نعم.. فى ظل ما يسود المصالح الحكومية- بنسب متفاوتة- من عدم انضباط فى العمل بالشكل المرضى سواء كان التقصير فى صورة ضعف الأداء والانتاج الخدمى أو فى صورة سوء الأداء اى دون إتقان أو فى أسلوب التعامل مع المواطن ان كان مباشرا هنا تكون الرقابة واجبة وحتمية ليترتب عليها سرعة التصرف والمحاسبة.. يستنكر البعض المراقبة بالكاميرات ويعتبرها تجسسا وتلصصا لا يجوز بل يجب ترك الامر لضمير الموظف والتزامه الدينى ومعرفته بالحلال والحرام. لذلك أقول: عندما يتنكر أحد المحافظين ويندس بين الناس فى الاسواق ليطلع على حركة البيع والشراء بين التاجر والمواطن. وعندما يتنكر ويندس بين المرضى فى أحد المستشفيات ليطلع على مستوى نظافته وكمال أجهزته وما يؤدى للمرضى من خدمات طبية. وعندما يتنكر ويندس فى المصالح الحكومية ليتعرف على اداء الموظفين واسلوب تعاملهم مع المواطنين. اذا فعل المحافظ ذلك نصفق له ونشيد به ونطالب غيره ان يحذو حذوه ولا نتهمه بالتجسس أو التلصص. أليست كاميرات المراقبة تقوم بنفس الدور؟ الإجابة: نعم من المؤكد ان الكاميرات تقوم بنفس الدور بل و بأكثر مما يحققه التنكر والاندساس المفاجئ فى اوقات مختلفة لكل مرفق يتعامل مع المواطن بشكل مباشر بل ويكون عمل الكاميرات أسرع وأوثق. و كان لبعض آخر عدة أسئلة منها على سبيل المثال : وكيف يراقب الوزير كل هذا العدد من الادارات والمكاتب التابعة لوزارته؟ ويرى أن الأحسن منه أن يراقب كم العمل نفسه... بمعنى تحديد هدف شهرى لكل موظف... لا يحصل على أجره إلا بتحقيقه. أقول للسائل: وهل مسموح للموظف أن يترك عمله فى أوقاته الرسمية ويأخذ سجلاته وملفاته لينجزها فى بيته ليحقق الهدف أو الكم المطلوب منه؟. هل إنجاز خدمات المواطن التى لاتتم الا بدفع رشوة لا اعتبار لها سوى انها تتحقق فى موعدها؟ وهل كرامة المواطن وأسلوب التعامل وما يعانيه من تكرار التردد على الجهة وما يطلب منه اوراق وتوقيعات واعتمادات ربما لا فائدة منها ليس لكل ذلك اعتبار؟ أما كيف يراقب كل هذا العدد. فليس المطلوب أن يتوقف أمام كل مكتب اكثر من دقيقة. نظرة سريعة للاطلاع بشكل عام مالم يجد مايلفت انتباهه. أما فى حالة وجود شكاوى من مكتب ما هنا يتم التركيز عليه لوقت أطول نسبيا للتأكد من عدم انضباط هذا المكتب. شىء آخر تحققه الكاميرات. ستصنع حالة من الترقب والتوجس من مراقبة الوزير تقضى على حالة الانتظام والنموذجية المؤقتة التى تحدث عند ورود معلومة لأى مدير أن هناك زيارة متوقعة من الوزير غدا أو بعد غد حيث تعلو الابتسامات وجوه الموظفين وتتم نظافة المكان ووضع قصارى الورود فى طرقات المبنى وتنتظم الاوراق فوق المكاتب. من الآخر بعض الناس ( تخاف متختشيش ).