تجلي بصورته الزاهية خلال المظاهرات التي انطلقت عشية الحرب الصهيونية علي قطاع غزة في العام 2008. بعد الاحتفال علي العشاء أبدي الحاضرون تقديرا واضحًا لمصر وشعبها المعطاء، وبينما كنا نغادر المطعم في قلب بيروت راح الشيخ 'حارث الضاري' أمين عام هيئة العلماء المسلمين في العراق ينتحي بي جانبا ويقول لي بلغة واضحة: 'سوف تظل مصر وشعبها الأبي في قلوبنا ومحل حبنا وتقديرنا علي الدوام'. كانت كلماته كالبلسم الذي بدد كثيرا من مشاعر الألم التي انتابتني جراء حالة الخلط التي راحت تسيطر علي المشاركين علي موقف المصريين مما يحدث لأشقائهم في قطاع غزة الصامدة.