تحتفل مصر والأمة العربية هذه الأيام بالذكرى 45 على نصر حرب أكتوبر المجيدة، وتأتى تلك الذكرى فى يوم السادس من أكتوبر من كل عام لتذكر الأمة بمجدها وفخرها واحتفالها البهيج بيوم هذا العيد ونفحاته العطرة وسجلاته البطولية لشهداء وأبطال أكتوبر من قيادات وضباط وجنود، وأمة عظيمة استعدت وضحت وتوكلت على الله لتحقيق هذا النصر الخالد. يأتى هذا اليوم ليذكرنا بالقائد والرئيس العظيم الذى استعد فى مدة قليلة لتحقيق العبور وتحقيق النصر وهو الرئيس الراحل محمد أنور السادات، هذا القائد الذى اختار بنفسه وحدد ساعة الصفر لخوض المعركة بعد أن استعد الاستعداد الكامل لشن الحرب على إسرائيل، وبسبب دهائه وتجاربه اعتمد فى كل شيء لخوضها على المصريين وأبناء الأمة من أجل الثأر وتحرير الأرض، فاختار لها رجاله بنفسه وسط فترة زمنية قصيرة وعصيبة منذ توليه الرئاسة عام 1970 وسط أجواء هزيمة يونيو، ووسط إمكانات مصرية محدودة وضغوط شعبية وعسكرية متواصلة وصلت لدرجة التهكم على شخصه والتقليل من شأنه، فى حين أنه كان يعد العدة ويستعد لهذا اليوم وتحديد ساعة الصفر التى حددها بنفسه وبمعرفة الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد والمشير أحمد إسماعيل فقط لتكون الساعة 1400 يوم السادس من أكتوبر عام 1973 الموافق للعاشر من رمضان، ومع العد التنازلى تمكن من ضرب أجهزة المخابرات العالمية والإسرائيلية، بل وتمكن من رسم خطة الحرب بدهاء واقتدار، وتمكن من تجييش المصريين والعرب من أجل استعادة الكرامة وتحقيق النصر، ومع إصداره الأوامر بشن الحرب كانت النتائج مذهلة عندما عبر جنوده القناة وازاحوا بصدورهم خط بارليف وقضوا على أسطورة الجيش الذى لا يقهر ،وعندها جعل قادة إسرائيل يبكون ويصرخون من هول المعركة ومن هول وانتشار وعبور الجيش المصرى للضفة الشرقية للقناة على هذا النحو الخارق، ولمَ لا وهو الذى اختار الرقم 6 ليكون هو يوم المعركة ليأتى بعد مرور ست سنوات من الهزيمة، وليحقق النصر فى 6 ساعات، لتعوض كل ساعة من النصر سنة من مرور الهزيمة، ليصبح الرئيس السادات بطل الست ساعات بعد أن حقق المجد لأمته وتمكن من تغيير الخريطة السياسية فى منطقة الشرق الأوسط لقدرته برجاله من تحقيق النصر ليصبح بطلا وقائدا لتلك الحرب بسبب ما حققه من إعجاز ونصر جعل الأمم كلها تتحدث عن مجده ونصره وعبقريته، ولتضعه مجلة الجيش الأمريكى ضمن أقوى 50 شخصية عسكرية معاصرة لما حققه، ولأنه كان بطلا للحرب فإنه مات وهو بطل للسلام أيضًا بعد قيامه بزيارته الشجاعة والتاريخية لإسرائيل لتحقيق السلام واستعادة سيناء الغالية ليظل بعد أن طالته أيادى الغدر بطلا جسورا ومغوارا لتمكنه من رفع راية وطنه وأمته عاليا، بعد أن جعل برجاله هذا اليوم العظيم بساعاته الست يوما خالدا فى تاريخ الأمة وتاريخ القوات المسلحة المصرية التى تقوم الآن بدورها البطولى فى محاربة الإرهاب والحفاظ على أمن الأراضى المصرية والتصدى بجسارة لكل معتدٍ.