حركة أنصار الله كانت تسمى خلال تسعينيات القرن الماضى بحركة الشباب المؤمن وهى حركة سياسية دينية مسلحة اتخذت من صعدة باليمن مركزًا رئيسًًا لها، وعرفت باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها حسين بدر الحوثى الذى قتل على يد القوات اليمنية عام 2004 بعد التصعيد واستهداف الحركة من جانب الرئيس على عبد الله صالح وعمليات الجيش اليمنى، وقائدها الآن هو عبد الملك الحوثى الأخ الأصغر لمؤسس الحركة الذى عينته إيران، هذا ويعهد للرئيس اليمنى الراحل على عبدالله صالح دخوله فى صراع ضد تلك الحركة التى تأسست عام 1992 بسبب ادعاء الحوثيين بسوء المعاملة والتهميش والتمييز ضدهم من جانب الحكومة اليمنية، وتنتمى قيادة وأعضاء الحركة الحوثية إلى المذهب الزيدى من الإسلام، وقد تحولت المواجهات المتقطعة إلى صراع مستمر بين الحوثيين وبين على عبد الله صالح وعلى محسن الأحمر من 2004 وحتى 2011، واشتبكوا مع القوات السعودية عام 2009 فى ما عرف بنزاع صعدة، بعدها انتقل القتال إلى مناطق أخرى فى محافظة الجوف ومحافظة صنعاء وغيرها، وقد فشلت الحكومة فى قمع الحركة المدعومة من إيران عسكريًا. وقد اتهمت الحكومة السعودية وبما تحمل من دلائل إيران بدعم جماعة الحوثيين والتدخل فى الشأن الداخلى اليمنى بهدف زعزعة استقرار البلاد، ومن تلك الدلائل التى تثبت تورط إيران فى اليمن هو إعلان السلطات اليمنية عام 2009 بضبطها لسفينة إيرانية محملة بالأسلحة لدعم الحوثيين، ولظهور نوايا ومخططات أبرهة العدوانية دعا وزير الخارجية اليمنى أبو بكر القربى فى حينه إيران بالتوقف عن دعم الحوثيين فى 13 ديسمبر 2009، ولاحقا فقد أعلن الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى عن التدخل الإيرانى فى شئون اليمن ومن ثم القبض على خلايا تابعة لها فى صنعاء أثناء زيارته للولايات المتحدة فى سبتمبر عام 2012، كما أعاد رئيس الأمن القومى اليمنى الجنرال على حسن الأحمدى ووجه الاتهامات لطهران لدعمها الحوثيين عسكريًا أواخر العام 2012 متهما طهران بمحاولة إيجاد موطئ قدم لها فى اليمن، ومع استمرار المخططات الإيرانية وتنفيذها عن طريق الحوثيين الذين ركبوا الثورة اليمنية بعد الإطاحة بنظام الرئيس على عبد الله صالح؛ ومع التقلبات السياسية المضطربة ومع تواصل المخطط الايرانى كان الحوثيون حجر عثرة فى وجه ومكتسبات الثورة اليمنية والشرعية التى أفرزتها الثورة بعد تمردهم على وعلى مقررات الحوار الوطنى وتآمرهم مع الرئيس المخلوع على عبد الله صالح قاموا بالتمرد والهجوم على المحافظات اليمنية بدءًا من العاصمة صنعاء ومحاصرة القصر الرئاسى وكافة مؤسسات الدولة وانطلقوا ليستولوا على محافظات اليمن الواحدة تلو الأخرى وصولا إلى محافظة عدن بالجنوب والانقلاب على الشرعية فى عشية وضحاها وغيرها من الأحداث المأساوية وإدخال اليمن فى حرب أهلية ونفق مظلم لم تخرج منه حتى الآن. ولإنقاذ اليمن واليمنيين، واستعادة الدولة التى سيطرت عليها ميليشيا الحوثى الانقلابية فى 21 سبتمبر 2014، وحماية المنطقة من المد الإيرانى، انطلقت عاصفة الحزم تلك العملية العسكرية التى قادتها المملكة العربية السعودية بمشاركة التحالف العربى ضد ميليشيا الحوثى وصالح الخارجين على الشرعية وعلى كل الاتفاقات المبرمة وعلى مجريات الحوار اليمنى. ففى صباح يوم 26 مارس عام 2015 تمكنت قوات التحالف العربى من ضرب المواقع العسكرية الحوثية وتمكنت من السيطرة على الأجواء اليمنية واسترجاع غالبية الأراضى، وجاءت تلك الضربة بمباركة عربية بسبب خطورة العدوان وكاستجابة لمطلب الرئيس الشرعى عبد ربه منصور هادى بالتدخل لإنقاذ اليمن وعروبته من براثن إيران ومخططاتها التى تستهدف إسقاط اليمن فى بحر المذهبية والتشيع، وإشعال الحرب الأهلية للسيطرة من خلال الحوثيين على موارد اليمن ومقدراته والتحكم فى باب المندب والسيطرة على المنافذ البحرية الهامة بالبحر الأحمر وخلال الضربات الجوية المستمرة وصولا إلى عملية إعادة الأمل نجحت العاصفة فى استرجاع الشرعية وتمكين الرئيس هادى وحكومته من خلال العاصمة عدن بإعادة الشرعية إليه وإفشال المخطط الإيرانى والتضييق على الحوثيين وإجبارهم على التراجع.