أكد المفكر السياسي الدكتور فهمي هويدي أن الدولة المصرية بثقلها وعمقها التاريخي أكبر بكثير من أن يحكمها فصيل أو فريق يهبط عليها من الفضاء دفعة واحدة، وأنه إزاء انعدام الخبرة بمجال الإدارة وتواضعها بحقل السياسة، لا مفر من الاعتراف بأن الإخوان ليست لديهم الكوادر المؤهلة لإدارة البلد التي لم تعد تحتمل أحداً يتعلم فيها. جاء ذلك في بيان لجامعة عين شمس الاثنين عن الندوة التي نظمها نادي أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب بالجامعة مع المفكر فهمي هويدي . وأضاف د.فهمي هويدي أن السلطات في مصر بأكملها فضلت قضية وضع الدستور وتناست قضايا المواطن البسيط في الرعاية الطبية والحوادث والفقر والظلم والفساد ..الخ. وأوضح هويدي أنه إذا كان مطلوبا من الإخوان أن يطمئنوا جموع المصريين أولا، إلا أننا لا نستطيع أن نتجاهل حقيقة أنهم يجب أن يرمموا علاقتهم مع بعض الدول العربية، التي تلتزم الحذر والتردد خاصة مع وجود قيادي إسلامي علي رأس الدولة في مصر . وأشار المفكر السياسي الي أن الإخوان بعدما انتقلوا إلي هذا السياق التاريخي الجديد، وفي الوقت الذي اُنتظر منهم انفتاحاً أكبر علي القوي السياسية الأخري حدث العكس، فلم يقتصر الامرعلي مجرد استكبار علي القوي السياسية الأخري بل حدث انفصال عن القوي السياسية الأساسية علي الساحة، فعلي سبيل المثال دخلوا في صدام أو احتكاك شديد مع 'الليبراليون' و'اليساريون الجدد'، ولم يتمكنوا من التفاعل معهم أو خلق وبناء جسور للحوار.