تطرح مرحلتها الأولى اليوم للمستفيدين... مدينة رفح الجديدة" درة تاج التنمية" على حدود مصر الشرقية بشمال سيناء ( صور)    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    «المحامين» تعلن موعد جلسة حلف اليمين القانونية للأعضاء الجدد بجميع الفرعيات    إزالة إشغالات وحالات بناء مخالفة في دمياط الجديدة    غير مستقر.. سعر الدولار الآن بالبنوك بعد ارتفاعه المفاجئ    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وأحياء شرق وغرب شبرا الخيمة    خبير اقتصادي: الدولة نفذت 994 مشروعا تنمويا في سيناء بنحو التريليون جنيه    وزير التنمية المحلية يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    بعد مغادرة قادتها لتركيا.. حقيقة غلق مكتب حماس في قطر    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    "حماس": حال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس سنضم جناحنا العسكري للجيش الوطني    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    إمام عاشور وديانج بقائمة الأهلي أمام مازيمبي بفرمان كولر    أنطوي: أطمح للفوز على الزمالك والتتويج بالكونفدرالية    تشافي يبرّر البقاء مدربًا في برشلونة ثقة لابورتا ودعم اللاعبين أقنعاني بالبقاء    عودة ثنائي الإسماعيلي أمام الأهلي في الدوري    «الجيزة» تزيل تعديات وإشغالات الطريق العام بشوارع ربيع الجيزي والمحطة والميدان (صور)    السيطرة على حريق نشب أمام ديوان عام محافظة بني سويف    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    جدول مواعيد امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى أخر العام 2024 في القليوبية    نقابة الموسيقيين تنعي مسعد رضوان وتشييع جثمانه من بلبيس    نجوم الفن يشاركون في تكريم اسم الفنان أشرف عبدالغفور بالمسرح القومي    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    «ثقافة الطفل» ينظم احتفالية خاصة في الذكرى ال42 لتحرير سيناء    الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي للفصل الدراسي الثاني 2024 محافظة القاهرة    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    رئيس المنصورة: أتمنى أن يحظى الفريق بدعم كبير.. ونأمل في الصعود للممتاز    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    رئيس البرلمان العربي يهنئ مصر والسيسي بالذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    قرار مهم من وزارة الصحة لتسهيل إجراءات تعديل التكليف واستلام العمل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دولة التلاوة والمبتهلين.. الشعراوي شاعرا وأم كلثوم تخطف وساما من شعيشع وعبد الوهاب يتوسط للزامل
نشر في بوابة الشباب يوم 12 - 06 - 2016

- تكبح النفس عن ورود المعاصي .. ولكل القلوب تقوى وعدلا.. فى مدح رمضان بقلم الشاعر : محمد متولي الشعراوي !

- الشيخ عبد الباسط قرأ القرآن في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصي .. تسبب في مضاعفة إنتاج أجهزة الراديو !
النقشبندي .. لحن ملائكى خاشع يسمو بالمشاعر الدينية في شهر رمضان

- الشيخ مصطفي إسماعيل كان يمزج بين علم القراءت وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات

- الأطباء فشلوا في علاج حنجرة الشيخ طه الفشنى .. فعاد له صوته علي جبل عرفات!

- الشيخ محمود علي البنا كتب نعيه بنفسه قبل وفاته بأيام !

- الشيخ محمد صديق المنشاوي قال لأحد الوزراء : ولماذا لا يكون الشرف لعبد الناصر ليستمع إلي القرآن بصوتي ؟!

- الشيخ الحصرى أول من رتل القرآن فى الأمم المتحدة والقصر الملكى فى لندن والبيت الأبيض بواشنطن !

- في ليلة القدر عام 1942 انتظر الشيخ أبو العينين شعيشع وساماً من الملك .. ففوجيء به يمنحه لأم كلثوم !

- الشيخ نصر الدين طوبار رفضته لجنة الاستماع 6 مرات .. والشيخ حمدي الزامل قبلته الإذاعة بتوصية من محمد عبد الوهاب!

- الشيخ عبد العظيم زاهر تم تكريمه بعد وفاته ب20 عاماً .. والشيخ شعبان الصياد رفض العمل معيداً بالجامعة ليتفرغ لقراءة القرآن الكريم !

- الشيخ الطبلاوى أشتهر بالقراءة بدون ميكرفون .. والشيخ الهلباوي لا يشدو بالابتهالات والتواشيح إلا جائعاً !

- القاريء الطبيب أحمد نعينع سجل المصحف مجودا في80 ساعة ومرتلا في 31 ساعة وأهداه للإذاعة صدقة جارية بدون مقابل !

أصوات حفرت مكانها في الذاكرة ولم تستطع الأيام رغم تقلباتها أن تمحوها، وهي أصوات ارتبط سماعها بأوقات معينة .. فلا تكاد تسمعها حتى تستعيد ذاكرتك أحداثا وذكريات ، وتوجد أصوات كثيرة ارتبطت عند المصريين بقدوم شهر رمضان ، فقد تميزت مصر بأصوات رائعة في قراءة القرآن وتفسيره وانشاد الابتهالات والتواشيح بطريقة رائعة ، وفي السطور القادمة سنتجول أياماً في حياة نجوم ظلت أصواتهم في أذهان ملايين المصريين مرتبطة بشهر رمضان ، أصوات خاشعة كانت موهبتها سر الصدق الذى مازال يفوح من نبراتها رغم رحيل معظم اصحابها منذ سنوات طويلة ، فهي أصوات كانت جسرا لكلمات السماء تنقله إلي القلوب لتطير بالأرواح إلي عنان السماء .

قيثارة السماء.. الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
قبل انطلاق مدفع الإفطار بنصف ساعة يتوجه كثيرون للراديو ليديروا المؤشر بحثاً عن صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بإذاعة البرنامج العام ، تماماً كما يبحث آخرون بنفس اللهفة عن صوت الشيخ محمد رفعت في إذاعة الشرق الأوسط ، وكان الشيخ عبد الباسط موهبة فذة لا تتكرر في دولة التلاوة، واستمرت رحلته مع القرآن الكريم ما يقرب من نصف قرن ، بدأ مشواره من خلال القراءة في مسجد السيدة زينب وهو فتي صغير ، وتم اعتماده بالإذاعة عام 1951 ليكون أحد النجوم اللامعة في سماء التلاوة ، ويقال إن التحاق الشيخ عبد الباسط بالإذاعة زاد الإقبال علي شراء أجهزة الراديو وضاعف إنتاجها وانتشرت بمعظم البيوت المصرية ، وكان الذي يمتلك الراديو في منطقة أو قرية من القري يقوم برفع صوته لأعلي درجة حتي يتمكن الجيران من سماع الشيخ "عبد الباسط" كل يوم سبت علي موجات البرنامج العام من الثامنة وحتي الثامنة والنصف مساءً، وكانت أول زيارة للشيخ "عبد الباسط" خارج مصر بعد التحاقه بالإذاعة عام 1952 إلي السعودية لأداء فريضة الحج ، فطلبوا منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة .. ولم يتردد الشيخ "عبد الباسط" وقام بتسجيل عدة تلاوات وحصل علي لقب " صوت مكة " ، والشيخ عبد الباسط قرأ القرآن في المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصي بالقدس، والمسجد الإبراهيمي بالخليل بفلسطين، والمسجد الأموي بدمشق، وأشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم ، وقد ولد عام 1927 بمدينة أرمنت بمحافظة الأقصر وحفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات ، وبعد التحاقه بالإذاعة انهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا فى شهر رمضان حتى وفاته عام 1988 .

الشيخ الشعراوي .. إمام الدعاة
لم يحتل شيخ مكانا في قلوب المصريين بالقدر الذي احتله الشيخ محمد متولي الشعراوي ، ملايين المصريين عاشوا أجيالاً وراء أجيال يلتفون حول دروسه الدينية في رمضان قبل الإفطار بساعة ، كان بصوته تكتمل طقوس شهر رمضان عندهم ، ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي عام 1911وتوفي عام 1998 ، كان وزيراً للأوقاف لكن شهرته كانت وستظل كأحد أهم مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث ، فقد عمل على تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة وعامية مما جعله يستطع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي ، لقبه البعض بإمام الدعاة ، واصبح درسه التلفزيوني قبل آذان المغرب في رمضان من الطقوس الثابتة عند المصريين طوال 40 عاماً وحتى الآن رغم وفاته منذ 15 عاماً ، وذلك رغم أنه دائماً كان يؤكد أن خواطره حول القرآن الكريم لا تعني تفسيراً للقرآن ، وإنما هي هبات صفائية تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات.. ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر. لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتفسيره ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتفى بأن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبين لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم، وهي " افعل ولا تفعل.." ، الغريب أن الشيخ الشعراوي الذى عشقه الملايين حول العالم استبعدته الأذاعة عام 1950 بحجة أن صوته " غير ميكروفونى " .. ثم تهافتت عليه بعد ذلك بسنوات ، وللشيخ الشعراوي قصيدة شهيرة كتبها فى استقبال شهر رمضان وعمره 10 سنوات قال فيها :

يا طبيب النفوس أهلا وسهلا..........أنت فقت الشهور زهوا ودلا
أنت للداء داؤه حيث حلا..........إنما الذل فى صيامك أحلى
تكبح النفس عن ورود المعاصى..........ولكل القلوب تقوى وعدلا .

اللحن الملائكي .. الشيخ النقشبندي
الشيخ سيد النقشبندى هو أبرز مبدعي فن الابتهالات بلا منافس ، فهو أول من أنشد التواشيح الدينية والابتهالات والمدائح معاً حتى لُقِّب ب " الصوت الخاشع " ، وصفه البعض بأنه أشبه بالظاهرة الصوتية منه إلى مبتهل ، ومنهم من وصفه ب " لحن ملائكى " ، وما زال من أهم ملامح شهر رمضان .. حيث يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال إفطارهم وسحورهم، بأحلي الابتهالات التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معها المشاعر الدينية .. وتجعلهم يرددون بخشوع معه " يا ليلة القدر.. يا ليلة في الشهر.. خير من ألف شهر.. يزهو بها رمضان.. قد شرفت في الشهر.. يا ليلة القدر".. ويدعو "أنا أمة غفت وهبت ثانيا.. وجموعنا وحشودنا تدعوك ربي هاديا.. بارك لنا فيما جنينا.. واجلو الطريق لناظرينا.. وافتح كنوزك في يدينا.. وأعل وارفع ما بنينا" ، ولد الشيخ النقشبندى في قرية دميرة مركز طلخا بمحافظة الدقهلية عام 1920 ، وبدأ في إحياء الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين وذاع صيته، وتناقلت الإذاعات صوته عبر موجاتها ، ورغم رحيله عام 1976 وتطورات الزمن .. لم تستطع الأيام أن تمحو صوته من ذاكرة محبيه، ويحكى أن الشيخ لم يترك لأبنائه أى ميراث لأنه عاش على دين الآخرة وابتعد عن ثراء الدنيا الحاضر.. فقد عاش حياة لا ترف فيها كما وصفها بنفسه ، والميراث الوحيد الذى تركه كان لكل المسلمين في العالم .. وهو ميراث فني وروحي ومدرسة فريدة فى الابتهال الديني .

مقريء الملوك .. الشيخ مصطفي اسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل ولد في 17 يونيو 1905 وتوفي 22 ديسمبر 1978 ، حفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز الثانية عشرة ، استمع إليه الشيح محمد رفعت وتوقع له مستقبلا باهرا ، ذاعت شهرته فى أنحاء محافظة الغربية ثم عين قارئاً للقصر الملكى فى عهد الملك فاروق ، فأشتهر من يومها بلقب " مقريء الملوك " ، وهو كان معجزة التلاوة في مصر والعالم أجمع ، فهو صاحب أسلوب متميز وبديع وصاحب مدرسة فريدة من نوعها في التلاوة في مجال تلاوة القرآن الكريم ، وكان يركب النغمات والمقامات في تلاوته بشكل يفاجئ المستمع ويثير إعجابه، وكان ينتقل بسلاسة من نغمة إلى أخرى، وكان يعرف قدراته الصوتية بشكل جيد، ويستخدمها في الوقت المناسب واستطاع بصوته الذهبى أن يمزج بين علم القراءت وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات بشكل لم يسبق له مثيل ، فكان ينتقل بسامعيه من عالم الدنيا إلى عالم تسوده الروحانيات ، وقد وهبه الله القدرة على استحضار حجة القرآن في صوته وبثها في أفئدة المستمعين لاستشعار جلال المعنى القرآنى ، فقد قرأ القران ب 19 مقاما بفروعها ، وسجَّل الشيخ مصطفى إسماعيل بصوته القرآن الكريم كاملاً مرتلاً، وترك وراءه 1300 تلاوه يتجلى فيها روعة وجمال الصوت والأداء، التي لا تزال إذاعات القرآن الكريم تصدح بها في العالم كله ، وزارالشيخ 25 دولة عربية وإسلامية وقضى ليالي شهر رمضان المعظّم وهو يتلو القرآن الكريم بها، وقرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى في إحدى ليالي الإسراء والمعراج، قبل أن يصطحبه الرئيس الراحل السادات معه سنة 1977 في رحلة القدس الشهيرة .

الشيخ طه الفشني .. قاريء ومبتهل ومؤذن
كان الشيخ طه الفشنى المؤذن الأول لمسجد سيدنا الحسين بالقاهرة ، ولاتزال تسجيلاته شاهدة على نبوغه وعلمه بأصول التلاوة فضلا عن ميراثه فى الإنشاد الدينى الذى ارتبط بشهر رمضان فى مصر والعالم الإسلامى ، ولد في بنى سويف عام 1900، والغريب أنه بدأ حياته مطرباً .. لكن النشأة الدينية والدراسة فى الأزهر الشريف حسمت مساره ، وكان يسهر عشاق صوته حتى الفجر ليستمعوا إليه عبر الإذاعة في رمضان وهو يتلو القرآن الكريم ثم يؤدى الابتهالات ويرفع الأذان، وأيضا حين ينشد التواشيح بمولد السيدة زينب، وقد حفر اسمه بين أعلام فن التواشيح مع الشيخين طوبار والنقشبندى ، كما كان من المصاحبين للشيخ مصطفى إسماعيل فى تلاوة القرآن بقصرى عابدين ورأس التين طيلة 9 سنوات، ولما بدأ التليفزيون المصرى إرساله كان الفشنى من أوائل القراء الذين افتتح إرساله بهم، وقد تعرض لمحنة مرضية في أواخر حياته بعدما أصيب بمرض في حنجرته وفقد صوته فجأة ، ولم يفلح الأطباء فى علاجه، وعندما ذهب للحج وبينما كان الحجيج فى البقعة المقدسة يوم عرفة .. كانت الحشود تستعد لصلاة العصر، وفجأة شق الفضاء صوت جميل يؤذن للصلاة، ولم يكن غريباً عن المصريين، كان صوت الفشنى الذى استرده بفضل الله، وقد توفي عام 1971 تاركا خلفه كنوزا من التسجيلات القرآنية والإنشاد الدينى .

سفير القرآن .. محمود علي البنا
ولد يوم 17 ديسمبر 1926 بقرية شبرا باص في مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية ، حفظ القرآن فى كُتاب القرية وهو فى الحادية عشرة، وعرف وقتها بالطفل المعجزة لمهارته فى تقليد أصحاب المدارس الراقية فى تلاوة القرآن أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ محمد سلامة والشيخ عبدالفتاح الشعشاعى والشيخ محمد السعودى ، وكان التحاق البنا بالإذاعة فاتحة خير عليه ، خاصة بعدما اختير فى 1959 قارئا بمسجد العارف بالله السيد أحمد البدوى بمدينة طنطا ، وظل يتلو به كتاب الله ما يقرب من 23 عاما متواصلة ، وترك البنا للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات إلى جانب المصحف المرتل الذى سجله عام 1967، وقد انهالت عليه الدعوات من الملوك والرؤساء والشيوخ العرب لإحياء المناسبات الدينية مثل شهر رمضان والمولد النبوى الشريف وليلة الإسراء والمعراج وليلة رأس السنة الهجرية .. فاشتهر بلقب سفير القرآن الكريم ، وكان الشيخ البنا يتمتع بحس وطنى عال ، فبعد هزيمة 1967 اقترح على رئاسة الجمهورية ان يقوم وفد من كبار القراء المصريين بالتجول فى البلاد الاسلامية لتلاوة القران الكريم بين المسلمين هناك على ان يذهب عائد التلاوة الى خزينة الدولة مساهمة في المجهود الحربي ، وقبل وفاته بأيام استدعى الشيخ البنا ابنه وأملى عليه نعيه كفقيد للإذاعات العربية والإسلامية عن عمر يناهز الستين عاما، فقاطعه نجله أحمد مداعبا.. ولماذا لا نكتبها ثمانين عاما؟ فقال له الشيخ البنا: لا يا بنى لقد توقف العمر وقرب الأجل وانتهى ، وبالفعل فاضت روح البنا بعدها بأيام .. وقبل أن يتم الستين .

أمين القرآن .. الشيخ المنشاوي
بدء الارسال التليفزيونى فى مصر يوم 21 يوليو 1960 .. وأول من قرأ القرآن الكريم فى افتتاح الارسال هو الشيخ محمد صديق المنشاوى ، أُطلِقَ عليه العديد من الألقاب منها أمين القرآن ، من مواليد مركز المنشأة محافظة سوهاج عام1920 وتوفي في يونيو 1969 ، في عام 1953 كتبت مجلة الإذاعة والتلفزيون في إحدى أعدادها عن الشيخ محمد صديق المنشاوي أنه أول مقريء تنتقل إليه الإذاعة..والحكاية أنه بعدما علم المسؤلون بالإذاعة عن موهبته الموهبة أرسلوا إليه يطلبون منه أن يتقدم بطلب للإذاعة ليعقد له اختبار فإن اجتازه يعتمد مقرئاً بها فرفض الشيخ هذا المطلب وقال: لا أريد القراءة بالإذاعة فلست في حاجة إلي شهرتها ولا أقبل أن يعقد لي هذا الامتحان أبداً... فما كان من مدير الإذاعة في ذلك الوقت إلا أن أمر بأن تنتقل الإذاعة إلي حيث يقرأ الشيخ محمد صديق المنشاوي ، وبالفعل فوجئ الشيخ - وكان يحيي حفلاً رمضانياً في قرية إسنا - بأن الإذاعة أرسلت مندوبها لتسجل قراءته وتلاوته ، من المواقف التي تذكر للشيخ المنشاوي عندما قال له أحد الوزراء " سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفلاً يحضره الرئيس عبد الناصر "، فما كان من الشيخ إلا أن أجابه بعزة نفس : ولماذا لا يكون الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلي القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي، ورفض أن يلبي الدعوة .

الأول دائماً .. الشيخ الحصري
ولد القارئ محمود خليل الحصرى فى قرية شبرا النملة بطنطا في 17 سبتمبر من عام 1917، أتم حفظ كتاب الله فى الثامنة، والتحق بالمعهد الدينى فى طنطا، قبل أن يتعلم القراءات العشر فى الأزهر، وفى عام 1944 تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان، ثم فى عام 1950 عين قارئاً للمسجد الأحمدى بطنطا، وفى عام 1955 قارئاً لمسجد الحسين بالقاهرة ، واعتاد الشيخ الحصرى أن يكون الرائد دائماً ، فكان أول من سجل القرآن برواية حفص عن عاصم، وأول من سجل القرآن برواية ورش عن نافع، وأول من سجل القرآن برواية قالون ورواية الدورى عن أبى عمرو البصرى، وأول من سجل القرآن المعلم وأول من رتل القرآن بطريقة المصحف المفسر، وأول من رتل القرآن فى الأمم المتحدة والقصر الملكى فى لندن والبيت الأبيض بواشنطن ، كان مدرسة كاملة، وقد توفي يوم الاثنين 24 نوفمبر 1980 بعدما أتم التسليم في صلاة العشاء .

ملك الصبا.. الشيخ أبو العينين شعيشع
مدرسته فى القراءة كانت تقوم على الشجن، ولذلك كان يلقب ب" ملك الصبا " ، ذلك المقام الموسيقى الذى يبكى فى مقامات النغم، وبدأ مشواره مع الشهرة مقلداً لصوت الشيخ محمد رفعت ، فقد استعانت به الإذاعة قبل شهر رمضان وعمره 17 عاماً من أجل ترميم بعض تسجيلات الشيخ رفعت بعد رحيله بتقليد صوته وطريقة قراءته ، وكان شعيشع قد استفاد بقربه من الشيخ محمد رفعت ليلتقط كل دروس علوم القراءة منه، لكنه بعد ذلك اتخذ لنفسه أسلوبا مختلفاً فى التلاوة، وكان أول قارئ للقرآن يسافر للدول العربية عام 1940 بدعوة من إذاعة الشرق الأدنى بالقدس، وأول من سجل القرآن على أسطوانات مدبلجة فى مطلع الخمسينيات، وحينما كان طالباً بمدرسة المنصورة الثانوية حكم عليه جميع الأساتذة بأنه فاشل بسبب عدم التزامه بالدراسة وسهراته فى الليالى التى يقوم بأحياءها القراء والمنشدون، هو من مواليد 1922 .. وفي ليلة القدر من عام 1942 كان يقوم مع الشيخ الشعشاعي بإحاء ليالي رمضان بقصر عابدين , فجاءهما رئيس الديوان الملكي وأخبرهما بأن الملك فاروق قرر منحهما وسامين .. فاستبشرا خيرا , وجاءت " ليلة القدر " وإذا بالملك ينعم بالوسام على المطربة أم كلثوم بعدما انشدت أغنية " يا ليلة العيد " ! وكان الشيخ أبوالعينين شعيشع قبل عصر التسجيلات في بداية الخمسينات يقيم طوال شهر رمضان بالإذاعة ليؤذن لصلاة الظهر والعصر والمغرب , وبعدها يتناول قليلا من التمر ليفطر , حتى يحين موعد أذان العشاء فيؤذن للصلاة ثم يتوجه إلى منزله لتناول إفطاره ثم يعود ليؤذن للفجر .

معالم علي الطريق .. أصوات لا تنسي
هناك نجوم كبار من الصعب أن نمر علي دولة المقرئين بدون التوقف أمامها بانبهار .. منهم الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى الذي ولد عام 1890 وتوفي عام 1962 ، وكان ثاني قارئ يقرأ بالإذاعة المصرية بعد إفتتاحها عام 1934 بعد الشيخ محمد رفعت ، عين قارئاً لمسجد السيدة نفيسة ثم مسجد السيدة زينب عام 1939 ، وقد حج الشيخ الشعشاعى بيت الله الحرام سنة 1948 وقرأ القرآن فيه على مسامع عشرات الألاف من الحجاج ، أما الشيخ عبد العظيم زاهر فهو مواليد 1904 بالقليوبية ، التحق بالإذاعة سنة 1936، اختير قارئا بمسجد محمد على قبل ثورة يوليو 1952 ، وانتقل بعدها لمسجد صلاح الدين ، ورغم أنه توفي في يناير 1971 فإنه حصل علي وسام الجمهورية من الطبقة الأولى في مصر في احتفال ليلة القدر سنة 1991 .. أى بعد وفاته ب20 عاماً ، علماً بأن إمارة عجمان اصدرت طابعًا بريديا يحمل صورته تكريمًا له ببعد وفاته بأيام ، أما الشيخ منصور الشامي الدمنهوري فقد ولد عام 1906 وحفظ القرآن صغيراً، ثم انتقل إلى طنطا لتكملة دراسته في علوم القرآن. انتقل بعد ذلك إلى الإسكندرية، وكان من العلامات المميزة لإذاعة فلسطين والتي كانت تبث من القاهرة، فكان يقرأ صباح كل يوم أحد حتى توفي في 26 مارس 1959 .

الشيخ حمدي الزامل
توفي عام 1982 وعمره نحو خمسين عاماً بعد رحلة ثرية في رحاب القرآن الكريم بدأها بنهاية الثلاثينيات إبان تلك الفترة التي التحق خلالها بالمعهد الأزهري بالزقازيق ، وكان يوم الثالث من فبراير عام 1975 نقطة تحول في مسيرة الشيخ حمدي الزامل القرآنية ، فقد تمت دعوته للقراءة في مأتم أم كلثوم ، وعندما صعد إلي دكة التلاوة وسط كبار القراء لم يرهبه الموقف وفاجأ الجميع بصوته الساحر المهيب ، وساعده الموسيقار محمد عبدالوهاب علي التقدم فوراً للإذاعة وتم اعتماده بالاذاعة والتليفزيون معا في عام 1976 وحقق شهرة كبيرة رغم أنه توفي بعد 6 سنوات فقط من اعتماده بالاذاعة ، أيضاً لم يمتد العمر طويلاً بالشيخ كامل يوسف البهتيمي وتوفي وعمره 47 عاماً ، وهو من مواليد 1922 وأتم حفظ القرآن قبل بلوغ العاشرة من عمره ، تتلمذ على يد الشيخ محمد الصيفي الذي تبناه واصطحبه في حفلاته وأخذ بيده من قريته التي نشأ بها واستضافه في بيته بالقاهرة فعرف طريق الشهرة حتى أصبح مقرئ القصر الجمهوري ، وقد توفي أيضاً الشيخ شعبان الصياد وهو في منتصف الأربعينات من عمره ، وكان يتمتع بعذوبة صوت مميزة ، وتخرج الشيخ الصياد عام 1966 بتقدير جيد جدا في جامعة الأزهر ورشح للعمل بالسلك الجامعى، إلا أنه رفض مفضلاً أن يعمل مقرئاً .

وربما كثيرون لا يعرفون ان القاريء الشيخ عبد العزيز علي فرج الذي ينبهرون بصوته في إذاعة القرآن الكريم كان كفيفاً ، ولد عام 1927 توفي في الخمسين من عمره ، كان يجمع بين عذوبة الصوت والتنويع بين المقامات وقوة الحنجرة ، وقد قرأ القرآن الكريم في أول صلاة فجر ينقلها التليفزيون المصرى في رمضان من مسجد الحسين بالقاهرة ، أيضاً لا يمكن الحديث عن الحناجر الذهبية وننسي الشيخ نصر الدين طوبار المولود عام 1920 ، والغريب أنه تقدم للإذاعة لكنه رسب 6 مرات، وكان المشايخ وقتها ينصحونه بضرورة الاهتمام بالموسيقى كعلم وليس فقط كموهبة وكذلك دراسة المقامات الصوتية ، والتحق الشيخ بمعهد الموسيقى العربية ودرس فيه مبادئ الموسيقى وكان من الأوائل على دفعته ، وأشتهر فى الابتهالات والتواشيح فتقدم لاختبارات لجنة قراءة القرآن والإنشاد الدينى ونجح فى المرة السابعة ، واشتهر طوبار بمسحة حزن فى صوته كانت تنال إعجاب المستمعين وهو ما دفعه إلى التركيز بقوة على الابتهالات والأدعية أكثر من أدائه للتواشيح ، وكان أول من يلقي الابتهالات الدينية في قاعة " ألبرت هول " الشهيرة بلندن خلال المؤتمر الإسلامى الدولى فى السبعينيات ، ويومها كتبت عنه صحيفة ألمانية تعبيرا شهيرا ترجمته الصحف المصرية آنذاك حيث قالت " صوت الشيخ نصر الدين طوبار يعزف على أوتار القلوب " .

آخر عناقيد المواهب الربانية
الرحلة مستمرة .. صحيح أن المعجزات لا تتكرر ، لكن مصر دائماً كما يقولون " ولّادة " ، ومازالت تحيي ليالي رمضان أصوات رائعة ارتبطت مع المصريين بالشهر الكريم ، منهم الشيخ محمد محمود الطبلاوي أشهر مقريء مصري حالياً ، والغريب أن لجنة الاختبار في الإذاعة رفضته 9 مرات ، وفي بداية الخمسينيات بدأ الشيخ الطبلاوي مشواره وكان يتقاضي خمسين قرشا في الليلة ، لكنه احتل مكانة مرموقة بين صفوف القراء لأدائه المميز وقوة صوته التي كانت تملأ أرجاء المكان بدون ميكروفونات ، أما الدكتور أحمد نعينع فهو يرتبط منذ بداياته بالاحتفالات الدينية الرسمية ، وأصبح صوته طقساً ثابتاً في احفتالات وزارة الأوقاف كل سنة في ليلة رؤية هلال شهر رمضان ، وقد أحيا ليالي رمضان في عدد كبير من بلدان العالم, وقال عنه الشيخ الشعراوي " لقد نقلنا من طب القوالب الي طب القلوب " ، وسجل المصحف كاملا مجودا في80 ساعة, ومرتلا في 31 ساعة وأهداه للإذاعة صدقة جارية بدون مقابل.
أما المبتهل محمد الهلباوي فهو الضلع الثالث االذى تقوم عليه مملكة المبتهلين بعد رحيل النقشبندي وطوبار ، وصوته علامة مميزة في الابتهالات والتواشيح الدينية التى تتردد قبل أذان الفجر في رمضان ، وهو يعتبر الصوم أجمل فترة يمكن أن يبتهل فيها ، يقول " لابد أن تكون معدة المقرئ أو المبتهل خالية من الأكل قبل عمله بثلاث ساعات ليتمكن من استخدام النفس، فروح الشبعان تبحث عن الحمام، وروح الجائع تطوف حول عرش الرحمن " !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.