أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري اليوم    صدمة لمواليد الثمانينيات، دراسة تكشف سقف العمر النهائي للأجيال الحالية    أطاح ب 6 وزراء، تعديل وزاري في موريتانيا يشمل 11 حقيبة وزارية    طقس مصر اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025.. أجواء حارة ورطوبة مرتفعة مع فرص لهطول أمطار    فلسطين.. الاحتلال ينسف مباني جديدة في المناطق الشمالية الشرقية لمدينة غزة    أب يقتل أطفاله الثلاثة ويطعن زوجته الثانية في جريمة مروّعة بالدقهلية    درة وعمرو عبد الجليل ومحمد لطفي أبرز الحاضرين في افتتاح مهرجان بورسعيد    عاجل بالصور زيارة تاريخية.. ملك إسبانيا، والملكة ليتيزيا، في رحاب معابد الأقصر    ياسر ريان: الزمالك قادر على الفوز بالدوري بشرط الاستمرارية.. وعمرو الجزار أفضل مدافع في مصر    دونجا: عبدالقادر مناسب للزمالك.. وإمام عاشور يمثل نصف قوة الأهلي    دعاء الفجر|تعرف على دعاء النبي بعد صلاة الفجر وأهمية وفضل الدعاء في هذا التوقيت.. مواقيت الصلاة اليوم الجمعة    الصحفيين تكرم المتفوقين دراسيا من أبناء صحفيي فيتو (صور)    بمزج الكلاسيكي والحديث، عمرو دياب يتألق في حفل خاص على سفح الأهرامات (فيديو)    تغطية خاصة | مذبحة أطفال نبروه.. صرخات قطعت سكون الليل    طريقة عمل الناجتس في البيت، صحي وآمن في لانش بوكس المدرسة    فيدان: إسرائيل التهديد الأكبر على سوريا.. وأي عملية توسعية محتملة نتائجها الإقليمية ستكون كبيرة جدًا    مصطفى عسل يعلق على قرار الخطيب بعدم الترشح لانتخابات الأهلي المقبلة    هيئة المسح الأمريكية: زلزال بقوة 7.8 درجة يضرب "كامتشاتكا" الروسية    واشنطن تجهز مقبرة «حل الدولتين»| أمريكا تبيع الدم الفلسطيني في سوق السلاح!    نقيب الزراعيين: بورصة القطن رفعت الأسعار وشجعت الفلاحين على زيادة المساحات المزروعة    بيان عاجل من الترسانة بشأن حادثة الطعن أمام حمام السباحة بالنادي    هل يقضي نظام البكالوريا على الدروس الخصوصية؟.. خبير يُجيب    سعر السكر والأرز والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    موسم انفجار راشفورد؟ برشلونة يضرب نيوكاسل بهدفين    رسميًا.. الاتحاد السكندري يعلن إنهاء تعاقد أحمد سامي وإيقاف مستحقات اللاعبين    أمينة عرفي تتأهل إلى نهائي بطولة مصر الدولية للإسكواش    انخفاض سعر الذهب عيار 21 عشرجنيهات اليوم الجمعة في أسيوط    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    سادس فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة خلال عامين    ميلونى: تدشين نفق للسكك الحديدية تحت جبال الألب يربط بين إيطاليا والنمسا    بعد رباعية مالية كفر الزيات.. الترسانة يقيل عطية السيد ويعين مؤمن عبد الغفار مدربا    صور.. افتتاح الدورة التاسعة لملتقى «أولادنا» لفنون ذوي القدرات الخاصة بالأوبرا    دينا الشربيني ل"معكم": تارا عماد نفذت مشاهد انتحارية في "درويش".. جريئة في الاكشن    بإطلالة جريئة.. أحدث ظهور ل ميرنا جميل داخل سيارتها والجمهور يعلق (صور)    بحضور الوزراء والسفراء ونجوم الفن.. السفارة المكسيكية بالقاهرة تحتفل بعيد الاستقلال الوطني "صور"    الأسورة النادرة ساحت وناحت.. مجدي الجلاد: فضيحة تهدد التراث وكلنا سندفع الثمن    مصر والإمارات توقعان 5 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بقطاع الطيران المدني    حي علي الصلاة..موعد صلاة الجمعة اليوم 19-9-2025 في المنيا    محافظ قنا يناقش آليات تقنين أراضي الدولة والتعامل مع المتقاعسين    خليكي ذكية ووفري.. حضري عيش الفينو للمدرسة في المنزل أحلى من المخبز    أوفر وخالٍ من المواد الحافظة.. طريقة تجميد الخضار المشكل في البيت    ضبط عاطل بحوزته كمية من المخدرات وسلاح ناري بكفر الشيخ    رضا عبدالعال منفعلًا: «منهم لله اللي غرقوا الإسماعيلي»    شروط النجاح والرسوب والدور الثاني في النظام الجديد للثانوية العامة 2026-2025 (توزيع درجات المواد)    السجن المشدد 7 سنوات والعزل من الوظيفة لموظف بقنا    4 أبراج «حظهم حلو مع كسوف الشمس 2025».. يشهدون أحداثًا مهمة ويجنون الثمار مهنيًا وعاطفيًا    بمكونات متوفرة في البيت.. طريقة عمل الكيكة الهشة الطرية للانش بوكس المدرسة    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم كل ما تحتاج معرفته    الشوربجى: اهتمام كبير برفع مستوى العنصر البشرى .. ودورات تدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي    صندوق التنمية الحضرية "500 ألف وحدة سكنية سيتم طرحها خلال المرحلة المقبلة"    "حافظوا على الحوائط".. رسالة مدير تعليم القاهرة للطلاب قبل العام الجديد    بالصور.. جامعة الفيوم تكرم المتفوقين من أبناء أعضاء هيئة التدريس والإداريين    زيارة مفاجئة لرئيس المؤسسة العلاجية إلى مستشفى مبرة مصر القديمة    التمثيل العمالي بجدة يبحث مطالب 250 عاملًا مصريًا بشركة مقاولات    الرئيس الكازاخي لوفد أزهري: تجمعني علاقات ود وصداقة بالرئيس السيسي    «نعتز برسالتنا في نشر مذهب أهل السنة والجماعة».. شيخ الأزهر يُكرِّم الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    الدفعة «1» إناث طب القوات المسلحة.. ميلاد الأمل وتعزيز القدرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا إهانة المشير‮ .. ‬وادعاء البطولات الزائفة؟‮!‬
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 02 - 10 - 2012


المشير لم‮ ‬يكن راغبًا في‮ ‬السلطة‮ .. ‬رفض منصب نائب الرئيس ووعد بتسليمها إلي‮ ‬رئيس مدني‮ ‬منتخب‮ .. ‬وعندما أبلغ‮ ‬بقرار إقالته استجاب للأمر دون اعتراض طنطاوي‮ ‬قدم استقالة للرئيس بعد تسليم السلطة مباشرة ورشح السيسي‮ ‬وصدقي‮ ‬ومرسي‮ ‬طلب منه الاستمرار سؤال‮ ‬يتردد‮ ..أين إشادات الرئيس بالمجلس العسكري‮ وإخلاصه للوطن وللثورة وللمسئولية؟‮!‬ لا أعرف معني‮ ‬هذه الهجمة السياسية والإعلامية علي‮ ‬جيشنا المصري‮ ‬العظيم،‮ ‬لقد صوره خلال الأيام الماضية وتحديدًا منذ قيام الرئيس بعزل المشير ورئيس الأركان وعدد من القادة بأنهم لم‮ ‬يكونوا سوي‮ ‬حفنة من‮ '‬الشياطين‮' ‬الذين اغتصبوا الحكم وسيطروا علي‮ ‬مقدرات البلاد وعاثوا فيها الديكتاتورية والفساد‮.‬ وكنت أظن أن الرئيس محمد مرسي‮ ‬سوف‮ ‬يتصدي‮ ‬لهذه الحملات الظالمة،‮ ‬وأن‮ ‬يقول كلمة حق في‮ ‬هؤلاء الرجال تنوء بحملها الجبال،‮ ‬إلا أنني‮ ‬فوجئت بالرئيس‮ ‬يعتبر أن ما جري‮ ‬في‮ ‬12‮ ‬أغسطس هو واحد من أهم إنجازاته،‮ ‬لأنه أنهي‮ ‬حكم من‮ ‬يسمونهم‮ '‬بالعسكر‮' ‬والذي‮ ‬استمر لأكثر من‮ ‬60‮ ‬عامًا‮.‬ لقد تعدت هذه الحملة كل الحدود،‮ ‬وتحول المنافقون من رجال الصحافة والإعلام إلي‮ ‬أبواق تردح وتتعمد الإساءة لقادة جيش مصر العظيم وتنذرهم وتتوعدهم بأيام سوداء سوف‮ ‬يلقون فيها مصير الرئيس السابق حسني‮ ‬مبارك‮.‬ وفي‮ ‬مقابل ذلك راحوا‮ ‬يهللون للخطوة الجبارة والانتصار الساحق للرئيس في‮ ‬غزوة‮ ‬12‮ ‬أغسطس التي‮ ‬اسقط خلالها وبضربة واحدة حكم من‮ ‬يمتلكون الدبابات والطائرات والأسلحة الفتاكة‮.‬ وراح البعض‮ ‬يشدو ويتغني‮ ‬بذكاء الرئيس وقوته وهيبته التي‮ ‬أجبرت هؤلاء‮ '‬الجبابرة‮' ‬علي‮ ‬أن‮ ‬يرضخوا وينصاعوا،‮ ‬ولولا خجل البعض منهم لشبه ما جري‮ ‬بقرار حرب أكتوبر‮ ‬1973.‬ لقد تحول المشير طنطاوي‮ ‬والفريق سامي‮ ‬عنان وأعضاء المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة بين‮ ‬يوم وليلة إلي‮ ‬متهمين‮ ‬يتوجب محاكمتهم وتجريسهم وفضحهم حتي‮ ‬أن بعض الصحف راح‮ ‬يتحدث كيف جرت إقالة زوجة المشير من وزارة الكهرباء،‮ ‬وكيف تم إبعاد زوجة الفريق سامي‮ ‬عنان من الضرائب،‮ ‬ولا أحد‮ ‬يدري‮ ‬قد‮ ‬يمتد الأمر إلي‮ ‬الأبناء والأشقاء والأقارب‮.‬ لقد بدأنا نسمع حكايات وادعاءات ومنع من السفر ومراقبة للتحركات وكأننا أمام أناس تآمروا علي‮ ‬نظام الحكم وحاولوا السيطرة علي‮ ‬السلطة في‮ ‬البلاد لحساب مصالحهم وعشقهم للسلطة والهيمنة علي‮ ‬مقادير البلاد‮.‬ ماذا حدث؟‮ .. ‬لم‮ ‬يمض سوي‮ ‬نحو اثنين وأربعين‮ ‬يومًا علي‮ ‬تسلم الرئيس للسلطة،‮ ‬فإذا بالأوضاع تنقلب رأسًا علي‮ ‬عقب بعد‮ ‬الثاني‮ ‬عشر من أغسطس‮.‬ هل‮ ‬يتذكر الناس ماذا قال الرئيس‮ ‬يوم‮ ‬30‮ ‬يونيو،‮ ‬عندما تسلم السلطة من المجلس العسكري‮ ‬في‮ ‬احتفال مهيب بمنطقة الهايكستب العسكرية‮.‬ لقد قال الرئيس مخاطبًا المشير وقادة الجيش‮ '‬أنتم إخواني،‮ ‬أنتم أبنائي،‮ ‬أنتم ملء القلب،‮ ‬أشهد بالكثير من لم‮ ‬يعرفه الناس،‮ ‬أنكم كنتم دائمًا عند حسن ظن شعبكم بكم،‮ ‬أشهد بأنكم كنتم دائمًا تقدرون المسئولية،‮ ‬أشهد أنكم كنتم دائمًا الرجال الذين‮ ‬يعتمد عليهم رغم صعوبة الطريق ووعورته،‮ ‬أشهد لكم أمام الله وأمام الشعب ما حييت،‮ ‬وبعد ذلك أمام ربي‮ ‬في‮ ‬لقاء نسير إليه جميعًا،‮ ‬أنكم تحبون وطنكم،‮ ‬وأنكم تحرصون علي‮ ‬تحقيق مصلحته وأنكم تعلون من شأنه‮!!‬ وفي‮ ‬12‮ ‬يونيو وقبيل أن‮ ‬يفوز الدكتور محمد مرسي‮ ‬في‮ ‬انتخابات الرئاسة،‮ ‬وقبيل إجراء انتخابات الإعادة بأربعة أيام فقط أشاد في‮ ‬حديث لبرنامج‮ ‬90‮ ‬دقيقة علي‮ ‬قناة المحور بدور المجلس العسكري‮ ‬والمشير حسين طنطاوي‮ ‬في‮ ‬إدارة المرحلة الانتقالية مؤكدًا اعتزامه تجديد الثقة في‮ ‬المشير طنطاوي‮ ‬في‮ ‬حال فوزه بالرئاسة والإبقاء‮ ‬عليه كوزير للدفاع‮ .. ‬وقال‮ '‬إن المشير طنطاوي‮ ‬والمجلس العسكري‮ ‬قاموا بدور متميز في‮ ‬إدارة شئون البلاد وأخذوا بآراء الأحزاب في‮ ‬أكثر الأحيان،‮ ‬وإن المشير هو الأقدر علي‮ ‬تولي‮ ‬منصب وزير الدفاع في‮ ‬المرحلة القادمة‮'‬،‮ ‬وقال‮ '‬إنه‮ ‬يعلم ان أعضاء المجلس العسكري‮ ‬يحبون مصر الثورة،‮ ‬وأنهم‮ ‬غير راضين عن الأوضاع السيئة التي‮ ‬مرت بها البلاد‮' .. ‬وقال‮ '‬يكفي‮ ‬أنهم وضعوا قائدهم مبارك في‮ ‬كماشة لم‮ ‬يستطع الهرب منها ثم قدموه للمحاكمة‮'.‬ هذا قليل من كثير،‮ ‬إشادات متعددة بدور المشير والمجلس العسكري‮ ‬في‮ ‬حماية الثورة وتحمل عبء المسئولية في‮ ‬المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات نزيهة لأول مرة في‮ ‬مصر منذ زمن طويل‮.‬ يعرف الجميع أن المشير طنطاوي‮ ‬رفض‮ ‬يوم‮ ‬29‮ ‬يناير عرض الرئيس مبارك بأن‮ ‬يتولي‮ ‬منصب نائب رئيس الجمهورية،‮ ‬ويدرك الكافة أن الرجل لم‮ ‬يكن‮ ‬يريد السلطة أو‮ ‬يسعي‮ ‬إليها،‮ ‬وأنه حمل هو وزملاؤه منذ اليوم الأول أرواحهم علي‮ ‬أكفهم ووقفوا إلي‮ ‬جوار ثورة الشعب ورفضوا الانحياز للرئيس السابق ونظامه‮.‬ كان المشير‮ ‬يدرك أنها مغامرة قد تفضي‮ ‬إلي‮ ‬إعدامه وزملائه،‮ ‬لكنه صمم علي‮ ‬موقفه وقال‮: '‬إن الشرعية هي‮ ‬شرعية الشعب وليست شرعية الحكم الذي‮ ‬فقد صلاحيته‮' .. ‬أصدر البيان في‮ ‬الأول من نوفمبر‮ ‬الذي‮ ‬أعلن فيه تفهم القوات المسلحة للمطالب المشروعة للمتظاهرين وأكد أن جيش مصر لن‮ ‬يستخدم العنف أبدًا ضد المتظاهرين‮.‬ كان هذا البيان‮ ‬يعني‮ ‬انقلابًا علي‮ ‬نظام مبارك وحماية للمتظاهرين من أية قوي‮ ‬غاشمة‮ ‬يمكن أن تحاول النيل منهم،‮ ‬وعندما تلكأ الرئيس في‮ ‬تسليم السلطة اجتمع المجلس الأعلي‮ ‬يوم الخميس‮ ‬10‮ ‬فبراير ليقدم إنذاره الأخير والذي‮ ‬تمخض في‮ ‬نهاية الأمر عن تنحي‮ ‬مبارك عن الحكم‮.‬ وفي‮ ‬يوم الثالث عشر من فبراير‮ .. ‬أي‮ ‬بعد‮ ‬يومين فقط من تنحي‮ ‬مبارك‮ .. ‬صدر الإعلان الدستوري‮ ‬الأول الذي‮ ‬أكد فيه الجيش عزمه تسليم السلطة إلي‮ ‬إدارة‮ '‬مدنية‮' ‬منتخبة خلال‮ ‬ستة أشهر‮.‬ كانت كلمة إدارة‮ '‬مدنية‮' ‬غريبة علي‮ ‬الناس،‮ ‬لكنها كانت تعني‮ ‬ان الجيش‮ ‬غير راغب في‮ ‬الاستمرار في‮ ‬السلطة،‮ ‬وانه لن‮ ‬يسمح لأي‮ ‬من أعضائه وقياداته بالترشح في‮ ‬الانتخابات الرئاسية القادمة‮.‬ كان المشير مصممًا علي‮ ‬إجراء انتخابات ديمقراطية ونزيهة،‮ ‬رفض كافة محاولات التحريض،‮ ‬قال إن الجيش‮ ‬يقف علي‮ ‬مسافة واحدة من الجميع،‮ ‬ولامه الكثيرون أنه ترك الإخوان‮ ‬يعبثون كيفما‮ ‬يشاءون،‮ ‬لكنه قال أنا لن أتدخل أبدًا،‮ ‬الشعب هو صاحب القرار‮.‬ ظل المشير حتي‮ ‬اليوم الأخير،‮ ‬يرفض محاولات استفزازه لتدخل الجيش،‮ ‬التزم الحياد،‮ ‬وكان مثاليًا إلي‮ ‬درجة ان الكثيرين حملوه مسئولية فتح الطريق أمام الإخوان للسيطرة والهيمنة وحدهم علي‮ ‬شئون البلاد،‮ ‬لكنه ظل عند موقفه حتي‮ ‬اللحظة الأخيرة‮.‬ لم‮ ‬يتأمر علي‮ ‬أحد،‮ ‬وكان بيده أن‮ ‬يفعل الكثير،‮ ‬لم‮ ‬يسع إلي تزوير الانتخابات،‮ ‬ولم‮ ‬يحاول أن‮ ‬يفرض قوانين وإجراءات تحد من صعود التيار الإسلامي،‮ ‬وربما ذلك أفقده كثيرا من تعاطف الرافضين لهيمنة هذا التيار،‮ ‬واتهموه بأنه عقد صفقة مع الإخوان المسلمين لضمان الخروج الآمن‮.‬ وفي‮ ‬30‮ ‬يونيو الماضي كان المشير جادا وأثبت مصداقيته في تسليم السلطة للرئيس المنتخب،‮ ‬ويومها طلب من رئيس الجمهورية أن‮ ‬يسمح له بتقديم استقالته بعد أن أدي دوره ورشح له في هذا الوقت اللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية لتولي منصب وزير الدفاع وأيضا اللواء صدقي صبحي قائد الجيش الثالث لتولي منصب رئيس الأركان‮ ‬،‮ ‬لكن الرئيس طلب منه الاستمرار‮.‬ وتوالت الأزمات والمشاكل المكتومة،‮ ‬إلا أن المشير ظل وفيا للقسم حتي اللحظة الأخيرة،‮ ‬كثيرون كانوا‮ ‬يقولون له سوف‮ ‬يطيح الرئيس بك وبنا،‮ ‬لكنه كان‮ ‬يرفض كل محاولات التحريض ويقول لهم لن أسمح بأي خروج علي الشرعية،‮ ‬إنه الرئيس المنتخب،‮ ‬وعلينا أن نسلم السلطة كاملة بعد انتخاب مجلس الشعب الذي حكمت المحكمة الدستورية بحله‮.‬ وحتي‮ ‬يوم أن أعاد الرئيس مجلس الشعب الباطل رفض المشير أية محاولة للانقلاب علي السلطة وكانت الحجة بيده في هذا الوقت،‮ ‬والبعض قالوا لهإن الرئيس خرج علي الشرعية بإعلان رفضه لحكم المحكمة الدستورية،‮ ‬إلا أنه قال أن الأمر‮ ‬يخص المحكمة الدستورية وهي كفيلة بتنفيذ حكمها،‮ ‬لقد سلم الجيش السلطة التشريعية ؟؟ بمجرد انتخابه‮ ‬يوم‮ ‬23‮ ‬يناير وسلم السلطة التنفيذية لرئيس الجمهورية في الموعد المحدد‮ ‬30‮ ‬يونيو،‮ ‬وعادت السلطة التشريعية إلي المجلس العسكري بوصفه الهيئة التأسيسية انتظارا لاعادتها مرة أخري حال انتخاب مجلس الشعب بعد قرار حله‮.‬ وفي كل هذه الأمور لم‮ ‬يكن هناك ما‮ ‬يشير إلي عزم المجلس الأعلي اغتصاب السلطة أو الاستمرار في قيادة شئون البلاد،‮ ‬فقد كان المجلس الأعلي عازفاً‮ ‬عنها ومقرا بنتائج الانتخابات الرئاسية رغم معرفته بأن الرئيس قد‮ ‬يطيح بالجميع فجأة ودون انذار‮!!‬ ويوم أن استدعي المشير والفريق عنان إلي رئاسة الجمهورية بزعم مناقشة ميزانية الجيش،‮ ‬كان الرئيس قد أعد العدة للإطاحة بهما،‮ ‬ألغي الإعلان الدستوري المكمل ونشر اعلانا مصححا بالجريدة الرسمية‮ ‬يوم‮ ‬11‮ ‬أغسطس،‮ ‬واستدعي اللواء عبدالفتاح السيسي واللواء صدقي صبحي وأديا القسم أمامه بعد أن كان قد أمر بترقيتهما‮.. ‬أطاح بالإعلان الدستوري المكمل دون أن تكون له سلطة علي ذلك وعندما أبلغ‮ ‬المشير ورئيس الأركان،‮ ‬وبعد جدل بسيط انصاعا للأمر،‮ ‬وكان بإمكانهما الاعتراض والاحتجاج،‮ ‬لكنهما قبلا بالأمر الواقع وانصاعا لقرار الرئيس رغم أن الإعلان الدستوري المكمل‮ ‬يعطي المجلس العسكري الحق وحده في‮ ‬تغيير أو إبقاء أية قيادة عسكرية‮.‬ صحيح أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي والفريق صدقي صبحي كانا من ترشيح المشير،‮ ‬إلا أن الطريقة التي خرج بها المشير ورئيس الأركان كانت طريقة مهينة،‮ ‬ومع ذلك التزما الصمت،‮ ‬رغم حالة السخط التي عمت البلاد ضدهما في هذا الوقت بسبب ما جري‮..‬ إن الجيش لم‮ ‬يكن راغبا في السلطة،‮ ‬حتي نسمي ما جري بأنه انتصار علي حكم الجيش،‮ ‬لم تكن هناك معركة من الأساس،‮ ‬والمشير كان قد تقدم باستقالته والرئيس هو الذي رفضها‮..‬ الجيش أعلن منذ‮ ‬يوم‮ ‬13‮ ‬فبراير‮ ‬2011‮ ‬أنه سيسلم السلطة لإدارة مدنية منتخبة،‮ ‬وهذا‮ ‬يؤكد أنه لم‮ ‬يكن أبداً‮ ‬طامعاً‮ ‬في سلطة‮.‬ ياسادة جيش مصر العظيم،‮ ‬حقق في الفترات التي حكم فيها مصر إنجازات كبري وتحديدا في فترة حكم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر،‮ ‬كما أن الجيش حمي مصر من الانزلاق إلي بحور من الدماء وانتصر لثورة‮ ‬25‮ ‬يناير‮..‬ إن أحدا لا‮ ‬ينكر وجود أخطاء أو ارتباك أو تردد في اتخاذ قرارات كان‮ ‬يتوجب اتخاذها،‮ ‬لكن ذلك لم‮ ‬يكن أبداً‮ ‬بهدف تخريب الوطن أو الاستئثار بالسلطة،‮ ‬لكل ذلك علينا أن نتوقف عن الاهانات والادعاءات والأكاذيب‮.‬ جيشنا العظيم أسمي من كل هؤلاء الذين بعد أن ظلوا‮ ‬يوجهون إليه الاهانات علي مدي أكثر من عام ونصف العام،‮ ‬جاءوا الآن وكأنهم‮ ‬يحرضون علي الثأر من الذين دافعوا عن الوطن وتصدوا للمخاطر وكان‮ ‬يمكن أن‮ ‬يدفعوا أرواحهم ثمنا لمواقفهم‮.‬ يكفي جيشنا العظيم أنه حمي مصر،‮ ‬وأجري انتخابات حرة وكان صادقا في تسليمه للسلطة،‮ ‬قد لا تعجبنا محصلة النتائج،‮ ‬وقد‮ ‬يشعر الكثيرون بحالة إحباط،‮ ‬ولكن كل ذلك لا‮ ‬يعني أن تتوه الحقائق،‮ ‬وأن تضيع المواقف في‮ ‬غمرة الروايات الكاذبة والادعاءات الزائفة‮.‬

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.