حين تلقيت الدعوة من الاستاذ 'معن بشور' للمشاركة في 'الملتقي العربي الدولي لدعم المقاومة'.. لم أتردد.. بل بادرت بقبولها علي الفور.. فقد كانت المشاركة في عمل يحمل هذا العنوان وفي العاصمة اللبنانية بيروت امر مثير للمشاعر.. فلعلها المرة الأولي منذ زمن بعيد التي تتعافي فيها العاصمة اللبنانية من أزماتها المتلاحقة، وكبواتها التي لم تهدأ، ونزاعاتها الطائفية.. وصراعاتها المذهبية وكنت تواقًا لزيارة بيروت، ومن ثم الجنوب اللبناني الذي رفع راية الشرف للأمة حين حقق المقاتلون الأبطال من المقاومة اللبنانية انتصارين علي العدو الصهيوني في فترة ست سنوات.. حين اجبروا قوات العدوان علي الانسحاب والهروب ليلاً من الاراضي اللبنانية في الخامس والعشرين من مايو في عام 2000 وحين قهروا العدوان الذي انطلق علي كل لبنان في يوليو من العام 2006 . كنت حريصًا علي العودة إلي الجنوب اللبناني لأشاهد تلك المناطق المحررة مجددًا بعد أن تعايشت معها في زيارة سابقة في العام 2004، وكان الموعد مع 'الملتقي العربي الدولي لدعم المقاومة' حين وصلنا مطار بيروت الخميس الماضي.. وعلي مدار الطريق من المطار وحتي بلوغنا مكان اقامتنا بفندق 'الكومو دور' بوسط بيروت مررنا علي الضاحية الجنوبية التي تعرضت للدمار الكامل خلال الحرب، وعبرنا المناطق الرئيسية في العاصمة قبل ان نحط رحالنا.. كانت اللافتات والشعارات الداعمة للمقاومة، والاعلام اللبنانية تغزو سماء وجدران المباني في بيروت.. وكان شعار 'مع المقاومة' يحتل الواجهات والعناوين الرئيسية.. كان السؤال الذي يتردد علي لسان الجميع عن النموذج اللبناني في التواصل والتلاقي برغم حدة الخلافات بين القوي والفصائل اللبنانية المختلفة.. شعور جارف اجتاحنا جميعًا نحن اعضاء الوفد المصري ومعنا الوفود العربية القادمة من كافة بلدان العالم العربي عن هذه التشكيلة العجيبة للساسة اللبنانيين الذين وبرغم كل ما بينهم من خلافات وصراعات احتشدوا هنا علي قلب رجل واحد يؤيدون ويدعمون المقاومة اللبنانية ويقفون في صف واحد محتضنين رموزها الذين جاءوا من كافة انحاء العالم ليقولوا 'نعم للمقاومة'. وإلي الغد..