مسرحية "زهرة الخشخاش" انتقلت إلي فصل جديد من فصولها التي حيرت الناس وجعلتهم يضربون كفا علي كف مستغربين في البداية ما حدث بين الوزير الفنان فاروق حسني ومحسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية والمتهم بالإهمال والتسيب في سرقة لوحة زهرة الخشخاش. بدأت أحداث المسرحية بالاتهامات المتبادلة بين الوزير ورئيس القطاع فكل منهما كشف أوراقه التي تدين الآخر بشدة وتصورنا وقتها ان هناك كبش فداء سوف تقع عليه المسئولية وبالفعل صدر حكم ضد شعلان وخرج بكفالة انتظارا للاستئناف. وفي فصل جديد من المسرحية وجدنا الوزير وشعلان "حبايب" عندما استقبل الأول الثاني في مكتبه وكانت عبارات الغزل بينهما هي اللافتة للنظر فالوزير مبدئيا قرر مكافأته بتعيينه مستشارا لوزارة الثقافة بل واستقبله بحفاوة مؤكدا انه صديق وفنان ورد عليه الأخير بتحية أحسن منها وقال "أنا ابن الوزارة والوزير هو القائد وما حدث محنة اتحطينا فيها احنا الانين"!! نحن بالطبع لسنا ضد الصلح فالصلح خير كما يقولون ولسنا ضد عبارات الغزل الجميلة التي تبادلها الطرفان والتي مسحت بلا شك مرارة الأيام الماضية والاتهامات المتبادلة بين الطرفين عندما اتهم كل منهما الآخر بأنه السبب في اختفاء لوحة الخشخاش. لكن الذي يهمنا بالطبع ان نعرف الحقيقة الضائعة بين الطرفين ونسأل أين ذهبت اللوحة؟.. فالخلاف بين الوزير ورئيس قطاع الفنون التشكيلية والصلح الذي تم بينهما شيء خاص بهما ليس لنا دخل فيه ما يهمنا هي الحقيقة ليأخذ المقصر الجزاء فهذه سمعة وطن والعالم كله في انتظار ماذا تسفر عنه هذه القضية. لا شك اننا بلد متحضر وكما نطلق علي انفسنا نحن أولاد حضارة 7 آلاف سنة وبالتالي لابد أن تكون هناك شفافية في اظهار الحقيقة حتي يستريح كل منا ويهدأ باله.. فإذا حاربنا الفساد وتصدينا له وحصل كل مقصر في عمله علي الجزاء الرادع فسوف تنصلح أحوال البلد.. أما إذا سكتنا وقصرنا في حق أنفسنا فنستحق ما يحدث لنا من اعدائنا. لقد أيدنا الوزير فاروق حسني في تصريحاته عندما أكد ان وزارة الثقافة وزارة ابداع وابتكار والمبدع يلتصق بها طوال حياته - في اشارة لمحسن شعلان - ولكننا نختلف مع معالي الوزير ان لم يعلن عن حقيقة اختفاء زهرة الخشخاش ويتصدي لكل الأباطيل التي تحاول التقليل من اللوحة بأنها عبارة عن "شوية شخابيط" ولا تستحق مثل هذه الضجة ونحن في الانتظار!!