عقد امس الاربعاء اجتماعا موسعا لمجلس الأعمال المصري الأوروبي برئاسة محمد أبوالعينين رئيس المجلس وبمشاركة ماوريتسيو مساري سفير إيطاليا، و د.علي لطفي رئيس الوزراء الأسبق، وعبد الرءوف الريدي سفير مصر بالولايات المتحدة سابقا، وعدد من سفراء الدول الأوروبية والأسيوية والعربية ورجال الأعمال المصريين والأجانب. وأكد محمد أبو العينين رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي أن مصر تنتظر من إيطاليا شريكها الاستراتيجي وأكبر شريك تجاري لها في أوروبا مساعدتها والوقوف بجوارها للخروج من المرحلة الانتقالية الحالية، موضحًا أن مصر لديها كافة الفرص والإمكانات الواعدة لجذب الاستثمارات الخارجية والإيطالية والتي يمكن أن تحقق منفعة لمصر ولهذه الدول. وأكد ماوريتسيو مساري سفير إيطاليا بمصر أن بلاده شريك وصديق لمصر ولديها مصالح مشتركة معها وحريصة علي مساعدتها ونجاحها في عبور المرحلة الحالية وتعمل علي إقامة مشروعات واستثمارات جديدة بها رغم الصعوبات والمشاكل التي تشهدها مصر حاليًا. جاء ذلك خلال الاجتماع الموسع وأكد أبو العينين أن علاقات مصر وإيطاليا تاريخية وممتدة لآلاف السنين وأن حجم التبادل التجاري بينهما ارتفع إلي 5.2 مليار يورو وأن إيطاليا أكبر سوق في العالم للمنتجات المصرية، كما تزيد الاستثمارات الإيطالية بمصر عن 1.5 مليار دولار من خلال أكثر من 800 شركة في القطاعات الإنتاجية والخدمية المختلفة. وأضاف أن لدي مصر الكثير من فرص التعاون مع إيطاليا، داعيًا الشركات الإيطالية إلي إنشاء مناطق صناعية متخصصة في مصر في القطاعات التي تتمتع بها إيطاليا بمزايا تنافسية مثل السيارات والمنتجات الجلدية والملابس والذهب بالإضافة إلي ما تفتحه المشروعات القومية من فرص للاستثمار خاصة في إقليم قناة السويس والساحل الشمالي. وطالب أبو العينين إيطاليا بالعمل علي دعم معهد الدون بموسكو لما حققه من نجاح وتوسيع فروعه خارج القاهرةوالإسكندرية والارتقاء به ليكون جامعة تكنولوجية إيطالية بمصر، مشيرًا إلي ضرورة التوسع في برامج التدريب المهني وتطوير التعليم الفني بما يعمل علي توفير العمالة المؤهلة لتحقيق نهضة صناعية واقتصادية. وأكد أبو العينين أنه لم يحدث أن فكر أي مستثمر إيطالي بالانسحاب من مصر ولا نريد لأي مستثمر مصري أو أجنبي الانسحاب منها أو مغادرتها، مشيرًا إلي أن الشركات الإيطالية لها تجارب ناجحة في مصر منذ تاريخ طويل وأن تجربته في إنشاء سيراميكا كليوباترا في نهاية السبعينات هي شاهد علي ذلك حيث أنشأها بالتعاون مع شركة ساكمي الإيطالية أكبر شركة في العالم مصنعة لآلات السيراميك وتبع ذلك أكثر من 30 مصنع سيراميك آخر في مصر تم إنشائهم بالتعاون هذه الشركة الايطالية، فضلاً عن الشركات الإيطالية الناجحة في مجالات السياحة والأسمنت والطاقة والمنسوجات والسيارات، موضحًا أن مصر لن تنسي أي صديق يقف بجوارها في أوقات الشدة. وأكد ماوريتسيو مساري سفير إيطاليا علي أن مصر بلد عظيمة وهناك فرص كثيرة للتعاون المشترك ستحقق منفعة متبادلة للبلدين، مشيرًا إلي أن مصر لديها إمكانيات وموارد كبيرة منها الأيدي العاملة والموارد الطبيعية والسوق الكبير وهو ما يؤهلها لطفرة تنموية واقتصادية كبيرة. وأضاف أنه رغم الوقت الصعب الذي تمر به مصر فإن إيطاليا لديها جدول أعمال إيجابي لمساعدة مصر وحريصة علي نجاح التحول الديمقراطي فيها. مشيرًا إلي أن صعوبات الانتقال أمر طبيعي في مثل هذه الحالات ولا يوجد انتقال ديمقراطي بدون مشاكل موضحًا أن عملية الانتقال سوف تأخذ وقت طويل بمصر وبالمنطقة العربية إلا أننا يجب أن نتفاءل بالمستقبل. وأكد مساري أن إيطاليا أكبر شريك تجاري أوروبي لمصر وبلغ التبادل التجاري بينهما 5.2 مليار يورو وتوجد في مصر العديد من الشركات الإيطالية الناجحة في مجال البترول والأسمنت وصناعة الإطارات وبنك الإسكندرية، مشيرًا إلي أن هذه الشركات مستقرة في مصر، وأي شائعات بأن أيا من هذه الشركات سوف تنسحب من مصر هي محض افتراء ولا أساس لها من الصحة. وكشف سفير إيطاليا عن أن عدد من المشاكل تواجهه الشركات الإيطالية حاليًا في مصر مثل مشاكل الطاقة لشركة الأسمنت وتأخر سداد مستحقات شركة إيني لدي الحكومة. مشيرًا إلي أنه رغم هذه المشكلات فإن نظرتنا لمصر متفائلة وسوف تبقي كذلك ونبحث توسيع علاقتنا وزيادة استثماراتنا رغم الوضع السياسي ورغم أن مناخ الأعمال غير مثالي، وأضاف أن القطاعات التي تعمل إيطاليا علي زيادة الاستثمارات فيها هي النقل والبنية الأساسية والاستثمار الزراعي والطاقة المتجددة والتدريب المهني. وكشف عن أن برنامج مبادلة الديون الذي تنفذه مصر مع إيطاليا بقيمة 300 مليون دولار وبدأنا في المرحلة الثالثة بقيمة 100 مليون دولار وسوف يتم استخدام هذه الأموال لدعم التدريب المهني والغذاء والبيئة والزراعة. كما تم تخصيص 13 مليون يورو كائتمان لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وأشار إلي أنه سيركز علي دعم المشروعات المشتركة المصرية الايطالية مطالبا بالعمل علي تحسين مناخ الاستثمار موضحا أن وسائل الإعلام الأجنبية لا تنقل عن مصر سوي الأخبار السيئة كالعنف والصراعات والإضرابات بما يدفع المستثمرين لتأجيل قرارات الاستثمار بمصر. وأكد أن رسالة إيطاليا التي تقدمها للاتحاد الاوروبي ولمجموعة الثمانية وللمؤسسات الدولية هي أن مصر مهمة ويجب دعمها الآن وليس غدا. ورحب السفير الايطالي بتحويل معهد الدون بوسكو إلي جامعة تكنولوجية إيطالية بمصر مشيرا إلي أن الكثير من المناقشات حول هذا الموضوع جرت في السنوات الماضية لكن المشكلة أن الحكومة المصرية الآن لا تستطيع الالتزام ماديا لإنشاء الجامعة ويتعين البحث عن الأماكن الممكن استغلالها لإقامة الجامعة مشيرا إلي أن برنامج مبادلة الديون يمكن أن يساهم في تمويل نشاطها. وأضاف أن إيطاليا تعطي أولوية للتدريب المهني وتعمل علي توسيع عمل معهد الدون بوسكو وإنشاء فروعة جدية له بالدلتا بما يعمل علي توفير احتياجات الاقتصاد من العمالة المدربة. وعرض مساري لمشكلة نحو 3-4 آلاف أسرة إيطالية اشترت فيلات وشقق في مدينة شرم الشيح وبعد صدور قانون يمنع تملك الأجانب في سيناء أصبحت ملكيتهم للفيلات والشقق محل تساؤل، وأضاف أن الايطاليون كانوا من أوائل من أقاموا في شرم الشيخ. ووصف القانون الذي صدر بمنع ملكية الأجانب لأكثر من 45% من المشروعات التي تقام في سيناء بأنه قانون غريب مطالبا بمراجعته.