بدأت بحربهم علي الجنزوري ثم عادوا وكرموه ومنحوه قلادة النيل وعينوه مستشارًا للرئيس حذرت من عدم دستورية قانون العزل السياسي فاتهموني ظلمًا بالدفاع عن 'الفلول'!! حملوني علي الأكتاف في قضية 'البرادعي' وعندما رفضت تجاوزاتهم اعتبروني من 'الأعداء'!! اتهموني بالتحريض علي حرق مقرات الإخوان إعلاميًا وبلاغاتهم لم تتضمن اسمي!! قالوا إنني دعوت إلي مظاهرة 24 أغسطس مع أنهم يعرفون أن محمد أبو حامد هو أول من دعا إليها!! اعترفت من البداية بنتائج صندوق الانتخابات واختلفت مع د.مرسي بسبب رفضه تنفيذ حكم الدستورية فجأة وجدت نفسي متهمًا بلا جريرة، بلاغات، وحروب إعلامية منظمة، جيوش مؤجرة تعمل علي مواقع التواصل الاجتماعي، لا هم لها سوي الشتائم بأقذع الألفاظ، شائعات وأكاذيب، وادعاءات مزيفة. كل ذلك يحدث فقط، لأنك تجرأت، وانتقدت وعبرت عن رأيك، كيف لك أن تفعل ذلك، ليس أمامك سوي أن تنصاع، وأن تسبح بحمد الإخوان صباح مساء، وإلا فإنك من الفلول، بل أنت تعادي الدين وتعلن الحرب علي أئمة هذا الزمان. في أوقات عديدة، بل في زمن النظام السابق، كنت ممن يدافعون عن حقهم في الوجود السياسي، كنت أفتح صفحات 'الأسبوع'لتكون منبرًا للدفاع عنهم، ليس مهمًا أن تختلف معهم، لكن المهم أن ندافع عن حقهم في الاختلاف، وأن نتصدي للحملة الشرسة التي كانوا يتعرضون لها في زمن النظام السابق. لم يكن الخلاف من أجل غنيمة، أو قطعة من 'تورتة' حصلوا عليها في غفلة، وصمموا علي التهامها وحدهم، بل كان الخلاف حول مواقف سياسية وقضايا مبدئية، عبرت فيها فقط عن أرائي ومواقفي، دون مواربة أو لف ودوران .. غير أنهم اعتبروا الاختلاف حربًا عليهم، فراحوا يطوون الصفحات، ويعلنون الحرب بكل ما أوتو من قوة. كانت المعركة الأولي، هي معركة الحكومة، كان نواب الإخوان في البرلمان قد انقلبوا فجأة علي الدكتور كمال الجنزوري وحكومته، وطالبوا باستقالتها أو إقالتها .. وكانت الحجة أن الحكومة عاجزة عن حل المشاكل، وغير قادرة علي الوفاء بالوعود، كما أن بيانها لم يأت معبرًا عن طموحات وآمال الجماهير. في هذا الوقت حدثني الدكتور الجنزوري، تساءل في حسرة عن السبب، تعددت بيننا اللقاءات، التقيت المرشد العام للجماعة د.محمد بديع، أحمل له رسالة واضحة من الجنزوري، فكان الرد أبدًا لن نسمح باستمرار هذه الحكومة، وليس أمام المجلس العسكري من خيار سوي إقالتها. اشتعلت الحرب في البرلمان، وتحول الجنزوري إلي هدف، ثم الإعلان عن مقاطعته نهائيًا، خصصت العديد من الجلسات للإساءة المتعمدة للرجل ولحكومته، تصديت بكل قوة، طالبت بمنحه فرصة الشهور الثلاثة المتبقية علي انتخابات الرئاسة، خاصة ان إنجازات عديدة تتحقق، ويكفي القول هنا إن الرجل استطاع وقف الاستنزاف الشهري للاحتياطي الاستراتيجي النقدي، بل انه نجح في آخريات عهده في زيادة حجم هذا الاحتياطي، يكفيه حماية قيمة الجنيه المصري، ويكفيه هذا الجهد المخلص هو ورجاله من أجل ومصلحة هذا البلد. كان صوتي يدوي، لكن صداه كان يرتد إليّ مرة أخري، فلا أحد يريد أن ينصت، ولا يريد أن يقتنع، منذ هذه اللحظة بدأ الخلاف الحاد بيني وبينهم، فراح بعضهم يتهمني بأنني أمالئ الحكومة وأدعمها، فإذا بالأيام تمضي ويصبحون هم أنفسهم الأكثر عرفانًا بجهد الحكومة، فالذين تلهفوا علي إقالتها، هم أنفسهم الذين طالبوا باستمراريتها لأكثر من شهر بعد انتخاب الرئيس، كما أن العديدين من وزراء هذه الحكومة اعتذروا عن استمراريتهم في مناصبهم الوزارية، بعد أن طلب منهم الرئيس ذلك. كانوا يوجهون الانتقادات الشديدة للوزيرة الدكتورة فايزة أبو النجا، وكانوا يسخرون منها تحت قبة البرلمان، وكانت السيدة الفاضلة تتحمل التطاول بصبر ورحابة صدر، وكانوا يقولون إننا ننتظر اليوم الذي يتم فيه إبعادها، فإذا بالرئيس محمد مرسي يصفها في اجتماع أخير قبل استقالة الحكومة بأنها امرأة بألف رجل ويطلب منها الاستمرار في منصبها كوزيرة للتخطيط والتعاون الدولي، إلا أنها ترفض بإصرار وتقرر إغلاق هذه الصفحة. وكانت هذه أيضًا من القضايا الخلافية بيني وبينهم، لقد دافعت عن هذه السيدة العظيمة بكل قوة، لاني كنت علي ثقة كاملة من وطنيتها وطهارتها وحبها العميق لهذا الوطن، لقد تحدت أمريكا والغرب، وكشفت قضية التمويل الأجنبي واللهو الخفي الذي يدير المعارك من خلف ستار ، وتصدت بكل قوة للحملات الغربية المسمومة، وكشفت زيفها وأكاذيبها. مضت الأيام سريعًا وقام الإخوان ورئيس الجمهورية الذي كان يتولي في وقت سابق رئاسة حزب الحرية والعدالة الذي تصدي لهذه الحكومة وطلب بإقالتها قام بتكريم د.كمال الجنزوري ومنحه قلادة النيل وهذا أمر نادر الحدوث ثم انه قام أيضًا بتعيينه مستشارًا للرئيس، ليكون إلي جواره، ووجه إليه وإلي حكومته أجمل الكلمات عن الجهد الذي بذل بإخلاص، وعن التفاني من أجل مصلحة الوطن .. وهلم جرًا. لم أصدق هذا المشهد الذي أراه، لقد تحول الجنزوري صاحب السياسات الفاشلة كما كانوا يرددون، إلي عبقري الزمان ورجل اللحظة الذي كانوا ينتظرونه، وهنا تساؤل: إذن لماذا أعلنتم عليّ الحرب في البرلمان لمجرد انني دافعت عنه، وطالبت بمنحه فرصة الشهور الثلاثة المتبقية، لماذا قاطعتم الرجل وأعلنتم الحرب عليه طيلة الفترة التي مضت. كان الهدف واضحًا، كانوا يريدون تشكيل الحكومة في هذا الوقت لأنهم كانوا يشعرون بأن المحكمة الدستورية قد تصدر حكمها بحل البرلمان، وهم لا يريدون أن يكونوا خارج الساحة .. إذن فلتعلن الحرب علي حكومة الجنزوري ومن يقف معها ويساندها. كانت تلك هي بداية الانقلاب ضدي، مع أنهم كانوا منذ قليل يرفعونني علي الاكتاف ويصفقون بكل قوة، بعد أن أعلنت موقفي في مواجهة د.محمد البرادعي وتحريضه لمن اسميتهم 'بعملاء الأمريكان'، ورفضوا بكل قوة إحالتي إلي لجنة القيم بعد أن طالب بعض النواب بذلك ردًا علي هذا الموقف. كانوا هم الأكثر دفاعًا عن الجيش ومجلسه العسكري، ولكن فجأة أعلنوا الحرب علي المجلس العسكري بعد أن رفض إقالة الحكومة، فمن قصائد الشعر التي تؤكد علي الدور والصبر والتحمل وحماية الثورة، إلي هجاء متعمد، حملوا فيه المجلس العسكري مسئولية كل ما يجري علي أرض البلاد. وكانت هذه أيضًا نقطة للخلاف بيني وبينهم، وفجأة بعد أن تولي د.محمد مرسي رئاسة الجمهورية، وخلال تسلمه لمقاليد السلطة من المجلس العسكري في 'الهايسكتب' في الثلاثين من يونيو الماضي ارتجل الرئيس مرسي خطابًا اعترف فيه بالدور الحقيقي للجيش ومجلسه العسكري فهو الذي حمي البلاد ودافع عن الثورة، وتحمل عبء الفترة الانتقالية دون كلل أو ملل، وصدق ما وعد به، وسلم المسئولية وحافظ علي الشرعية. ساعتها ابتسمت في هدوء وأنا أتابع المشهد الدرامي المثير. وكان الخلاف قد تفجر أيضا، عندما رحت أدافع عن قضاء مصر الشامخ في مواجهة الاهانات والشتائم التي انطلقت من داخل البرلمان تهاجم القضاء المصري بعد صدور الحكم في قضية الرئيس السابق حسني مبارك وآخرين، فإذا بالرئيس يكرم ويهدي الأوسمة لشيوخ القضاة الذين أحيلوا للتقاعد ويقول في ذلك أحلي الكلمات. غير أن الموقف من قانون 'العزل السياسي' كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير، لقد حذرت من هذا القانون الانتقائي الانتقامي وقلت إنه صنع خصيصا من أجل عمر سليمان وأحمد شفيق، وأنه قانون غير دستوري، لأن القوانين لا تطبق بأثر رجعي، ساعتها أعلنوا الحرب ضدي بكل شراسة، واتهموني بأنني أدافع عن الفلول، وعندما قلت لهم إنني مستعد أن أدافع عن الفلول، وعندما قلت لهم إنني مستعد أن أوافق علي القانون لو أضفتم إليه أعضاء أمانة السياسات ونواب الحزب الوطني السابقين والوزراء رفضوا ذلك بكل شدة، لأن الأمر لديهم كان مرهونا بالحسابات الخاصة بهم، وكان الهدف فقط هو إبعاد عمر سليمان وأحمد شفيق عن السباق الرئاسي، خاصة أن الاخوان كان لم مرشح ومرشح احتياطي في هذا الوقت هما خيرت الشاطر ود.محمد مرسي. كنت أحذر من عدم دستورية القانون، وقلت لا يصح أن يصدر البرلمان قانونا يحكم ببطلانه دستوريا، ولا يتوجب شخصنة القانون، وقلت إن ذلك يعد انحرافا تشريعيا، لكن أحدا لم يستمع إلي كلامي، بل شنت ضدي حملة منظمة داخل البرلمان وخارجه سعت إلي الاساءة لموقفي واتهامي بتأييد الفلول.. ومضت الأيام فإذا بالمحكمة الدستورية تصدر حكما ببطلان القانون وتتضمن حيثياتها نفس ما أكدت عليه تحت قبة البرلمان. وإذا بالأيام تؤكد أن هذا القانون ثم تفصيله لحساب إبعاد المرشحين المتنافسين عمر سليان وأحمد شفيق، وليس أكثر بل إن بعضهم كان يقول سراً.. نعرف أن القانون غير دستوري، لكننا سنصدره علي أمل إبعادهما عن الترشيح.. كنت أنطلق في موقفي من ثوابت مبدئية، ولم يكن يهمني عمر سليمان أو أحمد شفيق أو غيرهما، كان كل ما يهمني هو ألا يصدر عن البرلمان قانون تثبت المحكمة الدستورية عدم دستورية لأن العوار الدستوري واضح للجميع منذ البداية.. لم أكن عضوا في حملة أحمد شفيق أو غيره، الوحيد الذي ساندته علناً وقدمت له توكيلاً، كان هو الزميل العزيز حمدين صباحي، ومع ذلك تم التعامل مع معالجتي المهنية للانتخابات خاصة في جولة الاعادة وكأنني أقف مع أحمد شفيق ضد محمد مرسي، مع أن هذه المعالجة كانت تتميز بالحياد والموضوعية. لقد قلت في أكثر من مرة 'إنني سأضرب تعظيم سلام للفائز في الانتخابات الرئاسية، أيا كان' وهو بالفعل ما حدث بعد الإعلان عن فوز د. محمد مرسي، غير أن الأمر اختلف كثيراً عندما راح د.محمد مرسي يعلن رفضه لحكم المحكمة الدستورية العليا، بحل مجلس الشعب لقد أصدر قرار بإعادة المجلس المحكوم ببطلانه وأعلن عن تحديه لحكم المحكمة الدستورية العليا وهنا كانت المعركة الفاصلة، لقد رفضت بكل قوة وتصديت بل وكنت أول من أعلن قبوله لحكم المحكمة ورفضت حضور جلسة البرلمان الباطل التي دعي إليها. منذ هذه اللحظة أدركت أن الأوضاع تأخذ مساراً مختلفاً، وأيقنت أن الرئيس الذي تعهد بأن يكون رئيساً لكل المصريين، اختصر نفسه وقراراته في صالح الإخوان المسلمين، وهو أمر لا يتوجب ولا يصح، لقد أردناه رئيساً لنا جميعا وليس لحزب أو جماعة. إنني لن أتعرض للكثير من المواقف والقرارات التي جري اتخاذها والتي استهدفت جميعا أخونة الدولة المصرية وصحافتها وإعلامها ومؤسسات المختلفة، لكنني أتوقف هنا أمام سياسة التلفيق والاتهامات والتهديد والترهيب الذي مارسه الإخوان ولا يزالون في مواجهتي ومواجهة كل من يختلف معهم في الرأي. منذ فترة من الوقت دعا النائب السابق محمد أبو حامد إلي ما أسماه بثورة علي الإخوان وحدد لها موعداً في 24 أغسطس القادم، وشأني شأن الآخرين فوجئت بالدعوة، ولم أكن أعرف عنها شيئا، وليس بيني وبين السيد محمد أبو حامد علاقة تسمح لنا بالتشاور، فأنا اختلفت معه تحت قبة البرلمان وخارجه. ورغم أنني سئلت أكثر من مرة في وسائل إعلامية متعددة عن هذه الدعوة ونفيت أية صلة لي بها، فإذا بالعديد من المتحدثين والقياديين بجماعة الإخوان يرددون أن الدعوة قد صدرت عن مصطفي بكري ومحمد أبو حامد وتوفيق عكاشة، بل والأدهي من ذلك أنني فوجئت بتصريحات تتهمني مع محمد أبو حامد وتوفيق عكاشة بأننا نحرض علي حرق مقرات الاخوان المسلمين، وعندما تساءلت من أين جاءوا بهذا الكلام وتحديت أن يأتوا لي بتصريح واحد تليفزيوني أو صحفي أو إذاعي أو علي أي من مواقع التواصل الاجتماعي لم أجد إجابة شافية.. وفي الوقت الذي كانت فيه الأصوات تعلو وتتهمني بالتحريض علي حرق المقرات وأن بلاغات قدمت ضدي مع آخرين لهذا الغرض فوجئت أن البلاغات التي قدمت إلي النيابة العامة تضمنت اسميْ محمد أبو حامد وتوفيق عكاشة ولم تتضمن اسمي من قريب أو بعيد، لأنه لا يوجد أي تصريح يدينني في ذلك، بل إنني أدنت هذا السلوك من أول لحظة وقلت إن الحديث عن إحراق مقرات الإخوان أو غيرها هي مؤامرة لا يقوم بها إلا أعداء مصر الذين يتوجب فضحهم وكشفهم.. لقد كنت أقرأ تصريحات عديدة لمسئولين ينتمون إلي جماعة الإخوان تتهمني جنبا إلي جنب مع محمد أبوحامد وتوفيق عكاشة ولكن الواقع يقول شيئاً مختلفا، فأدركت ساعتها أن الهدف هو الاساءة إلي سمعتي وتهديدي وإرهابي بهدف إسكاتي عن النقد والتعبير عن رفضي لسياسات الإخوان وبعض مواقف الرئيس. لقد ارتضيت منذ البداية بشرعية صندوق الانتخابات بعيدا عن أية ملاحظات، وقلت وأكدت أن هناك فارقاً كبيراً بين حقك في أن تنتقد وأن تقاوم وترفض أخونة الدولة وبين أن تسعي إلي اسقاط الشرعية بعيداً عن الطريق الدستوري المحدد بصندوق الانتخابات، غير أن جماعة الإخوان شنت عبر كوادرها ووسائلها الاعلامية وقناتها الفضائية وصحيفتها وجيوشها التي تتحرك علي مواقع التواصل الاجتماعي أكبر حملة إعلامية تستهدف تشويهي والاساءة إلي سمعتي بقصد اسكات صوتي ودفعي إلي التراجع عن انتقاداتي ومواقفي المبدئية. لقد وصل التحريض إلي حد أن أحمد نجل رئيس الجمهورية د.محمد مرسي راح يهدد بقطع لساني مع أخرين باعتبارنا من الفلول، وأنا لا أعرف من أين جاء بذلك، مع أنني لم أكن طرفا في صفقة النظام، وقد سجنت 5 مرات سابق، بل أن عينة من 1263 مواطنا مصريا وقع عليهم استفتاء اقامة مركز معلومات مجلس الوزراء عن الأداء البرلماني عن الفترة من 2005 2010 اختارتني أفضل أداء برلماني بينما اختارت أحمد عز أسوأ أداء برلماني، حدث ذلك قبل سقوط النظام بحوالي ستة أشهر، في الوقت الذي كان فيه للإخوان 88 نائبا في هذا البرلمان.. إنه أسهل اتهام فإذا اختلفت مع الإخوان فأنت من الفلول، وأنت من رجال النظام السابق، وأنت ضد الثورة وقس علي ذلك من الاتهامات الجاهزة.. لقد وصل الأمر بهم إلي تهديدي بالقتل أكثر من مرة، وتلفيق القضايا والاتهامات، ناهيك عن الأساء المتعمدة، ظنا منهم أن ذلك من شأنه أن يردعني أو ينال من معنوياتي.. إن خلافي مع الاخوان المسلمين ليس خلافاً شخصيا، ولا هو خلاف علي منصب أو مسئولية، بل هو خلاف مبدئي وجذري في إطار سياسي وحضاري، هدفه مصلحة الوطن والدفاع أعرف أنهم يعدون العدة، وأدرك أن حياتي أصبحت في خطر أكثر من أي وقت مضي، وأثق أن ميلشياتهم أصبحت تنتشر في كل مكان لتمثل تهديداً للمخالفين، ولكني أقول لهم إن دماءنا لا تساوي شيئاً إلي جانب مصلحة الوطن، وإن إرهابكم لن يخيفنا ولن يثنينا عن مواقفنا، ولن يدفعنا أبداً إلي التراجع عن ثوابتنا.. افعلوا ما شئتم.. والأيام بيننا فهذا الشعب العظيم لن ينتظر كثيرا علي ممارساتكم وإقصائكم للآخرين وسعيكم الدؤوب لاختطاف الدولة المصرية وتحويلها إلي دولة للإخوان، يتحول فيها المصريون إلي سبايا وعبيد في حظيرتكم. لا تجعلوا الغرور يحيق بكم، لقد فعلها مبارك، لكنه أسقط بأسرع مما توقع، لاتفتروا بمليشياتكم، فالشعب المصري أقوي من الجميع، ولا تظنوا أن لغة الرصاص وإرهاب الآخرين يمكن أن تجدي، فالعنف لن يولد سوي العنف وأظن أن أحداث الاربعينيات والخمسينيات والستينيات لا تزال ماثلة في الأذهان، وهو أمر لا نريد لمصر أن تعود إليه مرة أخري.. راجعوا أنفسكم وعودوا إلي صوابكم قبل فوات الأوان.