الأحداث هذه الأيام مفجعة ومروعة ومخيفة . فالشباب وهم المستقبل وهم الأمل ، قد ضلوا الطريق ، وغاب عنهم الوعى ، وذهب منهم العقل ، وتشتت بهم الوسائل . طلاب يسربون الإمتحانات ، وشباب ينشئون صفحات للغش الإلكترونى على الفيس بوك ، ونشروا عليها الأسئلة وإجاباتها بعد بدء الامتحان ب 15 دقيقة ، ووجه الطلاب الشكر لهم على نشر الامتحان وإجاباته . واحتفلت صفحات الغش بنجاحها فى التسريب. دكتور شاب فى جامعة القاهرة يغتصب طالبة . مدرس يغتصب 16 تلميذة بين السابعة والعاشرة من العمر . ولم ينهه عن وحشيته أنهن أطفال وأنهن أمانة فى عنقه . شاب فى بورسعيد يغتصب أمه بعد ضربها بقسوة حتى إنهيار مقاومتها . ولم يشفع لها تقبيل قدمه وتوسلها له بعدم إرتكاب الخطيئة الكبرى . شاب يسرق النقود من حقيبة والدته وعندما تضبطه متلبسا ينهال عليها ضربا حتى الموت . شابان يسرقان والدهما ويقتلانه بآلة حادة تخترق رأسه وتصيب مخه . زوجة شابة تمارس زنا المحارم مع أخيها وشقيقتها منذ سن المراهقة . شباب يدمنون المخدرات مجموعات من الشباب يعبدون الشيطان ويشربون دماء القطط ويضعون الوشم على أكتافهم ويمارسون كل أنواع الفجور والمجون ويتعاطون كل أنواع المسكرات والمغيبات . [ ماذا دهاك يا مصر ، وإلى أين المصير وكيف يكون الخلاص . فالخطب جلل ، والمصاب فادح والجرح نافذ وغائر . ولم يكن الأمر ليكون كذلك لو أن المرض قد أصاب الشواشى والأطراف . ولكن للأسف أنه يصيب القلوب والأحشاء والأكباد . فلو أن الذى يقع فى الخطيئة هم نفر من الشيوخ لما جزعنا وتخوفنا ، لأن الخريف يذهب وينتهى وتتساقط أوراقه .. أما الربيع فهو قادم وهو المستقبل . فإن ذبلت وجفت وتساقطت أوراقه قبل الآوان كانت الفاجعة . حيث يختنق الأمل ويخيب الرجاء ويموت الفجر قبل مولده وكما قال الشاعر : إن المصيبة فى الرياض نواضراً _ لأعز منها فى الرياض ذوابلاً . المشكلة لاتُحل بتغليظ العقوبات أوبتشريعات سريعة طائشة ، ولاتُحل بإجراءات شرطية من جانب رجال الأمن ، ولاتُحل بتشكيل المحاكم العسكرية لكى تدينهم .. ولكن مشكلتهم تُحل فى إصلاح المناهج التعليمية التي يتلقونها في المدارس والجامعات بحيث تُملأ هذه المناهج بالعلوم النافعة ومعرفة الحلال من الحرام في المعاملات والأخلاق ، واختيار المدرسين الأكفاء الصالحين الذين يوصلون حصيلة هذه المناهج إلى قلوب الشباب ويرغبونهم فيها. بالإضافة إلى إلتقاء الشباب بعلماء الدين من خلال ندوات في المساجد والكنائس والمدارس وفي غيرها. ندوات مفتوحة للإجابة على مشاكلهم .