وزير الصحة: الدولة ملتزمة بالاستثمار في رأس المال البشري وتعزيز البحث العلمي    مصروفات المدارس الخاصة صداع في رأس أولياء الأمور.. والتعليم تحذر وتحدد نسبة الزيادة    محافظ شمال سيناء يتفقد أعمال تطوير بوابة العريش وبفتتح مقراة الصالحين لتحفيظ القران الكريم (صور)    ارتفاع أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 18سبتمبر 2025    اسعار الفاكهة اليوم الخميس 18 سبتمبر فى سوق العبور للجملة    الرئيس السيسي يُوافق على بروتوكول اتفاق لتجنب الازدواج الضريبي مع الإمارات    المشاط: اتفاقية الشراكة من أجل التنمية تضع أساسًا للتعاون المستدام بين مصر وإسبانيا    ارتفاع تأخيرات القطارات على الوجهين البحري والقبلي    الإقليمي للأغذية والأعلاف يختتم البرنامج التدريبي الصيفي لطلاب الجامعات المصرية    صادرات الصين من المعادن النادرة تسجل أعلى مستوى منذ 2012    لليوم الثاني على التوالي.. انقطاع الإنترنت والاتصالات عن مدينة غزة    وزير الخارجية بالرياض للتشاور والتنسيق حول ملفات التعاون المشترك    بعد قليل.. بدء منتدى رجال الأعمال المصرى الإسبانى بحضور الملك ورئيس الوزراء    ملف إنساني يتجاوز خطوط النار.. تقرير أمريكي يتهم روسيا بتجنيد الأطفال    القناة 12 العبرية: لقاء ويتكوف وديرمر في لندن محاولة أخيرة لإحياء مفاوضات غزة    مودرن سبورت "الجريح" يصطدم بصحوة إنبي في الدوري    نيوكاسل يستضيف برشلونة في دوري أبطال أوروبا    تفاصيل مواد الصف الثالث الثانوي العام 2025 وفق القرار الوزاري الجديد    مواعيد القطارات المكيفة والروسية بين القاهرة والإسكندرية وطرق الحجز    الحالة المرورية اليوم، تباطؤ في حركة سير السيارات بمحاور القاهرة والجيزة    بعد ساعات من هربه.. القبض على قاتل زوجته بمساكن الأمل في ضواحي بورسعيد    مستشفى قنا تستقبل ضحايا مشاجرة دامية داخل قرية الحجيرات    نشرة مرور "الفجر ".. زحام بميادين القاهرة والجيزة    28 سبتمبر محاكمة عاطلين في حيازة أسلحة نارية ومخدرات بعين شمس    بالفيديو.. ناقد فني يكشف عن 6 أفلام مصرية تتألق بمهرجان الجونة 2025    وفاة الإعلامية اللبنانية يمنى شري عن 55 عامًا بعد صراع مع المرض    خواكين فينيكس وخافير بارديم وإيليش يدعمون الحفل الخيرى لدعم فلسطين    تبدأ ب 5500 جنيه.. ليلة موسيقية ساحرة لعمر خيرت في قصر عابدين    الضيقة وبداية الطريق    القائمة الكاملة لأفلام مهرجان الجونة السينمائي 2025 (صور)    حكم تعديل صور المتوفين باستخدام الذكاء الاصطناعي.. دار الإفتاء توضح    «متحدث الصحة»: نقص الكوادر الطبية مشكلة عالمية    قبل بدايته| استشاري مناعة توضح أهم المشروبات الساخنة في الشتاء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18سبتمبر2025 في المنيا    شديد الحرارة.. حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025    الرئيس السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة.. تعرف عليها    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للموظفين حسب أجندة العطلات الرسمية للرئاسة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الخميس 18 سبتمبر 2025    موقف نسائي محرج خلال زيارة دونالد ترامب وزوجته ميلانيا إلى بريطانيا    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/9/2025 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    سيميوني: تمت إهانتي طيلة 90 دقيقة.. لكن عليّ أن أتحلى بالهدوء    محمود وفا حكما لمباراة الأهلي وسيراميكا.. وطارق مجدي للفيديو    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    غزل المحلة يحتج على حكم مباراته أمام المصري: لن نخوض مواجهة حكمها محمود بسيوني    التاريخ يكرر نفسه.. تورام يعيد ما فعله كريسبو منذ 23 عاما ويقود إنتر للتفوق على أياكس    بعد تعرضه لوعكة صحية.. محافظ الإسماعيلية يزور رئيس مركز ومدينة القصاصين الجديدة    جمال شعبان ل إمام عاشور: الأعراض صعبة والاستجابة سريعة.. و«بطل أكل الشارع»    مسلسل حلم أشرف الموسم الثاني.. موعد عرض الحلقة الثانية والقنوات الناقلة    فائدة 100% للمرة الأولى.. أفضل شهادة إدخار بأعلى عائد تراكمي في البنوك اليوم بعد قرار المركزي    صراع شرس لحسم المرشحين والتحالفات| الأحزاب على خط النار استعدادًا ل«سباق البرلمان»    "سندي وأمان أولادي".. أول تعليق من زوجة إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    ب 3 طرق مش هتسود منك.. اكتشفي سر تخزين البامية ل عام كامل    مواقف وطرائف ل"جلال علام" على نايل لايف في رمضان المقبل    الشرع: السلام والتطبيع مع إسرائيل ليسا على الطاولة في الوقت الراهن    حكم مباراة الأهلي وسيراميكا كليوباترا في الدوري المصري    "أصحاحات متخصصة" (1).. "المحبة" سلسلة جديدة في اجتماع الأربعاء    «يورتشيتش» يعلن قائمة بيراميدز لمواجهة زد في دوري نايل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آفاق جديدة فى القمة السادسة بين السيسى وشي جين بينج
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 04 - 09 - 2018

القمة التى تشهدها العاصمة الصينية بكين بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الصينى شي جين بينج، تعد اللقاء السادس بين الزعيمين، وهي أيضاً لقاء القمة السابع عشر بين قادة البلدين منذ أول لقاء بين الزعيم جمال عبد الناصر ورئيس مجلس الدولة الصيني "شو إن لاي" خلال الفترة من 18 حتى 24 أبريل عام 1955، على هامش مشاركتهما في المؤتمر الأفروآسيوي في مدينة باندونغ بإندونيسيا، كما أن زيارة الرئيس السيسى للصين هى الخامسة لسيادته خلال أربع سنوات، إلا أن هذه الزيارة تكتسب أبعاداً جديدة بالغة الدلالة فى مسيرة العلاقات بين البلدين، وكذلك فيما تحمله من مؤشرات بشأن المستقبل بالنسبة لمكانة كل من البلدين فى منطقتيهما وفى النظام الدولى بكامله.
وفي تقرير للهيئة العامة للاستعلامات عن زيارة الرئيس السيسي الحالية إلى الصين، يرصد القمم الخمس السابقة، وكذلك مايميز هذه القمة ويضاعف من أهمية النتائج المرتقبة لها.
فقد اختصت القيادة الصينية مصر والرئيس السيسى بأربع دعوات لحضور مناسبات جماعية دولية كبرى استضافتها الصين، بدءاً من مناسبة احتفال الصين بعيد النصر الوطني في الذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية والتى حضرها عدد كبير من قادة دول العالم عام 2015، ثم للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي عقدت بمدينة هانغتشو الصينية في سبتمبر 2016، ثم الدعوة للمشاركة فى الدورة التاسعة لقمة مجموعة "البريكس" التى عقدت فى مدينة " شيامن" الصينية عام 2017، ثم الدعوة الحالية لحضور قمة منتدى الصين – أفريقيا " الفوكاك".
أما القمة الأولى التي جمعت بين الرئيسين السيسي وبينج، فقد عقدت خلال الفترة من 22-25 ديسمبر عام 2014، وذلك في أول زيارة للرئيس السيسي للصين عقب انتخابه رئيساً للجمهورية. وقد رحب الرئيس السيسي خلال القمة بمقترح الصين بتطوير العلاقات بين البلدين، ووقع البلدان وثيقة إقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة تضمنت اتفاقيات للتعاون الفني والاقتصادي وفي مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتعاون في مجال الفضاء.
وكانت القمة الوحيدة التي جمعت رئيسى مصر والصين فى القاهرة، في الفترة من 20-22 يناير عام 2016، وذلك خلال الزيارة التاريخية للرئيس الصيني شي جين بينج إلى مصر. وخلال الزيارة حضر الرئيسان الاحتفالات المشتركة بمناسبة الذكرى ال 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأعلنا تدشين "عام الثقافة الصينية" في مصر، و"عام الثقافة المصرية" في الصين.
زيارة وقمة ومنتدى
يضاعف من أهمية الزيارة الحالية للرئيس السيسى إلى الصين عوامل عديدة فى مقدمتها أنها ذات شقين: فهى زيارة ثنائية إلى جمهورية الصين الشعبية، وهي أيضاً مشاركة فى القمة الجماعية لمنتدى الصين – أفريقيا "فوكاك".
فعلى الصعيد الثنائى، تشهد زيارة الرئيس السيسي إلى بكين عقد قمة ثنائية مع الرئيس الصيني "شي جين بينج " لبحث أوجه التعاون المشترك والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين، كما يلتقي أيضاً خلال الزيارة برئيس الوزراء الصيني، بالإضافة إلى عقد لقاء مع ممثلي كبرى الشركات الصينية لمناقشة أوجه التعاون المشترك وسبل زيادة استثماراتهم في مصر، كما سيجرى الرئيس زيارة إلى الأكاديمية المركزية للحزب الشيوعي الصيني والتي تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الصين والمسئولة عن تدريب المسئولين والقيادات الصينية.
ومن المقرر أن يشهد الرئيس السيسي ونظيره الصيني خلال الزيارة مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تطوير التعاون المشترك بين الجانبين في عدد من المجالات، والتي تتضمن قطاع النقل من خلال تنفيذ مشروع القطار الكهربائي للربط بين المدن الجديدة والمناطق الصناعية لإيجاد المزيد من فرص العمل، وقطاع تطوير التعليم، إلى جانب قطاع الكهرباء من خلال انشاء محطة لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم النظيف بالحمراوين، فضلاً عن اتفاقية لتمويل مشروع انشاء المرحلة الثانية من منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
أما بالنسبة لمنتدى الصين - أفريقيا " فوكاك"، فيعقد تحت عنوان "الصين وأفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذي مستقبل مشترك عن طريق التعاون المربح للجميع"، وهي القمة الثالثة لهذا المنتدى، الذي عقد أيضاً أربع مؤتمرات وزارية من قبل.
ويحضر هذه القمة نحو 20 من قادة الدول الافريقية، فضلا عن عدد كبير من ممثلى الدول الافريقية على مستوى رؤساء الحكومات والوزراء، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وعدد من رؤساء المنظمات الدولية والافريقية. لذلك، فإن مشاركة الرئيس السيسي في منتدى الصين - أفريقيا سوف تشمل عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية مع القادة والزعماء الأفارقة المشاركين في المنتدى، يبحث خلالها تعزيز التعاون بين مصر وتلك الدول في المجالات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ويعد منتدى الصين - أفريقيا أحد أهم التجمعات الاقتصادية والسياسية التي تعكس الاهتمام الصيني بالقارة الأفريقية، وتهدف إلى تكثيف ودفع العلاقات الصينية مع الدول الأفريقية، كما يعد انعقاد هذه القمة فرصة سانحة لتبادل الرؤى في عدد من القضايا الأفريقية، والبحث عن حلول لها بالجهود المشتركة لأعضاء المنتدى.
من جانب آخر، يرى تقرير هيئة الاستعلامات أن زيارة الرئيس السيسى للصين فى هذا التوقيت تختلف عن كل اللقاءات السابقة، فالرئيس يزور العاصمة الصينية فى بداية فترته الرئاسية الثانية، وبين يديه إنجازات كبيرة حققتها مصر، ووضع جديد أصبحت فيه الآن يختلف عن ظروف القمم والزيارات السابقة، سواء على الصعيد الداخلي بتحقيق الاستقرار وهزيمة الإرهاب، وترسيخ أركان الدولة المصرية واستعادة مكانة وقدرة مؤسسات الدولة المختلفة، أو على الصعيد الخارجى بعد أن استعادت مصر بفضل سياسة خارجية متوازنة وشجاعة، مكانتها فى منطقتها وقارتها والعالم. ولا يقل عن كل ذلك أهمية، ماحققته مصر على الصعيد الاقتصادى، وماحققه برنامجها للإصلاح الاقتصادى من نتائج أشاد بها العالم كله بمؤسساته الرسمية كالبنك الدولى وصندوق النقد، ومؤسساته النوعية المتخصصة وآخرها تقرير مؤسسة "موديز" منذ أيام الذي رفع تصنيف مصر الائتمانى وأشاد بنجاح برنامج الإصلاح، وكلها مؤشرات تشجع على الاستثمار فى مصر، والتجارة معها، والثقة فى قدراتها، والسياحة إليها.
وعلى الصعيد الافريقى الذي تستضيف الصين قمته، فإن مصر ترأس الاتحاد الافريقي من بداية العام القادم 2019، وهذا يعنى أن مصر طرف رئيسي معني بمتابعة كل ما يصدر عن هذا المنتدى بالتعاون مع اشقائها من الدول الافريقية.
وعلى الجانب الصينى، تغيرت إلى الأفضل والأكثر أهمية وتاثيراً، مكانة الصين ودورها فى العالم سياسياً واقتصادياً عما كان عليه الوضع قبل أربع سنوات، بفضل السياسة الحكيمة والشجاعة للرئيس شين جين بينج، وانفتاحه العالمى، خاصة من خلال مبادرة " طريق واحد، حزام واحد" التى أطلقها الرئيس بينج عام 2013، فأعطت للسياسة الخارجية الصينية ديناميكية، وأبعاداً واسعة على الصعيد الدولى، فضلا عن تعاظم قدرات الصين فى كل المجالات بسرعة كبيرة.
تطور لافت فى العلاقات الثنائية
تحتفل مصر والصين هذا العام بمرور 62 عاماً من الصداقة القوية الراسخة، منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويقول تقرير هيئة الاستعلامات إن هذه العلاقات تشهد تطورات إيجابية سريعة منذ القمة المصرية الصينية عام 2014، وأثمر التعاون البلدين، خطوات سريعة فى جميع المجالات.
فعلى على مستوى العلاقات الاقتصادية، تطور التبادل التجارى بين البلدين، وكذلك الاستثمارات، فضلا عن التعاون العلمى والتكنولوجى.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين 11 مليار دولار في 2017، كما ارتفع بنسبة 25,86% خلال الربع الأول من العام الحالي ليبلغ 2,835 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. من جانبها، أعلنت المصلحة العامة للجمارك الصينية أن حجم التجارة الثنائية بين الصين ومصر نما بنسبة 24% على أساس سنوى خلال السبعة أشهر الأولى من العام الجارى، ليصل إلى 7.5 مليار دولار أمريكى، وبلغت الصادرات الصينية إلى مصر 6.5 مليار دولار أمريكى فى هذه الأشهر السبعة بزيادة 22.6% على أساس سنوى، فى حين بلغت الواردات الصينية من مصر مليار دولار أمريكى بزيادة 34.1% على أساس سنوي، وهو استمرار للمسار المتزايد للصادرات المصرية إلى الصين، حيث كانت الصادرات المصرية السلعية للسوق الصينى قد ارتفعت خلال عام 2017 إلى 408 مليون دولار بالمقارنة بنحو 255 مليون دولار خلال عام 2016 بنسبة زيادة تبلغ 60%.
وقد احتلت الصين المركز الأول كأكبر شريك تجارى لمصر عام 2016، قبل أن تنافسها علاقات مصر التجارية مع دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة عام 2017، بفارق ضئيل.
وقد شهدت الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر ارتفاعا يقدر ب 106 ملايين دولار في النصف الأول من عام 2017، بزيادة تقدر ب 75 في المائة عن نفس الفترة من العام السابق، وبهذا احتلت المرتبة السادسة في قائمة الدول المستثمرة في مصر بعد أن كانت في المركز ال 15 عام 2016، إضافة إلى استثمارات الصين في منطقة التعاون الصيني- المصري.
بينما تنتظر استثمارات الصين فى مصر طفرة كبرى بتوقيع عقود الشركات الصينية فى العاصمة الادارية الجديدة، والتى سيتم توقيع بعضها خلال زيارة الرئيس السيسى الحالية للصين، حيث تقوم شركة (CSCEC) الصينية - إحدى كبرى شركات تشييد ناطحات السحاب بالعالم – بالعمل على إنشاء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية، وتضم منطقة الأعمال 20 برجاً للاستخدامات السكنية والإدارية والتجارية، من بينها أعلى برج في أفريقيا بارتفاع نحو 384 مترا يتوسط حي المال والأعمال.
كما وقعت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في مصر ومجموعة (CGCOC) الصينية في (مايو 2018) على مذكرة تفاهم لإنشاء أول منطقة صناعية في مدينة العلمين الجديدة، حيث سيتم العمل معا على تحويل قطع الأراضي الضخمة من صحراء المدينة إلى حقول خضراء للمنتجات الزراعية ويتم استخدامها في المجمع الصناعي.
كما تم التوقيع (عام 2017) على عقد إنشاء أول خط للقطار الكهربائي «السلام- العاصمة الإدارية- العاشر» مع شركة "افيك" الصينية باستثمارات 1.2 مليار دولار أمريكى على امتداد 66 كم تضم 11 محطة.
من جانب آخر، تعاونت المؤسسات المالية الصينية مع البنوك المصرية (عام 2017) في ابتكار منتجات مالية جديدة، حيث بدأ تداول عملة اليوان الصيني في مصر. وكشف محافظ البنك المركزي المصري، خلال مشاركته في الاجتماعات السنوية لمجلس محافظي البنوك المركزية الإفريقية، في مدينة شرم الشيخ، أنه سيجري تجديد اتفاقية مبادلة العملات مع الصين، بقيمة 2.7 مليار دولار في شهر ديسمبر المقبل. وتعني اتفاقية تبادل العملات بين مصر والصين، أن المبادلات التجارية بين البلدين تتم بعملتيهما، وغير مقيدة بالدولار، خاصة أن "اليوان الصيني" تم اعتماده من صندوق النقد الدولي كعملة رسمية للمبادلات التجارية الدولية منذ عام2017.
على صعيد آخر، وقعت شركتان صينيتان (عام 2017) على عقد إقامة 6 محطات للطاقة الشمسية في مدينة أسوان، إحداهما هي شركة "تيبا "، التي قررت الاستثمار بأكثر من 20 في المائة في ثلاث محطات للطاقة الشمسية، بينما وفر البنك الصناعي والتجاري الصيني وبنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية قروضاً لبناء هذه المحطات.
العلاقات الثقافية والسياحية
يرى تقرير هيئة الاستعلامات أن مصر والصين يتشابهان بكونهما بلدين لكل منهما حضارة عريقة وعلاقاتهما الثقافية ممتدة منذ فترة طويلة، فمصر أول دولة عربية تقيم تعاونا تعليميا مع الصين، حيث يرجع تاريخ هذا التعاون إلى سفر العالم الصيني الكبير "ما فو تشو"، في فترة أسرة "تشينغ" الملكية، إلى مصر للدراسة في جامعة الأزهر قبل 175 عاما. وتذكر كتب التاريخ الصينية أن الإسكندرية هي أول مدينة في أفريقيا ورد ذكرها في السجلات التاريخية الصينية، كما ورد اسم مصر في بعض المؤلفات الصينية، ومنها كتاب "دليل ما وراء الجبال الجنوبية"، وكتاب "سجلات البلدان"، هذا بالاضافة الي أن طريق الحرير البري وطريق البخور البحري قد ربطا مصر والصين، ليس تجاريًا واقتصاديًا فحسب وإنما ثقافيًا وفكريًا وعلميًا أيضًا.
أما أحدث خطوات التعاون الثقافى بين البلدين فقد تمثلت فيما يلي:
- نظمت مكتبة الإسكندرية المعرض الدولي المتنقل للفنون الصينية التقليدية «التراث الثقافى اللامادي في الحياة اليومية في شنجهاى»، خلال الفترة (8 - 27 أغسطس) 2018، ويضم المعرض أكثر من 120 عملا فنيا وحرفيا، قدمتها مختلف الجهات المعنية بحماية التراث بما يعكس الفنون الصينية التقليدية في شانغهاي، في إطار تعزيز العلاقات المصرية الصينية، خاصة فيما يختص بمجال التعليم والثقافة، وتوطيد اتفاقيات التآخى بين المدن الصينية ومدينة الإسكندرية الساحلية، خاصة في مجال التبادل الثقافى، ويعتبر المعرض أول متحف من نوعه يقام خارج الصين.
- استضافت القاهرة الدورة الأولى لمنتدى الأدب الصيني المصري في (يونيو 2018) تحت عنوان "الإبداع الأدبي على طريق الحرير الجديد" برعاية اتحاد الكتّاب الصينيين واتحاد كتّاب مصر، حيث تم مناقشة مواضيع "التراث والإبداع الأدبي" و"الأدب في الحياة المعاصرة" و"حركة ترجمة الأعمال الأدبية".
- أصدرت اللجنة الوطنية المصرية للمتاحف، بدعم من مكتبة الإسكندرية وبيت الحكمة بالصين، في (أغسطس 2017) «كراسة متحفية» عن متاحف الصين ألفها «لى شيايوناو» و«لوه شهون»، بهدف التعريف بمتاحف الصين، التي تشتهر بتنوعها وتعددها، حيث كانت تُحفظ التحف الفنية النادرة لدى الأسر الحاكمة في الصين وبيوت الأثرياء وكبار رجال الدولة، وبالتالى فهى أقدم من فكرة نشوء المتاحف في إيطاليا.
- مع حلول الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بكين والقاهرة، أعلن إطلاق عام 2016 العام الثقافي المصرى الصينى خلال زيارة الرئيس الصيني «شي جين بينج» الأولى لمصر في (يناير 2016)، حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني انطلاق احتفالات العام الثقافي المصري الصيني، من معبد الأقصر، وقد شارك في الاحتفالية أكثر من من 500 فنان من الدولتين (مصر والصين)، كما اقيم المهرجان الأول لقوارب «الدراجون»، على ضفاف النيل لأول مرة في مصر احتفالا بالعام الثقافي بين البلدين، كما اقيم حفل ختام العام الثقافي المصري الصيني في مدينة "كوان جون" بالصين نهاية العام.
- هناك تعاون بين عدد من الجامعات المصرية (الاسكندرية، طنطا، قناة السويس، كفر الشيخ) والصينية لإرسال طلبة إلى مصر لدراسة اللغة العربية، حيث بلغ عدد الطلاب الصينيين الدارسين للغة العربية فى مصر ما يقرب من 24 ألف طالب.
مع تزايد التبادل التجاري والسياحي بين مصر والصين خلال السنوات الأخيرة، بدأت شركة مصر للطيران تسيير رحلاتها إلى مدينة "هونج كونج" الصينية 17 سبتمبر، بواقع رحلتين اسبوعيا في خطوة هامة لتنمية السياحة الصينية خلال عام 2019، بهدف وصول أعداد السياح الصينيين خلال منتصف عام 2019 إلى أكثر من مليون سائح.
- تم تفعيل اتفاقية الترويج المتبادل بين مدينتي شنغهاي والأقصر والهيئة المصرية لتنشيط السياحة في (مايو 2018)، وتستهدف الاتفاقية التعاون من خلال الترويج المتبادل ما بين المدينتين على أن يتم ذلك بتبادل الأفلام الدعائية الخاصة بكل مدينة وعرضها من خلال الوسائط الإعلانية المتنوعة وشاشات العرض الإلكترونية الخارجية والداخلية، بالإضافة إلى الموقع الرسمي والصفحات الرسمية عبر شبكات الأنترنت.
- تم اختيار مدينة شرم الشيخ للاحتفال بعيد الربيع الصيني (فبراير 2018) كونها مدينة للسلام، فضلاً عن تمتعها بمكان استراتيجي آمن.
- حصل المقصد السياحي المصري في السوق الصينية على أفضل نقطة سياحية للمسافرين من الصين، كان التصويت بعدد سبعة ملايين صوت، وكانت الجائزة لمدينة القاهرة عن شهر فبراير 2017، وقد احتلت السوق الصينية الترتيب العاشر ضمن أكبر عشرة أسواق مصدرة للسياحة إلى مصر عام 2016، محققة نسبة 100٪‏ زيادة عن عام الذروة 2010.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.