أ كد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة استمرار التزام مصر بقضايا أمتها العربية. وقال في كلمته إلي القمة العربية، التي بدأت أعمالها في العاصمة العراقية بغداد أمس، إن مصر بعد ثورة 52 يناير ستظل ثابتة علي مواقفها الداعمة لقضايا أمتها. كما أكد المشير حسين طنطاوي في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير خارجيتنا محمد كامل عمرو أمام القمة تضامن مصر مع مطالب الشعب السوري، التي وصفها بأنها »مشروعة«، وشدد علي أنه »لا معني لأي تغيير سياسي في سوريا، دون موافقة المعارضة، مشددا علي ضرورة الحفاظ علي وحدة الاراضي السورية. كما أكد المشير طنطاوي علي مضي مصر قدما في استكمال عملية تحولها الديمقراطي، مشيرا إلي أن الأمر لا يخلو من بعض الصعوبات خاصة علي الصعيد الاقتصادي، وقال إنها »صعوبات متوقعة، في مجتمع يشهد تغييرا عميقا وسريعا«. وشدد المشير وهو يرحب بعودة العراق لممارسة »دوره الطبيعي في طليعة العمل العربي المشترك، مؤكدا أن انعقاد القمة العربية الآن علي أراضيه لخير دليل علي هذه العودة. وطالب المشير طنطاوي القادة العرب بتبني رؤية مصر لضرورة توافر مبدأين أساسيين لا غني عنهما لا نجاح أي جهد عربي جاد لإصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك، وحددهما بضرورة تنفيذ ماتم الاتفاق عليه من قرارات في هذا الصدد، منذ قمة تونس عام 4002، والعمل بجدية واستحداث آليات جديدة لتفعيل قرارات الجامعة منذ ذلك الحين، وتعزيز التعاون العربي مع المحيطين الاقليمي والدولي. كما أكد المشير حسين طنطاوي علي أهمية »التحرك العربي المنظم والقوي مع جميع الأطراف الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل القائم علي الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف«. قرارات القمة ..وفي ختام اعمال القمة العربية العادية ال 23 التي عقدت في بغداد أكد القادة العرب علي الموقف الثابت للحفاظ علي وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري. وطالب القادة العرب الحكومة السورية بالوقف الفوري لجميع أعمال العنف والقتل وحماية المدنيين السوريين وضمان حرية التظاهرات السلمية لتحقيق مطالب الشعب في الإصلاح والتغيير المنشود والإطلاق الفوري لسراح كافة الموقوفين في هذه الأحداث وسحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقري السورية وإعادة هذه القوات إلي ثكناتها دون أي تأخير. وأدان القادة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين. واكدوا علي تنفيذ الخطة العربية للأزمة السورية التي تقوم علي جملة القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة كوحدة متكاملة دون تجزئة ورحبوا بمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلي سوريا السيد كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة ونائبه الدكتور ناصر القدوة لقيادة العملية السياسية نحو إيجاد حل للازمة السورية والانتقال السلمي إلي حياة ديمقراطية في سوريا. وحول موضوع مبادرة السلام العربية، أكد القادة مجددا علي أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي وأن عملية السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها، كما تم التأكيد علي أن السلام العادل والشامل في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. وقرر القادة العرب علي مستوي القمة التأكيد مجددا علي إدانة الارهاب بجميع أشكاله ومظاهره وأيا كان مصدره والعمل علي مكافحته واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية واعتباره عملا إجراميا مهما كانت دوافعه ومبرراته مع مراعاة التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال وعدم اعتبار العمل المقاوم عملا ارهابيا مع الأخذ بالاعتبار أن قتل الأبرياء تحرمه الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، ورفض الخلط بين الارهاب والدين الاسلامي الحنيف الذي يدعو إلي إعلاء قيم التسامح ونبذ الإرهاب والتطرف. وحول جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل اكد القادة العرب استمرار حرص الدول العربية علي انجاح الجهود الرامية الي اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل. وقرر القادة العرب الالتزام بالحفاظ علي وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله وتقديم الدعم السياسي اللازم للقيادة اليمنية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي لتحقيق الامن والاستقرار في اليمن وترسيخ المسيرة الديموقراطية وتوفير الحرية والعدالة الاجتماعية للشعب اليمني ودعوة الشعب اليمني للالتفاف حول قيادته الجديدة ودعم مسيرة التنمية والاصلاح. واكدوا علي أن القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 كما يؤكدون علي ضرورة التوصل الي حل عادل للصراع العربي الاسرائيلي علي أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كما يؤكد علي الدعم الكامل للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله وفي التداول السلمي للسلطة وادانة أعمال العنف والقتل وايقاف نزيف الدم والتمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الأجنبي في الأزمة السورية حفاظا علي وحدة سوريا وسلامة شعبها ويؤكدون دعمهم والتزامهم بالقرارات الصادرة عن الجامعة العربية بهذا الشأن. إعلان بغداد صدر في ختام اعمال القمة العربية الي تحقيق التكامل الاقتصادي العربي للنهوض باقتصادات الدول التي شهدت هذه التغيرات مما يتطلب دعما عربيا يؤمن مستقبلا آمنا وزاهرا لأجيالها. واشاد اعلان بغداد بالتطورات والتغييرات السياسية التي جرت في المنطقة العربية وبالخطوات والتوجهات الديمقراطية الكبري. كما اعلن القادة العرب في اعلان بغداد التزامهم بالتضامن العربي والتمسك بالقيم والتقاليد العربية النبيلة والحفاظ علي سلامة الدول العربية كافة واحترام سيادتها وحقها المشروع في الدفاع عن استقلالها الوطني ومواردها وبناء قدراتها وعدم التدخل في شئونها الداخلية. واكد اعلان بغداد الذي يتضمن 43 بندا التشديد علي تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف البناء وبالوسائل السلمية والعمل علي تعزيز العلاقات العربية العربية والدعوة الي مواصلة الجهود الرامية الي تطوير واصلاح منظومة العمل العربي المشترك وتفعيل آلياتها. كما اكد علي أن الاصلاح المطلوب للجامعة العربية يتطلب دعما ماليا لموازنتها يتمثل كمرحلة اولي في اعادة النظر في هيكلها التنظيمي من أجل تطوير مؤسساتها المتعددة واعادة تشكيلها وتفعيل ادائها والالتزام بقراراتها. وجدد علي ادانة للارهاب بكافة صوره واشكاله وحث المؤسسات العربية المعنية علي زيادة التنسيق فيما بينها لمكافحته. ووجه تحية اكبار واجلال للشعب الفلسطيني في نضاله للتصدي للعدوان الاسرائيلي المستمر عليه وعلي ارضه ومقدساته وتراثه . واعتبر المصالحة الفلسطينية ركيزة اساسية ومصلحة عليا للشعب الفلسطيني داعيا القيادة الفلسطينية الي الالتزام بتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية الموقع في القاهرة بتاريخ الرابع من مايو 2011 واعلان الدوحة بتاريخ السادس من فبراير 2012 لوضع حد للخلافات والانقسام الفلسطيني الداخلي وتوحيد الجهود من أجل اجراء انتخابات جديدة وتشكيل حكومة وحدة و طنية.. واعرب القادة العرب في اعلان بغداد عن دعمهم الكامل لمدينة القدس وأهلها الصامدين والمرابطين علي أرضهم في مواجهة العدوان الاسرائيلي المتواصل عليهم . واكدت القمة العربية في اعلان بغداد علي الدعم القوي لمهمة السيد كوفي عنان الوسيط المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية في مهمته الي سوريا.. ورحب بالتطورات الهامة التي شهدتها ليبيا والتاكيد علي الدعم القوي للجهود المبذولة من جانب المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الليبية لتحقيق الامن والاستقرار اللازمين للانتقال بليبيا الي اقامة دولة ديمقراطية. واكد علي دعم السودان في مواجهة كل ما يستهدف النيل من سيادته وامنه واستقراره . ووجه التهنئة للشعب اليمني الشقيق بنجاح الانتخابات الرئاسية.. واكد اعلان بغداد علي أهمية الاعلام بكافة وسائله ،والتذكير بأن الدول العربية جميعها انضمت الي معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في حين ما زالت اسرائيل ترفض الانضمام لتلك المعاهدة الهامة وغيرها من الاتفاقيات الدولية ذات الصلة وترفض اخضاع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية .. والتذكير ايضا بموافقة الدول العربية علي جميع القرارات الصادرة منذ عام 1974 بشأن جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من جميع اسلحة الدمار الشامل . ونوه الاعلان الي اهمية تحقيق الامن المائي العربي وعلي ضرورة تحديد الحصص المائية العادلة للدول المتشاطئة علي الانهار الدولية المشتركة وتعزيز جهود تطبيق الخطة الاستراتيجية العربية لتطوير الرعاية الصحية ،وتوثيق علاقات التعاون واسلوب الشراكة القائمة حاليا مع المنظمات والتجمعات الاقليمية والدولية والالتزام بالقرارات العربية الخاصة بالترشيحات الي المنظمات الاقليمية والدولية. وكانت أعمال مؤتمر القمة العربية قد اختتمت أمس حيث بحث القادة العرب جدول أعمال القمة والمكون من عشرة بنود تتمثل في، تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك، والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته، وتطورات الوضع في سوريا، واليمن، والصومال، وموضوع اخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وقضية الإرهاب الدولي وسبل مكافحته، ومشروع النظام الأساسي للبرلمان العربي، ومشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي للقمة (23) والموافقة علي عقد القمة العربية القادمة في قطر بدلا من سلطنة عمان، بالإضافة إلي إعلان بغداد. وطالب الرئيس العراقي جلال طالباني بضرورة ان تسهم اعمال قمة بغداد في ايجاد الحلول لما يواجه المنطقة العربية من مستجدات، مشددا علي ضرورة الاسراع في تطوير واصلاح منظومة العمل المشترك والارتقاء بادائها بما يجعلها قادرة علي مواجهة تحديات المرحلة وتنفيذ برامج الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي بما يضمن حفظ كرامة المواطن وضمان حقوقه في ظل عالم يركز علي مبادئ حقوق الانسان وحريته. واشار طالباني في كلمته خلال افتتاح قمة بغداد الي ان هذه القمة تحملنا مسئولية تارخية في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة العربية وما صاحبها من تداعيات تستلزم من الدول العريبة ايجاد المناخ الملائم بما يكفي تفادي العنف والفوضي والتدخل الاجنبي. ووجه تحية اكبار واجلال للشعب الفلسطيني المتصدي للعدوان الاسرائيلي المستمر علي ارضه ومقدساته وتراثه، مضيفا: ندعم صمود وكفاح شعب فلسطين من اجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ولابد من التذكير بأنه مهما انشغالنا بالاحداث الجارية في منطقتنا الا اننا لن ننسي قضية العرب المركزية وتطورات الصراع العربي الاسرائيلي ،وندين بشدة الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة علي حقوق الشعب الفلسطيني وعلي الاراضي الفلسطينيةالمحتلة ونرحب باتفاق المصالحة الفلسطينية من اجل توحيد الجهود في اجراء انتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية. واكد علي دعم بلاده الكامل لمدينة القدس ضد كل الانتهاكات المتواصلة التي تقوم بها اسرائيل علي المقدسات وخاصة المسجد الاقصي، معبرا عن ترحيبه بنتائج مؤتمر القدس الذي عقد بالدوحة، ومؤكدا علي ان السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق الا من خلال انتهاء الاحتلال الاسرائيلي والانسحاب من الاراضي العربية والفلسطينيةالمحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري حتي حدود 1967. ونوه الرئيس العراقي الي ان غياب سوريا عن قمة بغداد لا يقلل من الاهتمام لما يجري في هذا البلد الشقيق. من جهته قام الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية برفع تقرير شامل عن نشاط الجامعة منذ أن تولي مسئوليتها في شهر يوليو الماضي إلي القمة ، مشيرا الي انه شرح فيه بإسهاب نشاط الجامعة العربية في مواكبة التحولات الكبري التي أطلقتها ثورات الربيع العربي، بدءا من تونس إلي مصر، إلي ليبيا واليمن وصولا إلي سورية،