تجسس الأزواج خدع وأساليب وابتكار! تجسس الأزواج على بعضهم ظاهرة لا تخلو منها المجتمعات الخليجيَّة والعربيَّة، ولكن باختلاف أسلوبي الرجل والمرأة، فالرجل لا يسمح لزوجته أن تتجسس عليه، أمَّا هو فيخترق كل شيء يخصُّها دون استئذان. موبايلها وإيميلها، وصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، بحجة انه محرم، ويحق له ما لا يحق لغيره، ومراقبته مبررة، فإلى أي حد يسوغ الرجال ما يفعلون؟ وهل يستطيعون التغلب على فضول المرأة في التجسس؟ في السعودية.. منعته فطلقها في الدول الغربية قد يصل الأمر إلى استئجار محقق خاص ليتلصص على كل تحركات الزوجة، لكنه في السعودية لا يتعدى التفتيش في الخصوصيات، إذ يعترف صالح، موظَّف، أنه يرضى على نفسه التجسس على جميع أمور زوجته من باب الغيرة عليها، بينما لا يريدها أن تفعل الشيء نفسه معه، فمن عاداته اليوميَّة تفتيش الهاتف المحمول الخاص بها، يتابع: "رُّغم أنني لم ألاحظ عليها أيّ تصرُّفات غريبة، لا أعلم لماذا أفعل ذلك، خاصَّة بعد عودتها من زيارات صديقاتها أو أهلها وأقاربها، بل يصل التجسس لديّ إلى البحث بحقيبتها، وتفقُّد محتوياتها، ولكن في الوقت نفسه لا أسمح لها أن تفتِّش في هاتفي، وهي صفة أكرهها في نفسي، ولكن لا أعلم كيف أتخلَّص منها". أيضاً يجد عبدالعزيز (معلم)، أن من حق الرجل مراقبة هاتف زوجته المحمول أو مواقع التَّواصل الاجتماعيّ الخاصة بها، يعلّق: "المرأة التي لا تخفي شيئاً يجب ألا تعتبره تجسساً! وعبدالعزيز بالمقابل لا يرى مشكلة في وضعه أرقاماً سريَّة على هاتفه، فهو يتلقَّى من أصدقائه بعض المقاطع أو الصُّور بالخطأ أو كمزاح، ولا يودُّ أن تطلع عليها زوجته، يتابع: "في بداية حياتنا الزوجيَّة كانت تصر على وضع أرقام سريَّة على هاتفها المحمول، وعندما أطلب منها أن تفتحه، فإنها تستغرق عدَّة دقائق لمسح بعض المحتويات، وطلبت منها حذف بعض مواقع التَّواصل الاجتماعيّ،لكنَّها رفضت، وقالت:"لماذا تسمح لنفسك أن تتواصل وتضع أرقاماً سريَّة لجهازك وتمنعني؟" واشتد النقاش بيننا، وفي حالة غضب طلقتها طلقة واحدة رجعيَّة، وبعد تدخُّل الأهل أرجعتها، وعلى المرأة أن تفهم أنَّ هناك فرقاً بينها وبين والرجل، فرغبته بالاطلاع على أمورها الخاصة ليس تجسساً بل حب واطمئنان،أو لتسميه ما يحلو لها". في الإمارات.. هو الطريق الأسهل لإنهاء الحياة الزوجية الغريب بحسب نخب قانونية ونفسية ان الزوجة في الإمارات غدت هي الاكثر ممارسة لهذا السلوك بعد ان كان الرجل يراقب همساتها وتحركاتها سابقا ... فتراها تبحث في هاتفه او بريده حتى وان كانت لا تشك فيه وتضع ذلك في محيط "حرص ولا تخون" حتى بات راشد، موظف، يطلق على زوجته لقب العميل 007 المعروف بجيمس بوند، فبرأيه أنها فاقت مهارته في عالم الجاسوسية، ولم يعد يصلح وضع كلمة سر لقفل الهاتف او حتى البريد الالكتروني لأنها قادرة على الدخول حتى في أحلامه، حسب قوله . البعض ينظر الى الزوجة باعتبارها " الحكومة " وانه لا يجوز العبث معها,, فيما يرى بعض الرجال ان ما تفعله النساء لا طائل منه فان اكتشفت الزوجة ان لزوجها علاقة بأخرى فهي قد لا تجرؤ على محاسبته! لكن التجسس يأخذ أبعاده المتطورة في ذهن احمد خليل موظف استقبال في شركة مزايا لتصميم الديكور، فلا يستطيع إغفال بعض النساء اللواتي يبتكرن اساليب في المراقبة فمن كاميرات الفيديو او استئجار محقق خاص او البحث عن برامج تسمح بمتابعة هاتف وبريد الزوج, واضاف: "عندما يشعر أحد الشريكين أن الآخر قد اقتحم خصوصيته، ويبدي اعتراضا، فيجب حينها على المقتحم أن يتوقف عن التمادي في الاقتحام، فاحترام خصوصية الشريك هو في نفس الوقت احترام للشريك". تتذكر المحامية الاماراتية إيمان الرفاعي قضية صادفتها وهي عن سيدة كان زوجها دائم السفر للخارج، فكانت تضع له في هاتفه جهاز تسجيل للمكالمات، وعندما أكتشف ذلك، قرر هو مراقبتها، وكانت المصيبة الكبرى أنه أكتشف أنها هي الخائنة، ولم يقم برفع دعوى قضائية، لكنه جاء طالباً للاستشارة القانونية . حقي! لكن التجسس أمر تعترف به النساء أنفسهن، ومنهن منى البوسميط، مسؤولة الاتصال المؤسسي في منطقة الشارقة التعليمية فبعض الزوجات، برأيها، يرصدن الخيانة المحتملة، ما ينعكس سلباً على العلاقة بين الطرفين، تتابع منى: "بعض الرجال يدفعون زوجاتهم إلى التجسس عندما لا يعطوهن الثقة، بالإضافة إلى وجود بعض الوشايات الكاذبة بالزوج تتهمه بالخيانة". فيما تعتقد علياء الخاطري موظفة في شركة تسهيل ان مراقبة الرجل درء للخطر! يطالب جاسم محمد المكي، رئيس قسم الإصلاح والتوجية الأسري بدائرة محاكم رأس الخيمة، الزوجات بأن يكنّ أكثر ذكاء، وأن يزدن اهتماماً بأنفسهن، بدلاً أن يكلفن أنفسهن شراء كاميرات وأجهزة تنصت يعلّق: "على الزوجة أن تحتوي هذا الزوج وتكون له 4 زوجات في وقت واحد". فيما لا يعتبر طبيب الاطفال سعد علي الراضي اطلاع الرجل على البريد الإلكتروني وهاتف الزوجة تجسساً، بل حق ويستدرك قائلاً: "لا يحق لها هي ان تفعل ذلك"! معتبرا ان شرف زوجته هو شرفه .. وان متابعة صداقاتها وتحركاتها لا يعني بالضرورة الشك، وفي المقابل يرفض ان تراقبه زوجته باعتباره رجل والمجتمع منحه الحرية كاملة والسلطة كاملة".
