أعشق الرحلات والسفر، وفى أحد التجمعات مع الأصحاب أثير موضوع فى غاية الأهمية ألا وهو ترتيب رحلة سياحية داخل مصر، فاقترح أحدهم جولة بالقاهرة لعدة ايام، لزيارة الاهرامات و(أبو الهول)، والمتحف المصرى ومتحف الفن الاسلامى، وشارع المعز وخان الخليلى، مجمع الأديان ومنطقة الفسطاط، وباب زويلة، وبين السورين، قصر البارون، قصر محمد على، قصر عابدين، متحف أم كلثوم، الاوبرا .... واقترح آخر الذهاب للاسكندرية حيث ذكريات المصيف القديمة، مع امكانية زيارة العديد من المتاحف مثل المتحف القومى، قصر المجوهرات، متحف الأحياء المائية، المتحف اليونانى الرومانى، أو زيارة المناطق الأثرية قلعة قايتباى ومقابر كوم الشقافة وعامود السوارى، مع جولة فى مكتبة الاسكندرية بمتاحفها وعروضها الفنية والثقافية، كما يمكن التمتع بسهرات اوبرا الاسكندرية وحفلاتها بالمسرح الرومانى، وحدث ولا حرج عن الساحل الشمالى وجمال رماله ومياهه الممتد حتى مرسى مطروح التى تحمل طابعا خاصا وشواطئ لا مثيل لها فى العالم، والتكوينات الطبيعية الخلابة بمنطقة عجيبة، والصخرة الشهيرة (ليلى مراد) بشاطئ الغرام. وأصر ثالث على قضاء الأجازة ب شرم الشيخ أو االغردقة أو الجونة للتمتع بالغوص ومشاهدة الشعب المرجانية والكائنات البحرية فى بيئتها الطبيعية، مع امكانية الخروج للسافارى بصحراء سيناء، لكن أحدهم صمم على زيارة الاقصر نظرا لاهتمامه البالغ بالآثار الفرعونية فلا يمكنه أن يفوت الفرصة لرؤية ثلثى آثار العالم الموجودة هناك، مع الانتقال إلى أسوان بالمراكب العائمة ومشاهدة الهويس والسد العالى ومعبد فيلة مع مناظرالطبيعة الساحرة والتمتع بالهواء النقى. وجاءت مجموعة باقتراح مختلف تماما للتنزه بالواحات والتمتع بهدوء الصحارى والطبيعة البكر التى لم تلوثها المدنية، أو التوجه إلى دهب ونويبع، أو الذهاب إلى سانت كاترين لصعود الجبال كمغامرة من نوع جديد. وكل هذه المناقشات والاقتراحات إن دلت على شئ إنما تدل على أن مصر جميلة وشديدة التنوع سياحيا سواء سياحة ترفيه وشواطئ، أثار وثقافة، مغامرات وجبال ووديان وصحارى، وأيضا سياحة علاجية كما فى حلوان وسيوة وسفاجا ....الخ إنها مصر العظيمة التى حباها الله بمقومات سياحية ندر أن تجتمع فى بلد آخر، فما من بلد آخر فى العالم تحمل كل هذا التنوع. ويقودنا هذا للتفكير في المكانة السياحية التى تستحقها مصر، وهل تستغل مقوماتها السياحية بالشكل الأمثل؟! بالطبع إجابات تلك التساؤلات واضحة وضوح الشمس، فالدخل القومى لمصر من السياحة لا يتعدى 6 مليار دولار سنويا !! فى حين ان هناك دول أخرى لا تمتلك إلا القليل من العناصر السياحية يتعدى دخلها السياحى ضعف هذا الرقم !! إن مصر مازالت تعانى من التفكير العقيم بخصوص تسويق مصر سياحيا، ولا يوجد من يتبنى أفكارا جديدة (خارج الصندوق) بعيدا عن الأنماط التقليدية المتبعة. على سبيل المثال إن زيارة مشاهير العالم لمصر قد أثبتت أنها أكبر دعاية للسياحة المصرية، وحينما زار مصر كل من ويل سميث وميسى وغيرهما انتشرت صورهما عبر السوشيال ميديا ليراها ملايين المتابعين، وهذا ما يمكن أن يسمى دعاية سياحية غير مقصودة. فلماذا لا تدرس وزارة السياحة مثل هذه الزيارات مع تحليل مضمونها ونتائجها، ووضع خطط للترويج السياحى اعتمادا على هؤلاء المشاهير؟! فيمكن للوزارة أن تختار نجما عالميا كل شهر، وتدعوه لزيارة مصر، مع تحملها كافة التكاليف، وإعداد برنامج لرحلة لا تزيد عن 7 أيام، مع الحرص على تنوع المزارات لإظهار أجمل المناطق السياحية والترويج لها. فى المقابل ينشر النجم صور و(فيديوهات) عن رحلته إلى مصر عبر حساباته بالسوشيال ميديا ليراها متابعوه من كل أنحاء العالم. وأعتقد أن الخبراء قادرون على حساب تكلفة الاستضافة، ومقارنتها بتكلفة أى إعلان ترويج يستهدف بضعة آلاف وليس ملايين المشاهدين، مع تقدير العائد المتوقع من تلك الدعاية. نجم واحد شهريا، اثنا عشر نجم سنويا سيحقق نتائج تفوق حملات الدعاية الضخمة. فمتى ينتبه القائمون على السياحة فى مصر لذلك ؟!