رصدت مجلة الإيكونوميست البريطانية كيف تم الإعلان عن إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في تغريدة على تويتر، على غرار أمثاله من قرارات الرئيس ترامب الكبرى. ولفتت المجلة الأسبوعية إلى أن تلرسون كثيرا ما بدا غير منسجم مع رئيسه ترامب، وقد تجلى ذلك في مواقف عدة، آخرها ما تعلق بحادث العميل الروسي المزدوج، الذي تعرض لمحاولة اغتيال بغاز الأعصاب في بريطانيا الأسبوع الماضي: حيث انضم تيلرسون إلى جانب بريطانيا في خندق مناوئ لروسيا ، فيما امتنع ترامب عن قول أي شيء دعما لبريطانيا الحليف الأقرب لأمريكا.
ونوهت عن أن تيلرسون طالما اختلف مع ترامب في آرائه فيما يتعلق بالقضايا الكبرى على صعيد السياسة الخارجية؛ ومن ذلك على سبيل المثال، أنه حثّ ترامب على عدم الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، وعلى عدم نقل السفارة في إسرائيل إلى القدس، كما عارض سحب الثقة عن اتفاق إيران النووي، كما نأى بنفسه عن تعليقات ترامب بشأن العنصريين البيض في حادث شارلوتسفيل في أغسطس الماضي - غير أن ترامب لم يستمع له ومضى في طريقه وتابع تصريحاته التي قال عنها تليرسون إنها "تعبر عن الرئيس ترامب لا عن تلرسون".
ورأت الإيكونوميست أن مواقف تيلرسون المتعارضة لمواقف رئيسه ترامب، ربما جعلت منه بطلا في أعين المشاركين لوجهات نظره داخل مؤسسة الخارجية الأمريكية؛ لكن مؤهلات تيلرسون بشكل عام على صعيد السياسة لم تكن مناسبة لمنصبه في قمة الهرم الدبلوماسي الأمريكي: لقد باءت جولاته الدبلوماسية بالفشل خارجيا وداخليا؛ وفي عهد تيلرسون تردّت معنويات الدبلوماسيين الأمريكيين إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق؛ كما أن أداءه على صعيد توضيح السياسة الخارجية لبلاده كان الأسوأ؛ لقد كره تيلرسون التحدث للصحفيين وفي عامه الأول كوزير خارجية نادرا ما تحدث للصحفيين.
ورصدت المجلة تعدّيات متكررة على مهام تيلرسون سمح بها ترامب؛ ومن تلك: تدّخل جاريد كوشنر، صهر ترامب، في علاقات أمريكا مع كل من الصين والمكسيك وغيرهما؛ هذا فضلا عن غرام ترامب بتدوين تغريدات يقيّم فيها أداء تيلرسون، ومن ذلك أن تيلرسون بعد أن أعلن عن اقتراح عدد من خطوط التواصل مع كوريا الشمالية كأساس ربما لفتح باب المفاوضات - دخل ترامب على الخط مغردا بأن ذلك "مضيعة للوقت".
وقالت الإيكونوميست إن خروج تلرسون كان متوقعا منذ عدة أشهر؛ وقد كشفت النيويورك تايمز في نوفمبر عن خطة مسربّة لاستبدال مايك بومبيو ب تيلرسون. ويقول مسؤولون في البيت الأبيض إن ترامب أراد ذهاب تيلرسون من أجل المجيء بفريق جديد في مكانه قبل إجراء المحادثات مع نظام كيم جونج أون في مايو المقبل.
ورأت المجلة أن بومبيو، عضو الكونجرس الجمهوري سابقا والقادم من كنساس، يبدو منسجما مع المستر ترامب أكثر مما كان يبدو تلرسون، كما أنه من المرجح أن يناصر نظرية ترامب الخاصة ب "أمريكا أولًا" على المسرح العالمي أكثر مما كان تيلرسون يناصرها.. وقد قال ترامب يوم إقالة تلرسون إن الرجلين (بومبيو وتلرسون): "يكادا يكونان دائما على نفس المستوى"، وإذا صحّ قول ترامب ولو في جزء منه، فإن الأمر مدعاة للقلق.