لن نمكِّنكم

حلف‮ ‬غير مقدس،‮ ‬يتجمع الآن في ساحات السياسة،‮ ‬يسلك طريقًا مدمرًا،‮ ‬وينهج نهجًا تآمريًا‮.. ‬بزعم انحيازه لخط النضال الوطني،‮ ‬بينما الحقيقة،‮ ‬لا تعدو،‮ ‬نيات مبيتة،‮ ‬وثأرًا دفينًا،‮ ‬وادعاءات رخيصة،‮ ‬وقفزات لأغراض شخصية،‮ ‬لا تستهدف أبدًا وجه الوطن‮. ‬
يتلونون كالحرباء في خطواتهم المتعرجة،‮ ‬يدورون في فلك الكذب والضلال،‮ ‬يتصنع بعضهم بطولة واهية،‮ ‬يهتفون ملء حناجرهم،‮ ‬كلما سلطت الكاميرات أضواءها عند مواقع الأحداث‮.‬
يتنافسون في المتاجرة بعرض الوطن،‮ ‬ودماء أبنائه،‮ ‬يبيعون بضاعتهم الرخيصة لبعض من لا‮ ‬يجيدون لغة الفرز،‮ ‬أو لا‮ ‬يرغبون،‮ ‬تتقلب مواقفهم كما‮ ‬يتقلب الليل والنهار،‮ ‬ويسيرون مع اتجاه الريح‮.. ‬لا‮ ‬يحكمهم مبدأ،‮ ‬ولا قيمة‮.‬
مثل شذاذ الآفاق،‮ ‬يفعلون الشيء ونقيضه،‮ ‬لا‮ ‬يعنيهم أمن الوطن،‮ ‬ولا استقراره لا‮ ‬يرون في الفقراء والمحرومين‮ ‬غير سلعة،‮ ‬يحققون بها مآربهم،‮ ‬وأهدافهم الشريرة،‮ ‬يرفعون عقيرتهم في المحافل،‮ ‬والوقفات،‮ ‬وكأنهم‮ '‬الملائكة الأطهار‮' ‬بينما هم في الحقيقة ليسوا أكثر من‮ '‬شياطين أشرار‮' ‬يدبرون المكائد،‮ ‬وينتظرون الحصاد الوفير‮.‬
يدَّعون الديمقراطية،‮ ‬وهم قادة الاستبداد،‮ ‬الحرية تعنيهم وحدهم،‮ ‬لا أحد‮ ‬غيرهم،‮ ‬وإذا تجاوزت مقاسهم،‮ ‬كشفوا عن حقيقتهم،‮ ‬وتعروا أمام الجميع،‮ ‬بأنهم ليسوا أكثر من‮ '‬طلاب سلطة‮' ‬و'باحثين عن كراسي‮' ‬ولو كان الثمن وحدة الوطن وتماسكه‮.‬
يدعون الطهارة،‮ ‬وهي منهم براء،‮ ‬فالكذب آفتهم،‮ ‬والدجل سبيلهم لنيل المقاصد،‮ ‬واستغلال المقدسات ليس سوي واحدة من طرائق التجارة،‮ ‬والضحك علي‮ ‬الناس،‮ ‬بدعاوي الإفك والبهتان‮.‬
مصرنا اليوم في‮ '‬محنة كبري‮' ‬بفعل‮ '‬شياطين الإنس‮' ‬الذين‮ ‬ينتهكون‮ ‬يوميًا كل المحرمات،‮ ‬ويعيثون في الأرض فسادًا،‮ ‬ساعين بكل ما أوتوا من قوة للقفز علي كل شيء في أرض الوطن،‮ ‬تساندهم قنوات إعلامية،‮ ‬خرجت علي أخلاقيات المهنة،‮ ‬وكرَّست ساعاتها لاستضافة الشتَّامين،‮ ‬وأصحاب العاهات،‮ ‬تاركة لهم الحبل علي‮ ‬الغارب لكي‮ ‬يسبوا الناس،‮ ‬ويلعنوهم بأحط الألفاظ،‮ ‬لا‮ ‬يحكم‮ ‬غير نداء الباطل‮.‬
بهلوانات في سيرك السياسة،‮ ‬والإعلام،‮ ‬تتقافز خطواتهم وتتناقض مواقفهم كل ساعة وحين،‮ ‬ملت الناس وجوههم بعد أن كثرت خطاياهم،‮ ‬وتجاوزت كل حد ممكن،‮ ‬حتي أن الناس ضاقوا بها ذرعًا،‮ ‬وراحوا‮ ‬يغلقون التلفاز كلما رأوا إطلالتهم البغيضة‮.‬
آفة هؤلاء،‮ ‬وأمثالهم،‮ ‬أنهم لا‮ ‬يطيقون من‮ ‬يعارضهم،‮ ‬ولا‮ ‬يتحملون من‮ ‬يخالفهم،‮ ‬ويخافون أشد الخوف ممن‮ ‬يرونه صلبًا في مواقفه،‮ ‬صامدًا في خندقه،‮ ‬فيطلقون في مواجهته قذائفهم السامة،‮ ‬محرضين صبيانهم المأجورين علي مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها،‮ ‬أن‮ ‬يسبوا هؤلاء بكل الألفاظ الساقطة،‮ ‬لعلهم‮ ‬ينجحون في إثنائهم عن السير في طريق الحق،‮ ‬وكشف ألاعيب الساسة،‮ ‬ومؤامرات الانقضاض علي‮ ‬ما تبقي من مؤسسات الوطن‮.‬
ولكننا نطمئن هؤلاء جميعًا،‮ ‬أن مخططهم بعون الله فاشل،‮ ‬وأن سقوطهم وأمثالهم من المتآمرين بات قاب قوسين أو أدني،‮ ‬فلن تمكنهم أبدًا،‮ ‬مهما فعلوا،‮ ‬ولن تمكنهم جماهير الشعب المصري من تحقيق مآربهم المشبوهة‮.‬