صباح الجمعة الماضي كانت بضع ساعات لا تزال متبقية علي انطلاق أعمال 'الملتقي العربي الدولي لدعم المقاومة'.. اتفقت ومعي بعض الإخوة من المشاركين في المؤتمر وهم الاستاذ 'جمال أسعد' و المهندس د.'يحيي حسين' والأستاذ 'علاء أبو زيد' أن نستثمر تلك الساعات في التجوال لتفقد شوارع بيروت وضواحيها.. انطلقنا إلي منطقة 'الروشة' علي كورنيش المزرعة ببيروت.. ووقفنا مطولاً أمام 'صخرة الروشة' الشهيرة.. حيث تتجلي آيات الجمال في الطقس والطبيعة اللبنانية، وحيث تعيش بيروت علي شط البحر المتوسط مرتدية أزهي حللها وأجملها.. كانت شوارع بيروت حيث انطلقنا من شارع الحمراء حيث نقيم نظيفة، هادئة.. لاتكاد تعثر فيها علي آثار تلوث أو إهمال.. سائقو السيارات يمرون دون إطلاق سارينات القيادة.. المواطنون يقطعون الطرق في دأب وإصرار.. كل يتجه صوب هدفه المحدد. وبينما كنا نتوقف طويلاً عند المنطقة المحاذية ل'صخرة الروشة' اقترح المهندس د.'يحيي حسين' أن نستقل سيارة باتجاه منطقة 'سوليدير' التجارية الشهيرة في وسط العاصمة اللبنانية بيروت.. تلك المنطقة التي أشرف علي اقامتها رئيس الوزراء اللبناني الراحل 'رفيق الحريري' وجعلها مكانًا لتجول المشاة، ورئة يجلس علي مقاهيها الراغبون في الراحة والاستجمام وسط العاصمة فيما اغلقت الشوارع من كافة الجوانب لمنع مرور السيارات والوصول إلي قلب المنطقة. كانت تلك المنطقة بارعة الجمال والروعة بمثابة صورة زاهية تكشف جمال بيروت الحقيقي.. من هناك اتجهنا إلي مقر مجلس النواب اللبناني حيث التقطنا الصور التذكارية امامه.. وعلي مقربة منه كانت كنائس ومساجد تنتشر متجاورة في إشارة واضحة الي التعايش القائم بين ابناء الشعب اللبناني بمختلف طوائفه.. كانت وجهتنا التالية الي ساحةالشهداء تلك التي شهدت أحد أكبر الاعتصامات في التاريخ حين احتشد فيها علي مدار اكثر من عام عشرات الآلاف من مناصري المقاومةاللبنانية وقوي الثامن من آذار حتي تحققت مطالبهم في الازمة العاصفة التي شهدتها الحكومة اللبنانية.. ووقفنا عند ضريح رئيس الوزراء الراحل 'رفيق الحريري'.. وعند مقر صحيفة 'النهار' كان شلال من المياه يتحرك في أحد المخرات في نفس الموقع الذي شهد مقتل الصحفي اللبناني 'سمير قصير'. من بيروتالغربية إلي بيروتالشرقية وحتي الأشرفية والضاحية الجنوبية رحنا نتفقد أحد أكثر بلدان العالم العربي ثقافة وجمالاً.. فيما الكتل السياسية نجحت في بادرة غير مسبوقة في العالم العربي في تحقيق معجزة التوافق بين الجميع لتصنع للبنان عصرًا من الهدوء نتمني له الدوام . وإلي الغد