إن السوشيال ميديا قد أصبحت قوة لا يستهان بها، ولم يعد الاستغناء عنها أو تجاهلها ممكنا. وقد انتشر منذ أيام مقطع فيديو يظهر فيه مغنى ساخرا من أحد معجبيه!! وكان رد الفعل مدويا تجاه هذا الأسلوب غير اللائق من فنان المفترض أن سر نجاحه هو جمهوره!! فلجأ للتبرير - أنشره كما هو دون أى تصحيح لغوى أو إملائى- عبر حسابه الشخصى (كانت حفلة كبيرة جدًا فيها مئات الطلبة وواحد منهم مصمم يتصور، ولو اتصورت معاه مش هاغنى لأنى لازم أتصور مع كل الناس اللى فى الحفلة، بأقوله اشمعنا هاتصور مع حضرتك أنت بس، من فضلكم ما تحكموش على حاجة انتو مش فيها... حاولت أقول للشخص اللى كنت باكلمه ماينفعش نتصور عشان الناس دى كلها لازم تتصور تلات مرات برا الميك ولكن هو كان لحوح جدا ومصمم وكان صوته عاليا جدا وبيزعق وانا مش عارف اغنى فللأسف قلتله كدا بحسن نية وللأسف كل الكلام دا مش باين فى الفيديو). بالطبع، كلام ظاهره المساواة بين الحضور، لكنه فى الواقع هش لا يصمد أمام الواقع، ألم يشاهد هذا المغنى -الذى لا يملك رصيدا سوى أربعة ألبومات وبضع أغنيات منفردة، وليس قامة فنية رفيعة قد يلتمس الجمهور لها العذر، ويتغاضى عن هفواتها غير المقصودة - تسجيلا لحفلات النجوم ليرى كيف يتعاملون مع الجماهير أثناء الغناء؟ ألم ير خالد سليم وهو يكاد ينبطح أرضا على المسرح ليتمكن أحد معجبيه من السلام عليه وتقبيله، وكم من مرة سمح بالتقاط الصور معه خاصة للأطفال أثناء غنائه؟! لم يشاهد هانى شاكر وهو يتقبل الورود ويرسل القبلات لجمهوره، عمرو دياب الذى أوقف حفلا وجلس على الأرض ليغنى مع طفل، الحجار الذى توسط عبر الميكروفون فى اعتذار أحد معجبيه من زوجته وأهدى للزوجين أغنية توطيدا للصلح، وكذلك منير، تامر، نانسي، حماقى وغيرهم، رغم أن أى حفل لأحدهم يحضره آلاف وليس مئات!! وكلها مواقف فوق خشبة المسرح وليست فى الكواليس التى تكون بالطبع أكثر ألفة وحميمية. هذا المغنى لم يشعر بخطئه، ولم يعتذر، بل قدم تبريرا واهيا، فسقط غير مأسوف عليه.