الشيخ الكبير منصور الشامي الدمنهوري رحمه الله تعالي قارئ القرآن الكريم بالإذاعة المصرية في الأربعينات والخمسينيات من القرن العشرين الماضي وهو قارئ موهوب في تلاوة القرآن الكريم وهو أيضا من كبار شيوخ التلاوة المجودة في الإذاعة المصرية في عصرها الزاهر وهو أيضا علم كبير في أحكام القرآن الكريم وقراءاته المتعددة علاوة علي أداءه الممتاز وإتقانه في التلاوة وصوته الجميل في إخراج الألفاظ القرآنية وهو يجود في الإذاعة المصرية وخارجها رحمه الله تعالي ولد القارئ الموهوب والزاهد الكبير الشيخ منصور الشامي الدمنهوري في جمهورية مصر العربية بمدينة دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة يوم 12اغسطس 1906م وقد حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية وهو في سن العاشرة من عمره علي يد الشيخ احمد غزال احد الشيوخ مدينة دمنهور ثم دخل احدي المدارس المصرية وحصل علي شهادة الثانوية ( البكالوريا ) سنة 1919 م وأثناء دارسته تعلم القراءات القرآنية المتنوعة من حفص وورش ونافع وقالون وغيرها في مدينة طنطا في احد المقارئ القرآنية فيها وأكمل باقي القراءات علي يد شيوخ القراءات بالأزهر الشريف حين ذاك ، وقد اشتهر الشيخ الدمنهوري بعد ذلك في تلاوة القرآن الكريم وقرا بها في كثير من المناسبات الدينية وغير الدينية وفي المآتم التي كان يدعو إليها من الأهالي والمعارف والمواطنين في مصر وذلك نظرا لقراءاته الخاشعة وصوته الجميل الذي كانت تخشع منها القلوب المحبة لسماع آيات الذكر الحكيم فتذرف الدموع تأثر بآيات الله تعالي الخاشعات فتزاد شوقا وحبا لله تعالي ومازالت قراءاته حتى الآن تعاد إذاعاتها في الإذاعة المصرية منها إذاعة البرنامج العام (مصر) وإذاعة القرآن الكريم وإذاعة الشرق الأوسط وإذاعة صوت العرب والشباب والرياضة أيضا بجانب بعض الفضائيات المتخصصة في تلاوة القرآن الكريم وكذلك بعض الفضائيات الإعلانية والتي تذيع التلاوات الخاصة بين الإعلانات المكتوبة علي شاشة القناة فالقراءة بالصوت والاعلان بالكتابة علي الشاشة للشيوخ المصريين القدامى وغيرهم وقد التحق الشيخ الدمنهوري بالإذاعة المصرية بالقاهرة سنة 1945 وقد نجح في الاختبار في اللجنة التي عقدتها الإذاعة المصرية حين ذاك مع كبار الأستاذة في علوم القراءات القرآنية والأصوات الموهوبة وقد حصل علي درجة امتياز عند الاختبار في الإذاعة المصرية وقد قرأ في الإذاعة كثير من التلاوات بصوته العطر الجميل وسجلت له تلاوات متعددة علي شرائط واسطوانات بما تيسر من آيات الذكر الحكيم فله في الإذاعة سور كثيرة ومن يستمع للشيخ الدمنهوري رحمه الله أثناء تلاوته القرآنية المسجلة في الإذاعة أو علي القنوات الفضائية فانه سوف ينبهر بسماعها وخشوعها نظر لصوته الجميل والمتقن للتلاوة المجودة فهو يخرج الألفاظ القرآنية بطريقة سليمة 100% ويحث بخشوع وعظمة القرآن الكريم فقراتها تختلف عن شيوخ الفضائيات الخليجية والتي اغلبها لا يلتزم بالأحكام القرآنية من تنوين واقلاب وإدغام بغنة وغير غنة إلي غيرها من أحكام أخري هذا بجانب أنهم حولوا تلاوة القرآن الكريم إلي صريخ وغناء ونواح وهذا كله مخالف لتلاوة القرآن الكريم وخشوعه وقد فتن كثير من رجالنا ونساءنا بهذه القراءات الغريبة بحجة أن صوتهم جميل وهم لا يعرفون أنهم يخطئون في التلاوة القرآنية بل لا يعترفون بتجويد القرآن الكريم والتأني فيه فشيوخ السعودية تقرأ القرآن بالترتيل فقط رغم أن التجويد قراءة صحيحة مائة في مائة لتوضيح المعني بتدبر وخشوع وقد تحولت القراءات إلي ضوضاء من الشيخ القارئ فتخرج الحروف من فمه وقد ضاعت منه خشوع القرآن بجانب الخطأ الفادح في نطق كلمات القرآن الكريم ومن يريد أن يعرف ذلك يركب سيارة ميكروباص وتجد هذه الشرائط مع سائقي هذه المكروباصات والتي يقومون بتشغيلها علي الفاضي والمليان وفرضه علي الناس بدون إذن أو خفض صوت الكاسيت ومن هنا تعرف هؤلاء المشايخ الذي حولوا القراءات إلي غناء وهذا مخالف لأدب تلاوة القرآن الكريم وسماعه هذا بجانب فرض هذه الشرائط علي الناس بجانب شرائط بعض الأغاني الهابطة والغير هادفة أيضا علي الناس ومن هنا تحدث الاحتكاكات والمشاجرات اليومية بين ركاب هذه السيارات هذا بجانب الشرائط المسجل عليها خطب المسيخ الدجال وثعبان الأقرع وأبو شعر وغيرها من شرائط أخري تسئ للقرآن الكريم والذوق العام ونحن نقول لشبابنا ورجالنا ونساءنا سماع القراءات العطرة المجودة إذا ارادتم القراءة الصحيحة والخاشعة فعليكم بمدرسة دولة التلاوة القرآنية مصر والتي من رموزها الشيخ محمد رفعت ومصطفي إسماعيل وأبو العينين شعيشع ومحمود علي البنا والشيخ منصور الشامي الدمنهوري وعبد الفتاح الشعشاعي وإبراهيم الشعشاعي وعبد العزيز علي فرج والشيخ عبد العزيز حربي ومحمد عبد العزيز حصان وعبد الباسط عبد الصمد ومحمد محمود الطبلاوي وعبد العزيز الصياد ومحمود خليل الحصري وغيرهم بجانب التلاوات الصحيحة والخاشعة والمرتلة والمجودة من بعض شيوخ الدول العربية والتي تلتزم بالأحكام القرآنية والقراءة الصحيحة وأشهرها قراءة الشيخ حفص رحمه الله والشيخ الدمنهوري رحمه الله تعالي طاف بجميع المحافظات المصرية وسافر لكثير من الدول العربية لتلاوة القرآن الكريم في المناسبات الدينية وغيرها وقد اشتهر الشيخ الدمنهوري بالكرم وعفة النفس واليد والرضي بالقليل ومساعدة المحتاجين من الناس وبجانب تلاوته للقرآن الكريم كان يعمل رحمه الله تعالي في احدي الأعمال الخاصة بجانب تلاوته للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية وتعليم الناس القرآن الكريم في بيته وخارج بيته ومن القصص التي سمعناها من بعد الناس التي عاصرته في زمنه والتي رواها لي أن احد احدي الأسر من جيرانه قد مات عائلها في حادث اليم في حادث سيارة وتوفي متأثر في هذا الحادث وكان هذا الحادث بغير عمد عن طريق سيارة مسرعة وفرت هاربة ولم يعثر عليها احد فقام الشيخ الدمنهوري رحمه الله بالتبرع بمبلغ مالي كبير كان يريد عمل به مشروع تجاري خاص به فلما علم بالحادث أسرع وقدم المبلغ المالي الكبير للأسرة التي فقدت عائلها التي كان يتولي رعايتها فشكرته أسرة المتوفي علي عمله الإنساني النبيل والكريم والذي يدل علي نبل أخلاقه عين الشيخ الدمنهوري رئيسا لجمعية المحافظة علي القرآن الكريم بالإسكندرية عام 1950 وعين أيضا قارئا لمسجد المرسي أبو العباس بالإسكندرية سنة 1950 من أقوال الشيخ الدمنهوري رحمه الله تعالي الأتي :- --------------------- 1- الانسان الذي يكره وطنه هو إنسان لا يحق له العيش فيها 2- الإسراف في الطعام والشراب هو تدمير لصحة الانسان 3- مساعدة الناس في محنهم ومعاناتهم في الحياة بالمال والكلمة الطيبة فيه رضا الله تعالي علي فاعله في الدنيا والآخرة 4- حب الوطن والدفاع عنه من كمال الحب لله تعالي 5- القرآن الكريم يدعونا للتآخي بين الناس والحب والتسامح بين البشرية جمعاء توفي الشيخ منصور الشامي الدمنهوري رحمه الله يوم 26 مارس سنة 1959 رحم الله تعالي الشيخ الدمنهوري واسكنه فسيح جناته ------ عبد العزيز فرج عزو كاتب وباحث مصري