أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيّاد أن وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان فرانسيس بدولة الإمارات، أسهمت في نشر الفهم الصحيح للأديان ودعمت أواصر السلام العالمي والاندماج الإيجابي بين الشعوب. وقال عياد - خلال مشاركته في منتدى تكريم الأديان من منظور وثيقة الأخوة الإنسانية والذي عقد بمدينة تورينو الإيطالية نيابة عن شيخ الأزهر وفق بيان صادر عن المجمع اليوم /الأحد/ -" إننا بحاجة إلى مثل هذا الملتقى الذي يعرض مكانة الأديان ضمن وثيقة الأخوة الإنسانية، لأنها تتعلق بالأديان وقدسيتها وموقفها خصوصًا وأن الأديان تدور محاورها بشكل عام حول علاقة الإنسان بخالقه وعلاقة الإنسان بنفسه وعلاقته ببني جنسه و ببقية المخلوقات". وأوضح أن هذه العلاقات متى ضُبطت بضوابط دينية واقترنت بنتائج إيجابية في الدنيا والآخرة كان ذلك أدعى للإقدام عليها والتمسك بها والعمل لأجلها . وأضاف عيّاد أن الأهمية لا تتوقف عند هذا الحد بل تتجاوزه عندما تصدر هذه الوثيقة من خلال رمزين من رموز الأديان في العالم هما فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة بابا الفاتيكان فرانسيس، فهذا يؤكد أهمية هذه الوثيقة لأنها تكشف عن نظرية الأديان للأمور بشكل صحيح وهو ما يدفع إلى احترامها وتقديرها. وأشار إلى أن الدين في عرف العلماء والمتخصصين هو الشعور بواجباتنا نحو الخالق، والشعور بواجباتنا نحو المخلوق، ونحو النفس، وهو وضع إلهي لذوي العقول السليمة يهدف إلى تحقيق خيري الدنيا والآخرة، وبالنظر إلى هذا المفهوم يتأكد لدينا أهمية الدين ودوره للحياة، الأمر الذي يدفع إلى احترام قدسيته ومراعاة خصوصية مصادره وطبيعة تعاليمه . وأكد عيّاد أن وثيقة الأخوة الإنسانية جاءت ضمن لقاءات متعددة، حيث خرجت مشتملة على جملة من البنود المهمة والتي عند مراعاتها تكون المحافظة على تقدير الأديان، وعند الخروج عليها وازدرائها يكون التحقير والتطاول على كرامة الإنسان، حيث تُعد هذه الوثيقة جزءا من جهود الأزهر الشريف في تجديد الخطاب الديني . كما أوضح أن الوثيقَة تقوم على تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة التي أدَّت إلى الإرهاب والعنف وعدم الاندماج الإيجابي في بعض المجتمعات، حيث تعمل على القضاء على الطائفية والعنصرية والكراهية، ونشر المحبة والمودة بين البشر، ونشر قيم التسامح والسلام، والقضاء على العنف والتطرف، واعتماد الحوار والتفاهم، والسعي إلى تحقيق الحياة الكريمة لكل إنسان . ونوه عيّاد - في ختام الكلمة - بإسهام "وثيقة الأخوة الإنسانية" في نشر الفهم الصحيح للأديان ودعم أواصر السلام العالمي وتحقيق العيش المشترك والاندماج الحقيقي والإيجابي بين مختلف الشعوبِ، والإسهام في حل الأزمات التي يعشيها العالم، وتحقيق المساواة بين البشر جميعا.