يصادف هذا اليوم الموافق 26 من شهر مارس الجاري الذكري رقم 60 علي رحيل الشيخ الجليل منصور الشامي الدمنهورى الذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم 26 مارس عام 1959، ولد الشيخ الدمنهوري رحمه الله بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة عام 1906 وحفظ القرآن وهو في سن العاشرة من عمره علي يد الشيخ احمد غزال احد اسهر الشيوخ بمدينة دمنهورً في هذا الوقت، انتقل إلى طنطا لتكملة دراسته ودخل احدي المدارس المصرية وحصل علي شهادة الثانوية البكالوريا سنة 1919 م وأثناء دارسته تعلم القراءات القرآنية المتنوعة من حفص وورش ونافع وقالون وغيرها بإحدى المقارئ القرآنية بمدينة طنطا، وأكمل باقي القراءات علي يد شيوخ القراءات بالأزهر الشريف حين ذاك ، لينتقل بعد ذلك إلى الإسكندرية وهناك ذاع صيته كمقرئ للقرآن الكريم بسبب حلاوة صوته ونبراته المميزة وحسن استخدامه للمقامات ،ولما يتميز به من جلال وجمال ووقار في تلاوة القرآن، ولقدرته الفائقة علي الوقوف المناسب أثناء القراءة عند مواطن الوقف الصحيح باطمئنان حتى أصبح رئيساً لرابطة قراء القرآن بالإسكندرية وعين رئيسا لجمعية المحافظة علي القرآن الكريم بالإسكندرية عام 1950 ، وقارئا لمسجد المرسي أبو العباس بالإسكندرية سنة 1950. وقد نجح في الاختبار في اللجنة التي عقدتها الإذاعة المصرية عام 1945برئاسة كبار الأستاذة في علوم القراءات القرآنية والأصوات الموهوبة وقد حصل علي درجة الامتياز وقرأ في الإذاعة الكثير من التلاوات المتميزة بصوته الجميل وسجلت له تلاوات متعددة علي شرائط واسطوانات بما تيسر من آيات الذكر الحكيم ، وليصبح من أهم علاماتها وليقرأ على الهواء مباشرة صباح كل أحد ، وأصبح في هذا الوقت أيضا من العلامات المميزة لإذاعة فلسطين التي كانت تبث برامجها من القاهرة، فكان يقرأ صباح كل يوم أحد. كما قرأ في كثير من المناسبات الدينية وغير الدينية ، ولهذا فهو يعد من كبار شيوخ التلاوة المجودة في الإذاعة المصرية في عصرها الزاهر وهو أيضا علم كبير في أحكام القرآن الكريم وقراءاته المتعددة علاوة علي أداءه الممتاز وإتقانه في التلاوة وصوته الجميل في إخراج الألفاظ القرآنية ، ويروى أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله كان يعتبره الصوت الأول الذي يسلطنه موضحاً أن السبب في حبه له يرجع إلى أنه أثناء التلاوة لا يعطيك المستمع كل ما عنده مرة واحدة، وفى كل مرة تجد عنده جديداً ، كما انه لم يكن يستخدم سوى القرار والجواب لأنه لم يكن يحتاج إلى جواب الجواب ليصل إلى قلب المستمع قبل إذنه بخلاف كثيرين من قراء عصره ، وبجانب تلاوته للقرآن الكريم كان يعمل رحمه الله تعالي في احدي الأعمال الخاصة بجانب تلاوته للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية وتعليم الناس القرآن الكريم في بيته وخارج بيته ، وقد زار الشيخ منصور عدة دول عربية وإسلامية ، كما طاف جميع المحافظات المصرية من اجل تلاوة القرآن ، ومن نعم الله عليه أن رزقه الله ب 13 ولداً وبنتاً أصبح منهم أساتذة جامعات وأطباء وضباط ومهندسين، ويجمع معاصرو الشيخ الدمنهوري بأنه كان رجل سخاء وبر مع أهله ومجتمعه ، ورغم رحيله عبر هذه السنوات عن دنيانا قبل أن يتم عامه الثالث والخمسين في يوم 28 مارس 1959 ، إلا انه ترك لنا عدة تسجيلات قرآنية وكنوز من التلاوات المميزة والمحببة إلي القلوب من محبي وعشاق سماع التلاوات القرآنية خلال العصر الذهبي لأشهر الرواد من مشايخ ومقرئي القرآن داخل مصر وخارجها .