حذر الدكتور نبيل العربي - الأمين العام لجامعة الدول العربية - من أن استمرار مسار الأزمة السورية الدموي سوف يفضي إلي نتائج وخيمة ليس فقط علي مستقبل سوريا كدولة وشعب, وإنما علي مستقبل المنطقة علي اتساعها. وقال الدكتور نبيل العربي - في كلمته أمام في الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب الأربعاء - إن الأزمة السورية تشكل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار المنطقة, كما تعكس مأساة إنسانية وسياسية غير مسبوقة, وتمثل التحدي الأكبر والشغل الشاغل للدول العربية جميعا. وأضاف أنه لم تفلح, وبكل أسف, جميع المحاولات والمبادرات والجهود العربية, التي بدأتها الجامعة منذ اندلاع هذه الأزمة, في وقف نزيف الدماء الجاري علي الأرض السورية ووضع هذه الأزمة علي مسار الحل السياسي السلمي. وأضاف أن الإلتجاء إلي مجلس الأمن لم يؤد إلي إحراز أي تقدم, وذلك رغم الجهود التي بذلها المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية السابق كوفي أنان, والتي وصلت الي طريق مسدود بسبب تغليب منطق الحسم الأمني علي المساعي السلمية. وقال الدكتور نبيل العربي إن الأمانة العامة للجامعة العربية تواصل اتصالاتها مع مختلف أطراف المعارضة السورية, وتم عقد مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة يومي 2 و3 من شهر يوليو الماضي, حيث تم الاتفاق بين مختلف أطراف المعارضة علي "وثيقة العهد الوطني السوري" و"وثيقة ملامح المرحلة الانتقالية", هذا, ولازالت الجامعة تواصل جهودها للبناء علي هذا الانجاز من أجل تحقيق التوافق بين مختلف أطراف المعارضة السورية علي بلورة رؤية سياسية مشتركة لحل الأزمة. وحول قضية فلسطين .. قال الدكتور نبيل العربي إن قضية فلسطين العادلة هي دائما علي قمة هموم الأمة العربية, وللأسف الشديد لا تزال الجهود المبذولة لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينيةالمحتلة وإقرار السلام العادل والشامل والدائم معطلة بسبب مواقف الحكومة الإسرائيلية المتعنتة التي دأبت علي الاستغلال البشع للظروف الدولية والإقليمية من أجل كسب الوقت في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة حيث تواصل إسرائيل الآن أعمال الحفريات تحت المسجد الأقصي ومن حوله, كما تواصل فرض العقوبات الجماعية - المخالفة لجميع القوانين الدولية - علي الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة, وترفض الاستجابة للنداءات العربية والدولية للإفراج عن الأسري والمعتقلين الفلسطينيين الذين يعاملون معاملة غير إنسانية في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وجدد الدعوة إلي ضرورة العمل الجاد من أجل عقد مؤتمر دولي يضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته ويهدف إلي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيةالمحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية, وذلك وفقا للمرجعيات التي تم الاتفاق عليها لعملية تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وكرر العربي تأكيده علي أهمية تضافر الجهود العربية من أجل إحراز التقدم الفعلي في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية, ووضع الاتفاقات التي تم إنجازها في القاهرة والدوحة موضع التنفيذ باعتبار أن تحقيق هذه المصالحة هو الضمانة الأساسية للحفاظ علي مكتسبات الشعب الفلسطيني وحقوقه, والتي بدونها ستتعرض القضية الفلسطينية بمجملها لأفدح المخاطر وأوخم العواقب. وفيما يتعلق باليمن , قال الدكتور نبيل العربي إن جدول أعمال الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية حافل بالقضايا الهامة ومنها متابعة مختلف التطورات المتعلقة بتوفير الدعم لمسيرة الاستقرار في اليمن والمتمثلة في استكمال تنفيذ بنود مبادرة مجلس التعاون وآلياتها التنفيذية وكذلك دعم جهود السلام والتنمية في السودان الشقيق, إضافة الي دعم جهود مسيرة السلام والاستقرار في الصومال, وهي الجهود التي شهدت خلال الفترة الماضية إنجازات هامة لابد من البناء عليها. وأضاف أنه يتعين علينا مواكبة ما تحقق من إنجازات في ليبيا والتي تستحق من هذا المجلس كل الدعم والرعاية, هذا بالإضافة الي مواصلة العمل الهام من أجل دعم جمهورية القمر المتحدة. وأشار العربي في كلمته إلي أن الفترة الماضية قد شهدت العديد من الاجتماعات والأنشطة التي قامت بها الأمانة العامة من أجل التحضير والإعداد الجيد لانعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المنتظر انعقادها في الرياض في شهر يناير المقبل. ويتضمن جدول أعمال هذه القمة موضوعات هامة في مجال دفع عجلة التعاون نحو التكامل الاقتصادي العربي في العديد من المجالات التنموية وذلك استمرارا لما تم إرساؤه في القمتين الاقتصاديتين السابقتين في الكويت وشرم الشيخ.