أفادت دراسة جديدة عن باحثون في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى أن نسبة الفجوة بين الدول الأشد فقرا وتلك الأكثر ثراء، تزيد الآن بنسبة 25 في المئة عما كانت ستصبح عليه، إذا لم تشهد الأرض ظاهرة الاحتباس الحراري وما تؤدي إليه من ارتفاع لدرجة حرارة الكوكب. وتعد الدول الأفريقية الواقعة على خطوط العرض الاستوائية الأكثر تضررا؛ إذ أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في دول مثل موريتانيا والنيجر، يقل بنسبة 40 في المئة مما كان يُفترض أن يصبح عليه، إذا لم تكن درجات الحرارة قد ارتفعت بمعدلاتها الحالية.
العالم جميعا سكان كوكب الارض مترقبون الافتراضات الجديدة لنمذجة المناخ وهل سيكون هناك حل لعدم تفاقم ظاهرة الاحتباس الحرارى حيث تسعى اتفاقية باريس المناخية لعام 2015 إلى الحد من الاحترار العالمي إلى “أقل بكثير من درجتين مئويتين” أعلى من مستويات ما قبل الصناعة، في حين أوصى الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ في عام 2018 بتحديد هذه الزيادة عند 1.5 درجة مئوية
على النقيض من ذلك، يقترح نموذج نوردهاوس وهو خبير اقتصادى حائز على جائزة نوبل حيث في 2018 فاز نوردهاوس، بالمشاركة مع ديول رومر بجائزة نوبل للاقتصاد لدمحة تغير المناخ فى تحليل الاقتصاد الكلى طويل الامد
ان الحد من الاحترار إلى 3.5 درجات مئوية بحلول عام 2100. إذا كان هذا هو الهدف، فسيكون صافي الانبعاثات مقبولاً بعد عام 2050. . لكن نهج نوردهاوس يمثل تطبيقاً مضللاً للنمذجة المتطورة لصنع القرار حيث تعتمد جميع النماذج على افتراضات فالدول الصناعية المتقدمة ملتزمة قانونياً الآن بتخفيض صافي انبعاثات غازات الكربون الدفيئة إلى الصفر بحلول عام 2050. بالنسبة لبعض أنواع التأثير المناخي، يمكن محاولة إجراء تقديرات كمية؛ فمع ارتفاع درجة حرارة الأرض، ستزداد غلة المحاصيل في بعض المناطق الأكثر برودة في العالم، وستنخفض في المناطق الأكثر حرارة. ولكن هذا مثل أي تقدير آخر يخضع إلى هوامش خطأ واسعة، وسيكون من السخيف تخيل أن الفوائد في منطقة واحدة سيتم نقلها إلى مناطق أخرى متضررة. لكن من المستحيل وضع نماذج للعديد من أهم المخاطر؛ إذ سيؤدي الاحتباس الحراري إلى تغييرات كبيرة في الدورات الهيدرولوجية، حيث يكون هطول الأمطار أكثر شدة ونوبات الجفاف أطول. سيكون لذلك آثار ضارة شديدة على الزراعة وسبل العيش في مواقع محددة. ويمكن أن تؤدي الآثار الأولية السلبية بدورها إلى عدم استقرار وهجرات واسعة النطاق . وبافتراض صحة نموذج نوردهاوس ، فإن ارتفاع درجة الحرارة 3.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة سيأخذنا إلى درجات حرارة عالمية لم نشهدها منذ أكثر من مليوني سنة، قبل تطور البشرية المعاصرة. كما أن التقديرات النموذجية للتأثيرات الضارة غير قادرة على تحديد مخاطر أن الاحتباس الحراري يمكن أن يكون معززًا ذاتيًا، مما يخلق خطرًا لا نظير له للتهديدات الكارثية لحياة الإنسان على الأرض. وتؤكد اتجاهات درجة الحرارة في القطب الشمالي الحديثة أن تنبؤات نماذج المناخ بأن الاحترار سيكون أجسم عند خطوط العرض العالية. إذا أدى ذلك إلى ذوبان التربة الصقيعية على نطاق واسع، فسوف يتم إطلاق كميات هائلة من غاز الميثان المحبوس، مما يؤدي إلى تسارع تغير المناخ. كلما ارتفعت درجة الحرارة، زاد احتمال حدوث مزيد من الاحترار السريع الذي لا يمكن السيطرة عليه. وتكافح النماذج دائمًا لالتقاط هذه التأثيرات الداخلية وغير الخطية بقوة، لكن نقطة الكمال التي تبلغ 3.5 درجة مئوية فنموذج نوردهاوس يمكن أن تحدث توازنًا غير مستقر إلى حد كبير.