كانت اسرائيل ومازالت تصطاد في الماء العكر في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الدول العربية منها، فبعد أن نالت مرادها من زرع الفتنة في تلك المنطقة الملتهبة وزادتها اشتعالا منذ مايقرب من ثماني سنوات كانت عجافا علي المنطقة العربية بأسرها وعلي شعوبها، وجنت اسرائيل من وراء ذلك ثمار مازرعته من حروب طائفية وصراعات عقائدية بين أبناء الوطن الواحد، واستطاعت بدهاء وحقد دفين للعرب أن تشعل المنطقة بأسرها بالحروب الأهلية، ليتسني لها أن ترتع كما تشاء في الوطن العربي وخاصة فلسطينالمحتلة، فزادت من غطرستها، وتوسعها في الأراضي المحتلة وبسط نفوزها علي أرض فلسطين، ولم تكتفي بذلك بل استغلت نكبة سوريا لمصالحها الاستعمارية. فبعد أن أصبحت سوريا ملجئا للمتطرفين والارهابيين بفضل تحركات الموساد الاسرائيلي في المنطقة، زادت أطماع اسرائيل في هذا البلد المنكوب والذي ينزف دما، ويسقط منه العشرات يوميا منذ مايزيد عن سبع سنوات، فراحت تشن غارات شبه يومية علي مطارات سورية بزريعة محاربة القوات الايرانية التي تساند بشار الاسد علي حد زعهما، واستطاعت أن تخترق الحدود السورية عشرات المرات وتضرب أهدافا سورية، والعالم في صمت مريب يشاهد ولايحرك ساكنا. ولكن هذه المرة اصطدمت بالقوات الروسية المساندة للجيش السوري، وتسببت في اسقاط طائرة استطلاع روسية كانت تقوم بمهام استكشافية في قلب الأحداث، مما أدي الي تفاقم الأزمة بينها وبين الدب الروسي الذي أحس بالاهانة من هذا التصرف غير المسئول والمستفز، والذي جعل الأزمة تتفاقم بين الدولتين، ورفض روسيا الأعتذار الاسرائيلي ساعد في زيادة الفجوة، وربما تأتي الأيام القادمة بقرارات غير متوقعة من الجانبين فإسرائيل استعانت بالحليف الاول لها الولاياتالمتحدة لمساندتها في الازمة، وروسيا صرحت بنيتها في تزويد الجيش السوري بمنظومة دفاع جوي اس300 بحجة الدفاع عن قواتها المتواجدة علي الاراضي السورية، وهو ماتخشاه اسرائيل . ان مايحدث من توترات بين المتناحرين فوق الاراضي السورية لايصب اطلاقا في مصلحة هذه القضية المعقدة، والتي طال زمنها وتضاءلت فرص السلام فيها بسبب التدخل الامريكي المستمر لافشال أي مساعي للصلح، وانهاء تلك الازمة، ولايزال العرب في هذه القضية المصيرية خارج نطاق الخدمة تاركين الساحة خالية الا من التواجد الاسرائيلي والتركي والايراني بجانب امريكاوروسيا فلك الله ياسوريا ولك الله ياشعبها العظيم الصابر .