ما هذا الذي يفعله المصريون في أنفسهم؟! وكأنه لم يعد في مصر رجل شريف أومصري حقيقي أو وطني مخلص أو شخصية يتفق عليها وحولها الجميع، أو علي الأقل غالبية الناس! عمليات تشويه الآخرين والإساءة لسمعة أي إنسان يظهر في الصورة ظهرت في حياتنا بشكل فظيع وسخيف ومفزع! وبأسلوب الحق الذي يراد به باطل! كل الشخصيات التي برزت أسماؤها بعد الثورة وكلهم شخصيات محترمة لكن تم التطاول والافتراء عليهم بلا استثناء بعد الثورة خرج «الراقدون في الذرة» يتصيدون الأخطاء والخطايا فكل شخصية مصرية تري في نفسها قدرة أو كفاءة لحكم مصر أو إدارتها نحو الأفضل فإذا لم يجد حزب «الراقدون في الذرة» أخطاء أو خطايا في حاضر أو ماضي أي شخصية من هؤلاء اخترعوا لها أخطاء لم تحدث أبدا! الفريق أحمد شفيق قالوا عنه إن أهم عيوبه أنه رجل عسكري من قمة رأسه حتي أخمص قدميه، وقالوا عنه إنه من رجال النظام السابق، عمر موسي اتهموه بأنه من الوجوه القديمة، ومن رجالات عهد مبارك، الدكتور البرادعي قالوا انه دخيل علي المصريين وإنه عاش سنوات طويلة بعيدا عن مصر، ولا يمكن أن يشعر بهموم ومعاناة الشعب المصري الحقيقي. وحتي المشير حسين طنطاوي لم يسلم من تطاول البعض والهجوم عليه ومحاولات استثارة الناس ضده بل وضد الجيش المصري كله! أي شخصية أو رمز يظهر في ساحة الأحداث الآن يتم علي الفور التخطيط والتدبير في السر والعلن، وبأساليب منتهي الخسة، لحملات هجوم وإساءة الي هذه الشخصية وتلطيخها بالتراب والطين بنصف الحقيقة أو بعض الحقيقة أوبدون حقيقة تماما وبالكذب والافتراء! وكأننا أصبحنا نكره أن يكون فينا قدوة محترمة أو نموذج ممتاز يستحق مسئولية قيادة الناس! ونحن لا نريد أبهة ولا ملائكة ليحكمونا، نحن نريد بشرا مثلنا بشرا منا يولدون مثلنا ويعيشون وسطنا يعرفون «أين يوجعنا» وماذا يوجعنا نريد حكاما بشرا صادقين مع أنفسهم ومع غيرهم ليسوا راغبين في الحكم، بقدر أن يكونوا قادرين علي الحكم، وعادلين في الحكم! ولن نجد أبدا هذا النموذج اذا استمرت عمليات تشويه سمعة الشرفاء التي تجري الآن أمام الجميع والأخطر أن هناك شخصيات ونماذج مصرية شريفة لكنهم ينسحبون ويتقوقعون ويبتعدون ويؤثرون السلامة حتي لا يصيبهم رذاذ القرف الذي أصبح يلقي علي الجميع بلا استثناء! يقول المصريون في المثل الشعبي «اللي مالوش كبير يشتري له كبير» فإذا لم نحترم غيرنا لا يجب أن ننتظرأن يحترمونا وأسلوب الهجوم علي الشرفاء «عمال علي بطال»، لن يدفع ثمنه إلا الناس جميعا. الناس يريدون حرية وديمقراطية الناس يريدون عدلا وكرامة كفي كل هذه الأحلام الرائعة النبيلة، لا يمكن أن تتحقق بدون عودة عنصر الاحترام، الي المجتمع المصري من جديد. الثورة الحقيقية ليست كراهية، الثورة أصلا قامت بسبب حب ملايين المصريين لبلدهم وأيضا حبهم لبعضهم البعض، ويوم يعود الينا هذا الحب، ويوم يعود إلينا الاحترام سيظهر فجر تلك الأحلام الحلوة! وإلا.. فعلي مصر السلام! --------- محمود صلاح