تحت شعار "عبد الناصر قالها زمان.. الإخوان ملهمش أمان"، أحيا المئات من محبي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ظهر اليوم الثلاثاء، ذكري ميلاده ال95، بضريحه بشارع الخليفة المأمون بجوار مقر وزارة الدفاع، وسط حزن ودموع من مؤيديه الذين قرأوا له الفاتحة، ووضعوا أكاليل الزهور علي قبره، كما أذاعوا عددًا من الأغاني الخاصة بثورة 25 يناير. شهدت مراسم إحياء ذكري مولد الرئيس الراحل مشاركة عدد من أبنائه، وعدد كبير من المنتمين للتيار الناصري، من بينهم نجله عبد الحكيم وشقيقته هدي، ونجل شقيقه خالد، بالإضافة إلي الكاتبين الصحفيين مصطفي بكري وعبد الحليم قنديل، والإعلامي حمدي قنديل، ووزير الإعلام الأسبق محمد فايق، والدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، وعدد من رؤساء الأحزاب الناصرية، فيما كان لافتا غياب حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، وسامح عاشور رئيس الحزب الناصري ونقيب المحامين، كما انضم عدد من السوريين للمشاركة في الاحتفالية، ورفع عدد من المشاركين صورة الشهيد الصحفي الحسيني أبو ضيف الذي توفي أثناء أحداث قصر الاتحادية. وفي سياق متصل، انضم عدد من أهالي 30 صف ضابط ورقيب بالقوات المسلحة إلي المشاركين في إحياء ذكري ميلاد الراحل عبد الناصر، ولفتوا الأنظار خلال دخولهم الضريح بالصراخ والعويل رافعين صور ذويهم، مرددين "عبد الناصر قالها زمان.. الإخوان ملهمش أمان"، و"يسقط يسقط حكم المرشد"، فيما دعوا الموجودين لمساندتهم في المطالبة بالإفراج عن ذويهم المحبوسين بالمنطقة الشمالية، بتهمة التظاهر داخل المعسكر، ومخالفة الأوامر، علي حد قولهم. ومن جانبها، قالت زوجة أحد المحبوسين، رفضت ذكر اسمها مثلما رفض الجميع خوفا من إلقاء القبض عليهم، إن عددًا كبيرًا من صف الضابط والرقيب بالمنطقة الشمالية كانوا يتلقون فرقة عسكرية، مضيفة أن زوجها وعددًا كبيرًا من زملائه تظاهروا داخل المنطقة الشمالية، ورفضوا دخول المعسكر احتجاجا علي الإهانات المستمرة التي يتعرضون لها من قبل أفراد الشرطة العسكرية، خلال دخولهم المعسكر، وتابعت: "تم إلقاء القبض علي زوجي و29 آخرين، والحكم عليهم أمام المحكمة العسكرية بالسجن 3 سنوات و5 آلاف جنيه غرامة لبعضهم، والبعض الآخر 5 سنوات و10 آلاف جنيه غرامة، مطالبة بالتدخل للإفراج عن زوجها وجميع المحبوسين. وقال "عبد الحكيم"، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الحمد لله والدي موجود في قلوب الشعب المصري كله، والشعب كل يوم يحن إلي فترته ويسترجع إنجازاته في دعم الفقراء، مضيفا "الرئيس الراحل هو الوحيد الذي طبق العدالة الاجتماعية، والموجودون الآن ينتظرون المعونات من هنا وهناك، ولو استعانوا بتجربة عبد الناصر في الاعتماد علي أنفسهم، وقدراتنا التي استطعنا من خلالها بناء السد العالي واستصلاح أكثر من 2 مليون فدان، لحققوا الكثير لمصر. وأضاف "عبد الحكيم"، خلال وجوده بضريح الزعيم الراحل لإحياء ذكري ميلاده، أنه من المقرر اليوم الإعلان عن اندماج الأحزاب الناصرية في تحالف واحد يضمهم جميعا، ويعبر عن التيار الناصري، مرجعا أسباب تأخر الإعلان إلي الإجراءات القانونية لتشكيل الاندماج. وحول حادث قطار البدرشين الذي وقع مساء أمس وراح ضحيته العشرات وإصابة عدد كبير منهم، أكد "عبد الحكيم" ل"اليوم السابع" أن الحادث لم يكن ليحدث في عهد الرئيس عبد الناصر، لأنه كان دائم التوجه نحو التنمية في جميع القطاعات. وحول الاتهامات الموجهة إلي فترة عبد الناصر من جانب جماعة الإخوان المسلمين، أكد "عبد الحكيم" أن ما يردده أعضاء الجماعة ناتج عن أن مشروع عبد المناصر أنهي علي مشروع الإخوان، لأنه دفع البلاد نحو التنمية والتعليم والقضاء علي الجهل والفقر، في الوقت الذي يستخدم الإخوان الجهل والفقر لنشر مشروعهم. ووجه "عبد الحكيم" رسالة لشباب الثورة، بمناسبة التظاهرات التي دعوا إليها في الذكري الثانية لثورة 25 يناير، قائلا "ربنا معاكوا.. الثورة شالت نظام وجابت نظام أسوأ منه.. والحل في إيد الشعب"، فيما رفضت شقيقته هدي الحديث لوسائل الإعلام. وقال مصطفي بكري، رئيس تحرير جريدة الأسبوع، أعتقد أنه لا يستطيع أي إنسان أن يغيب ذهنه وحضوره عن المشاركة في تلك الذكري العظيمة لإحياء ميلاد القائد جمال عبد الناصر، الذي لا يزال يسكن في عقولنا، مضيفا "عبد الناصر مشروع وطني قومي حتما سيتحقق في يوم من الأيام". وأضاف "بكري": أتخيل لو أن الرئيس الراحل ما زال موجودا لانتقل بنفسه لموقع حادث قطار البدرشين، واتخذ العديد من القرارات الثورية التي اعتدناها منه، مشيرا إلي أن الأزمات متتابعة، وكأن الآخرين غير معنيين ومشغولون فقط ب"التورتة" وأخونة الدولة. وأشار "بكري" إلي أن الرئيس محمد مرسي تعلم في فترة الستينيات خلال تولي الرئيس الراحل عبد الناصر، مضيفا "لولا عبد الناصر لما تعلم مرسي ولما أصبح رئيسا للجمهورية"، لافتا إلي أنه لولا جهود الرئيس الراحل ما انتخب مرسي في ظل نظام جمهوري. وردا علي تشويه جماعة الإخوان فترة تولي الرئيس جمال عبد الناصر للحكم، قال "بكري": الرئيس الراحل فتح أمام الإخوان أبواب الوزارة، وأبقي علي الجماعة رغم حل جميع الأحزاب، بالإضافة إلي إفراجه عن المعتقلين الذين قتلوا النقراشي باشا، وكان جزاؤه أن ردوا عليه بلغة الرصاص، وأنهي "بكري" حديثه قائلاً: "أولي بالجماعة أن تراجع مواقفها قبل أن تتحدث عن عبد الناصر". ومن جانبه، قال المهندس ممدوح حمزة، الخبير الاستشاري والناشط السياسي، إن إحياء ذكري ميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مهمة جدا بالنسبة للأحداث التي نعيشها الآن، مضيفا: "لابد أن نتعلم من فترة حكم عبد الناصر، وكيفية إدارته لشئون البلاد، وتحقيقه التنمية المستقرة في مختلف المجالات"، لافتا إلي أن نسبة التنمية في عهده وصلت إلي 7% محققا ارتفاعًا تفوق علي دول كبري منها الهند والصين. وأضاف "حمزة" أنه لم تحدث حادثة قطار واحدة في عهد عبد الناصر، مشيرا في الوقت نفسه إلي تكرار حوادث القطارات في عهد الرئيس محمد مرسي التي راح ضحيتها العديد من أبناء الشعب المصري، داعيا جموع الشعب للمشاركة في تظاهرات 25 يناير القادمة، كما دعا المشاركين في تظاهرات 25 يناير الجاري للاعتصام أمام مباني المحافظات باعتبارها رمز الحكم في المحافظة. وقال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية والقيادي بالتيار الشعبي وعضو الجمعية الوطنية للتغيير، إن إحياء ذكري ميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من أجل التأكيد علي المبادئ التي دعا إليها في ثورة 23 يوليو، وما زلنا ندعو لتحقيقها في ثورة 25 يناير الجاري، مضيفا: "تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والاستقلال الوطني والديمقراطية هي الأهداف التي دعا إليها عبد الناصر وسندعو لتحقيقها". وأضاف "زهران" أن حادث قطار البدرشين يؤكد ما وصل إليه النظام الحالي من فساد ونهب الأموال، مشيرًا إلي أن الإخوان لم يستطيعوا خلال ال 6 شهور وضع حد لحوادث السكك الحديدية، لافتًا إلي صرف 8 مليارات جنيه لتفويض لم يحدث في عهد مبارك. وأوضح الإعلامي حمدي قنديل أن الشعب المصري كله يفتقد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، خاصة عندما نأتي إلي ضريحه، مضيفا: "يزداد شعورنا برحيله في ظل ما تمر به البلاد من أزمات وحاجاته إلي زعيم ينادي بالأفكار التي دعا إليها عبد الناصر، وهو الوحيد الذي حقق العدالة الاجتماعية الحقيقية". وأضاف "قنديل"، في تصريحات له علي هامش مشاركته في إحياء ذكري ميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أن السكة الحديد في مصر كانت في المرتبة الثانية علي العالم، والآن أصبحت تعاني من التدهور، وراح ضحيتها المئات من الضحايا، مؤكدا علي ضرورة وجود إرادة حقيقية لدي النظام لإصلاحها، وتخصيص ميزانية ضخمة لتنفيذ ذلك، قائلا: "علي أي حال النظام الحالي فشل في جميع مشاريعه". وقال "قنديل": أرجو من شباب الثورة التمثل باستمرار بمطالب الثورة وهم يقودون الحركة الوطنية، موجها النصيحة لهم قائلا: "ليس هناك معني للاعتصام في التحرير، أو في أي مكان آخر، لأن الاعتصامات لم تصبح وسيلة للضغط". وأكد "قنديل" أن جبهة الإنقاذ الوطني ستخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقائمة واحدة لن ينضم إليها أي شخص ينتمي للنظام السابق، لافتا إلي أن قطاعًا كبيرًا من الشعب يقف خلفهم، وطالبهم بضرورة النزول للشارع والأحياء الفقيرة لنشر أهدافهم. وحول محاولات جماعة الإخوان المسلمين تشويه صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، علق "قنديل" بقوله: لا أحد يستطيع تشويه صورة الزعيم عبد الناصر، لأنه ليس مجرد فكر نؤمن به، ولكن مشروعات موجودة بيننا، منها السد العالي وتأميم قناة السويس والمصانع، وهي خير دليل علي ذلك، مضيفً أن الرئيس الراحل هو وحده الذي استطاع بناء ثلاث مدراس كل 48 ساعة. يأتي هذا فيما شهدت فعاليات إحياء ذكري ميلاد الزعيم الراحل وجودًا إعلاميًا مكثفًا لتغطية الأحداث، وسط تكثيف من قوات الشرطة العسكرية لتأمين وزارة الدفاع، كما وضعت الأسلاك الشائكة أمام بوابات الوزارة، وانتشر عدد منهم بالزي المدني خلال تظاهر أهالي المحبوسين أمام بوابة الوزارة.