على ضفاف حنجرته الماسية، تشكَّلت أحلام أجيال كاملة حين تحب وتعشق، وحين تشعر بالوطن، وحين تناجى ربها.. ولذا لم يكن غريبًا حين سمعه الموسيقار بليغ حمدى لأول مرة أن يبكى صارخًا: «مصر ولادة». عن على الحجار أتحدث، والذى نحمل فى أعناقنا تجاهه - وهو يكمل عامه الخامس والستين- مسئولية أن نقول له: شكرًا جزيلاً.. بقدر ما أسعدتنا، وأشجيتنا طوال تلك السنوات لأنك بحق «صوت الأرض». وبتجرد كامل، يمكننى القول: إن الحجار هو أهم صوت طرق مسامعنا من بين مئات المطربين ليس فى مصر وحدها، بل على امتداد وطننا العربى الكبير، والأمر لا يتعلق فقط ب «قوة الحنجرة»- التى هى أساسًا هبة من الله تعالى-، ولكن ب «عبقرية الاختيار» للكلمة واللحن، فضلاً عن التنوع والثراء الذى لا يضاهيه أحد فيهما، ويكفى أنه بات قاب قوسين أو أدنى من الوصول للرقم (خمسة آلاف أغنية)، فضلًا عن كونه الوحيد المنتظم فى مصافحة الجمهور بشكل مباشر- بعد كوكب الشرق أم كلثوم- بحفلته الشهرية بساقية الصاوى منذ نحو 13 عامًا، والتى تحولت إلى حفلتين شهريًا. وقد أطلق ملك الأوبرا «بلاسيدو دومينجو» على الحجار لقب «الحنجرة الذهبية» بعد أن تشاركا معًا بالغناء فى دويتو على أرض دبى حيث تم اختيار الحجار من بين كل المطربين العرب لذلك الدويتو. وما بين: العاطفي، والوطنى والديني، وتترات المسلسلات.. تغنى الحجار بأشعار عمالقة الشعر كصلاح جاهين، والأبنودي، وسيد حجاب، وصلاح عبد الصبور، وفؤاد حداد، ومحمود درويش، وجمال بخيت.. وترنم بألحان عمالقة الموسيقى: بليغ حمدي، والموجي، وعمر خيرت، وعمار الشريعي، وياسر عبد الرحمن، وأحمد الحجار. ومن منا ينسى روائعه الخالدة: اعذريني، كان إحساسى صحيح، عارفة، روحى فيكي، أنت المدد، لما الشتا يدق البيبان، متصدقيش، فى قلب الليل، وغيرها. وكذلك تترات المسلسلات التى لا تُنسى: الأيام، النديم، كناريا، رحلة السيد أبو العلا البشري، المال والبنون، الشهد والدموع، شيخ العرب همام، غوايش. كما لم يقدّم مطرب أغانى دينية مثلما قدم مطربنا الكبير إذ تخطت حاجز ال 100 أغنية، من نوعية: صلينا العصر فين، ورسول الله يا نورًا تجلى، و»مواجيد الإمام أبو العزايم». فيما قدم الحجار للسينما أفلام: «المغنواتي»، و«أنياب»، و»الفتى الشرير». أما عن المسرح فحدث ولا حرج إذ تخطى عدد مسرحياته 22 مسرحية، منها: «أولاد الشوارع»، و«رصاصة فى القلب»، و«منين أجيب ناس»، و«ليلة من ألف ليلة»، و«يمامة بيضا». كما قدم للأم: «ضحكتى فى الفجر ياما»، و«راضى بعشقي».. والأخيرة ربما تكون الأغنية الأعظم التى قُدمت ل «ست الحبايب». وكذلك قدم للأطفال الكثير، مثل: «يا أبو الريش»، و«فى دنيا الحواديت»، و«عصام ولد تمام».