وبينما نحن مستغرقون فى محاولة فهم أسباب تحول طفل العريش صاحب الخمسة عشر عامًا إلى إرهابى وإنتحارى قاتل يفاجئنا القدر بخبر أشد وطأة على العقل والروح.. لقد قتلوا أميره صاحبة العشرة اعوام بعد أن اغتصبوها.. خبر يتكرر احياناً فى زماننا الأعوج الذى نعيشه ولكن المصيبة والفاجعة أن يكون الجناه أيضًا أطفالاً فى سن الثانية عشرة من أعمارهم.. نعم ياسادة: القاتل-طفل والقتيلة- طفلة.. كيف يصل أطفالنا إلى هذا الفجور السافر ونحن غافلون...!! طفلة فى العاشرة من عمرها ذاهبة إلى مقر تحفيظ القرآن بقرية أبو رواش بالجيزة يستدرجها طفلان آخران من أبناء قريتها فى الثانية عشرة من عمريهم ويأخذانها إلى منطقة نائية لتلعب معهما ثم يقومان بأغتصابها داخل منزل مهجور على اطراف القرية بل ويتماديان فى الفجور بأن يقتلاها ويتركاها جثة هامدة بعد أن تعالت صرخاتها البريئة من الألم والخوف.. صبيان فى سن الطفولة يخطفان ويغتصبان ويقتلان تنفيذاً وتقليداً لما يشاهدوناه على هواتفهم المحمولة من افلام إباحية على مواقع مثل اليوتيوب وغيرها ووفقًا لاعترافاتهما.. لقد كانا يقلدان ما شاهدناه.. ماذا ننتظر حتى نتحرك يا سادة...؟!! نحن فى مأساة مرعبة وإن لم ننتبه جيداً لما يشاهده اطفالنا وما يتداولونه بينهم من أفكار ومعلومات والعاب إلكترونية وأفلام كارتون وغيرها فسوف تكون الكارثة المحققة التى لن يستوعبها عقل ووجدان هذا الوطن الخالد.. من جديد أصرخ أين البيت المصرى؟ وأين المدرسة؟ واين رجال الدين؟ بل اين الدولة المصرية بأسرها من دماء أميرة الطاهرة.. أين الإعلام والفن والثقافة من هذه الجريمة النكراء.. من سمح بأن يتم تغييب عقول الاطفال هكذا بفن مبتذل عارٍخليع بعيد تماماً عن موروثاتنا وأخلاقنا.. كيف تحول هؤلاء الداعرون إلى نجوم وقدوة لأبناء الوطن.. لماذا نصمت؟ وإلى متى؟ وكيف سنرفع رؤوسنا من جديد وأعناقنا جميعاً ملطخة بدماء العار؟.. كلنا مذنبون ومدانون ولا أستثنى أحدًا..!! حين قتلوا البراءة واستباحوا عرضها ظلمًا وفجورًا وتحولوا إلى ذئاب بشرية، وهم مازالوا فى سن الزهور.. أين وزارات الثقافة والإعلام والتعليم والأوقاف؟ بل أين الأزهر والكنيسة ورجالهم؟ وأين الآباء والأمهات؟.. انشغلنا جميعاً فى توافه الأمور وغرقنا فى مواقع التواصل وأخبار المشاهير واحاديث السياسة الفارغة وخلافات الرأى بين مؤيد ومعارض وتركنا الصغار فريسة لمن غيبوا العقول وقتلوا الطهارة وربوا أبناءنا على الفاحشة والعنف وقسوة القلوب حتى استدرجهم الشيطان إلى أشد حرمات الله فهتكوا العرض وسفكوا الدم ..! كلنا مذنبون لا مفر من الأعتراف.. دولة ونخب وإعلاميين وكتاب وفنانيون رجالاً ونساءً كباراً وصغارًا.. فهذا وطن يتم العبث بعقول أجياله القادمة ونحن نتصارع على مكاسب زائلة ونقضى أيامنا دون ان ننظر ولو مرة واحدة على هؤلاء الصغار وما يتعاطونه من فكر وفن وثقافة أو نلاحظ تلك التغيرات السلوكية التى تطرأ عليهم.. ستظل دماء أميرة فى أعناقنا جميعاً حتى نقتص لها ونحمى أقرانها من تلك الفواجع.. حتى نطهر عقول الصغار ونغلق ابواب ومنافذ الشيطان ويعود الأب وتعود الأم ويعود الأخوه الكبار إلى دورهم الأساسى فى تربية الصغار على الحب والخير والتسامح وحماية الضعفاء وصيانة الأعراض.. اللهُم إننا مذنبون فاغفر لنا وارحم تلك الصغيرة البريئة التى لا ذنب لها سوى أننا تركنا هذه الذئاب اليانعة تكبر بين ضلوعنا وتركنا من يستهدفون عقولهم يدمرونهم ويحولونهم إلى شياطين فى صورة بشر.. اللهُم انتقم .... !!!!