استفاقت مدينة السويداء السورية والعالم يوم الأربعاء الماضي الموافق 25 من يوليو الجاري على وقع مذبحة مروعة من جرائم تنظيم داعش، بعد أن فجر أربعة من الإنتحاريين أنفسهم بالقرب من سوق الخضار ودوار المشنقة ودوار النجمة، ولم يكتف التنظيم الظلامي العميل بهذه التفجيرات فقط بل داهم عددا من البيوت والمنازل فى قرى السويداء الحدودية المتطرفة وقتل وذبح وخطف عدد من سكان هذه المنازل مما جعل عدد القتلى يرتفع لأكثر من 250 قتيل ومئات من الجرحي والحالات الحرجة ،وقد جاءت تلك العملية الإرهابية المباغتة بعد أن نجح النظام السوري بمساعدة روسيا بتوقيع تسوية مع فصائل المعارضة المسلحة ونزوحها عن المنطقة، والسيطرة علي معسكر القنيطرة المتاخم للجولان المحتل ،وأيضا بسبب المساعي الروسية النشطة هذه الأيام والهادفة إلى رجوع اللاجئين السورين إلى قراهم ومدنهم من لبنان والأردن وغيرها الأمر الذي أغضب أمريكا وحلفائها . يري الخبير العسكري السوري العميد المتقاعد علي مقصود بأن هناك علاقة وطيدة بين هجوم تنظيم داعش الانتحاري على السويداء وبين إسقاط إسرائيل لطائرة حربية سورية فوق حوض اليرموك الأسبوع الماضي وذلك بعد العملية التي هرب من خلالها أصحاب الخوذ البيضاء من الأراضي السورية من جهة، وبين السعي الأمريكي لإطالة أمد وجوده في سورية بحجة محاربة تنظيم داعش من جهة أخري وبما يخدم المصالح الاسرائيلية الرامية لضم الجولان، ما يدفع بالولايات المتحدة لحماية وإطالة وجود هذا التنظيم الإرهابي واستمرار عملياته الإرهابية، وتقديم أسباب القوة له ليستمر في الوجود ويستمر معه الوجود الأمريكي في البلاد، وكل هذا يأتي بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في كامل الجنوب السوري، ومحاصرته لبقايا تنظيم داعش أو مايسمي بجيش خالد بن الوليد في منطقة حوض اليرموك قرب الحدود مع الجولان السوري المحتل ، ومن دلائل تورط أمريكا والكيان الصهيوني في كل ما يعصف بسوريا ودورهما المشبوه في نشر التنظيمات الإرهابية في المنطقة لإحداث الخراب والفوضي بها هو التواجد الأمريكي الغير شرعي والغير مبرر في سوريا واتخاذ أمريكا منطقة التنف السورية قاعدة لها تخصصها لتجميع وتدريب عشرات آلاف الإرهابيين، وبالتالي هي من يقف وراء هجوم تنظيم داعش الإرهابي على السويداء، لخلق ذريعة لاستمرار بقاء القوات الأمريكية في سورية والإيحاء بأن تنظيم داعش لا يزال قويا ويتطلب القضاء عليه استمرار الوجود الأمريكي بحجة محاربة التنظيم في حين تظهر الوقائع أن واشنطن هي من يحاول إعطاء هذا التنظيم المتهالك المزيد من أسباب البقاء،كما أن إسرائيل وفق آراء الكثير من المحللين والخبراء العسكريين هي من قامت بتهريب قيادات من تنظيمي داعش والنصرة ضمن من نقلتهم من جماعة الخوذ البيضاء الإرهابية، خوفا من وقوع جميع من نقلتهم خلال هذه العملية الداعمة للإرهاب في قبضة السلطات وأجهزة الأمن السورية، وبالتالي خوفا من فضح التورط ألاسرائيلي والغربي في دعم وتدريب وتمويل الإرهاب في سورية وغيرها والكشف عن وثائق تدين كل هذه الدول في مسرحيات الهجمات الكيماوية وحقوق الإنسان، ولذلك سارعت الخارجية البريطانية والخارجية الأمريكية ومفوض الإتحاد الأوروبي بالإعلان عن شكرهم لإسرائيل أمام وسائل الإعلام ، أي مسؤلية أمريكا وحلفائها من الغرب مع اسرائيل عن إصدارالأوامر لداعش للانتقام من السويداء التي كانت قلعة حصينة في وجه الإرهاب ، وفي الوقت نفسه تدفع بهؤلاء الإرهابيين إلى الإنتحار والتهلكة . فبعد دخول روسيا لنجدة النظام السوري وكشفها للمخطط الأمريكي الصهيوني الغربي الداعم للإرهاب والخراب في المنطقة وتمكنها بمساعدة الجيش السوري النظامى من استعادة غالبية الاراضي السورية من التنظيمات الارهابية وتضييقها الخناق على المخططات الآمريكية وكشفها للمستور واعتبارها الوجود الآمريكي في سوريا بمثابة الإحتلال وإظهارها واشنطن وحلفاءها من دول الغرب مثل بريطانيا وفرنسا والصهاينة أمام العالم بأنهم هم من صنع تنظيم داعش الإرهابي وغيره من المجموعات الإجرامية ،ودعم الإرهاب الدولي ، وارتكاب الجرائم والتآمر علي الشعوب إنطلاقا من أحداث العراق وليبيا ، وما يحدث في سوريا الآن بعد فشل الكثيرمن المخططات الأمريكية والغربية والاسرائيلية التى تستهدف الجيش والأراضي السورية، ومخطط تقسيم سوريا بالتعاون مع أكراد وقوات الشعوب الديمقراطية بالشمال السوري ،والسماح لتركيا بتنفيذ أجنداتها داخل الأراضي السورية والعراقية ،ومن ثم العدوان الثلاثي الجبان والفاضح على سوريا إستنادا إلى أكاذيب مماثلة لتلك التي شنت على أساسها إعتداءات مماثلة على أفغانستانوالعراق وليبيا وصربيا ، ولهذا لم يعد يخفي علي أحد توجهات وأهداف السياسات الأمريكية التي تعتمد على افتعال الأزمات في العالم لكي تمثل دور الإطفائي، ولاحقا وجوداً عسكرياً واحتلالامباشراً وهيمنة سياسية واقتصادية علي تلك الدول وبما يثبت ومخططاتها في تقديم الغطاء والدعم لكل الدول التي تشارك في العدوان على سورياوالعراق واليمن وغيرها، وأنها من تغمض العين عن مخالفات قطرالداعمة للإرهاب ، وعما تفعله تركيا اردوغان، وعن الممارسات الإجرامية والإستيطانية لإسرائيل ، وعن دعمها للتنظيمات الإرهابية التي تمارس أبشع أنواع الجرائم في سورية والعراق واليمن وغيرها من البلدان. إن سوريا تعرف حجم هذا العدوان وحجم الأطراف التي تشارك فيه وحقيقة الدور الأمريكي الخبيث ومع ذلك فإنها تخوض معركة الشرف لاستعادة وجودها وتضحياتها في إجتثاث الإرهاب الذي بات الآفة التي تهدد أمن هذا العالم، مع ثقتها الأكيدة بأن وجود المسلحين أو دخولهم إلى أي موقع لن يكون إلا وجوداً مؤقتاً وسيتم اجتثاثهم من جذورهم من خلال تمساك وصمود أبناء الشعب السوري لإفشال كل المؤامرات التي تهدد ثقافتهم ودولتهم وتاريخهم ، مما يستوجب عليهم رص صفوفهم والوقوف إلى جانب الدولة والجيش العربي السوري والاستمرار في الدفاع عن سوريا ضد كل متآمر وعدو، وعدم الإستجابة للشائعات والفتن ،والدعوة بسرعة عودة السوريون الأحرار الي بلدهم من أجل بنائها وعودتها من جديد.