بلا شك، عندما تتربي وتترعرع في كنف أسرة كريمة عفيفة الأخلاق، وتنشأ علي مبادئ، عادات، تقاليد والتزامات، فإن العائد عليك وعلي الأسرة وعلي المجتمع أيضاً دون شك هو النجاح. النجاح في الحياة بأكملها، وليس علي مستوي الأسرة فقط. ويكون تأثير ذلك علي مجتمعنا بصفة عامة تأثيراً إيجابياً إلي أوضح السبل التي تؤدي بنا إلي مجتمع نافع وقادر علي التغلب علي تأثيراته السلبية في حياتنا. وكل ذلك لأنك نشأت في أسرة، حاولت أن تزرع فيك مفاهيم وتقاليد سامية تؤدي بك إلي النجاح والتقدم والإزدهار لصالح نفسك ووطنك. ومما لا شك فيه أن كل هذه الأمور التي ذكرت تغنينا عن ما نحن فيه الآن. إن ما تمر به بلادي الحبيبة، ما هو إلاّ فوضي ومهاترات، ومغالطات، وسوء فهم لبعضنا البعض. وعدم إدراك بالوطن المتألم. نعم.. لم أعرف ما يحدث في بلادي، هل هو شيء متعمد، أو شيء مغلوط، أم دون قصد. إن ما يحدث الآن هو شيء سلبي. وسلبي للغاية، وكلنا مشتركون فيه، 'مع الاحترام لكل الشعب بجميع فئاته'، أني تعودت وتربيت دائماً أن لا أجرح أحد، ولكني أوجه النصح والإرشاد، ولو كانت نصائح بسيطة في مستوي ما تعلمته من أسرتي. وأبدأ من الأسرة أو العائلة، التي تترك أولادها أو شبابها وبناتها الذين ينجرفوا وراء سياسات غير مفهومة وغير مقبولة وغير متقدمة وغير مفيدة أيضاً. فانظر أمامك يا أخي وتري قذائف الحجارة فيمن.. ولمن.. لم أعرف نحن في وطن واحد ليس عدة أوطان. فكل ما يثري عليك يثري عليِّ، وكل ما يألمك يؤلمني، وكل ما يوجعك يوجعني. فلماذا هذه التصرفات الغير مقبولة وجديدة علي مجتمعنا، بالإضافة إلي الأفعال والألفاظ الأخري التي نراها علي شاشات التلفاز، وفي الشارع. من هنا أين دور الأب والأم الذين يتركون أولادهم 'شباب - بنات' مع كل الاحترام، لماذا أباؤنا وأمهاتنا تاركين هؤلاء الشباب بدون نصائح وتوعية ومفهوم تجاه الوطن، الكل يقول نحن نعمل من أجل مصر، لا... وألف لا.. إن مصر تريد إنتماء وحب وترابط وتوحد. كما أنها تريد توعية كل فرد يعيش علي أرضها الطيبة. فعلي كل أسرة مصرية يجب أن توجه أولادها علي حسن الخلق وحسن معاملة الغير واحترام الكبير قبل الصغير، والعكس، كما توجههم وتحسهم علي حب الوطن بمفهوم عدم إيذاء وجرح الأخرين. هذا هو ما يجب علي كل أب وأم. يقول ربنا سبحانه وتعالي {لا خير في كثير من نجواهم، إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، ومن يفعل ذلك إبتغاء مرضاة الله نؤتيه أجراً عظيماً} {النساء-114}. من خلال هذه الكلمات الربانية العظيمة يجب أن نوعيها ونفهمها لأولادنا وخصوصاً في هذه الأيام العصيبة علينا جميعاً. لا نريد أن نسمع ونري ونتألم كل يوم عما يدور في أركان البلاد من الوقوف للبعض بالمرصاد، ولا أحد يتعظ. ويحضرني مقولة تقول 'يعني إيه كلمة وطن'. إن الأوطان وجدت للحياة.. للحرية.. للديموقراطية للتعايش بين الناس باحترام، للخير والتغلب علي الشر. ويحضرني مقولة للفيلسوف الانجليزي براتراند راسل تقول: 'الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي ارتكبها غيرنا في حقنا، وفي تغذية روح العداء بين الناس'. نعم.. فالحياة أقصر من أن لا نتسامح ولا نرضي بعضنا البعض، أين احترامنا لبعضنا البعض؟ أين سوف نتقدم بالبلد إلي الأمام؟ المطلوب الآن أن يبذل كل شخص في مكانه ومن مكانه قصاري جهده. وأن ينزل إلي الشارع إذا كان مسئولاً ويلبي حاجات ومحتاجات الناس. فأين هؤلاء؟ فالنبدأ برئيس الحي، والمحافظ والوزير والرئيس، وكلاً في موقعه ومكانه، فكل إنسان من هؤلاء إذا فعل ذلك بما يرضي الله تعالي وضميره. فإنه بلا شك سوف يتقدم ويزدهر الوطن، ولن يرجع إلي الخلف أبداً. يجب ان يظهر كل مسؤول ما في جعبته وان يطرح ماذا سوف يفعل في خلال شهر.. سنة.. سنتين. حتي تكون الناس علي بينة بما يجري من وراءها وحولها. ليتنا نعيش لنري هؤلاء المسؤولين في الشارع ويروا بأنفسهم ما يجري في الشارع من آلام وآهات وأوجاع يعيشها شعبنا العظيم. ويحضرني وأنا أكتب هذه المقالة خبر بجريدة الجارديان البريطانية يقول 'إن مصر مشغولة بقضية غزة واقتصادها في الميزان'. أيها السادة المسؤولين.. كفانا كلام.. كفانا أحاديث غير مدعومة وفعّالة. يجب أن نفكر ماذا نعمل لهذا البلد. أيها السادة المسؤولين.. يجب التحرك فوراً، والبدأ بالمهمشين في مصر. إن مصر يوجد بها الكثير من الفقراء. لأننا لو بدأنا بهؤلاء سوف ينصلح حالنا بلا شك. فلن ينصلح حال بلادنا.. إلاّ إذا قضينا تماماً علي البطالة، رغيف العيش، اسطوانة الغاز والقمامة، للأسف الشديد.. يجب أن تكون هناك خطط فعّالة ومدروسة يراعي فيها الزمن.. متي.. وسوف؟ إنني كواحد من المصريين أناشد كل مصري أن يقف بجانب كل مسؤول، ويراعي ضميره في كل شيء من خلال منصبه، مكانه وظيفته. يجب أن نرحم هذا البلد كفانا ما نحن فيه. إن البلد مريضة تحتاج إلي الدواء، حتي تُشفي من كل هذه المحن، من كل مشاكلنا الداخلية. يجب أن ننظر إلي بلادنا بكل ضمير وإنسانية بكل حب واحترام، وأن ننكب علي العمل كفانا ما نحن فيه. حماك الله يا مصر