فجر ترشيح جماعة الإخوان المسلمين للسيد 'خيرت الشاطر' علي المقعد الرئاسي العديد من الأسئلة الصعبة، بل الشائكة، والتي تحتاج لإجابات واضحة، ممن يتابعون مجريات ما يحدث في البلاد هذه الأيام: أولها: لماذا اتخذ الإخوان المسلمون هذا القرار، وفي هذا الوقت المتأخر؟ خاصة أن المبررات التي ساقوها في البيان الذي أعلنه محمود حسين أمين عام الجماعة في المؤتمر الصحفي مساء السبت الماضي، لا تحمل جديدًا، بل هي من عوارض السياسة المتعارف عليها، فحدوث أزمات، أو صدامات مع الحكومة، أو مآزق في اللجنة التأسيسية هي تطورات عادية، لا يغيب توقع حدوثها عن فطنة الإخوان، الذين يمارسون العمل السياسي منذ نحو الثمانين عامًا؟ وثانيها: إذا كان موقف الإخوان المسلمين من منصب الرئيس، قد اتسم بالحزم، والوضوح، وأكدته تصريحات متتالية لقيادة الجماعة بعدم الترشح، وترك المجال لمرشح 'مسلم' وليس 'إسلامي' وكان هذا القرار سببًا في فصل د.عبدالمنعم أبو الفتوح من الجماعة لتمرده علي القرار .. فماذا تقول الجماعة عن نفسها بعد تراجعها .. ألم يكن من الأجدي التراجع عن قرارها بحق د.أبو الفتوح، ودعمه كمرشح للرئاسة، تكفيرًا عن موقفها منه؟ وثالثها: لماذا لم تراع الجماعة طبيعة علاقتها بمفكر كبير، محسوب دائمًا علي الجماعة رغم عدم انخراطه في صفوفها، وهو الدكتور محمد سليم العوا، صاحب العلاقة الإنسانية والسياسية والفكرية مع الجماعة بل ان مرشد الإخوان 'د.محمد بديع' كان قد صرح مؤخرًا بأن الجماعة كانت تتجه لدعم د.العوا، إلا أن إعلان د.أبو الفتوح ترشحه هو الذي حال دون ذلك، وهنا يبقي السؤال: لماذا لم تصحح الجماعة قرارها وتصوبه بدعم د.العوا، وهو مفكر وسياسي وصاحب مواقف مشهودة محل تقدير واحترام. ورابعها: هل يعني هذا القرار أن صدامًا وشيكًا سيحدث بين قطاعات واسعة من السلفيين ممن يؤيدون المرشح حازم أبو إسماعيل، وبين جماعة الإخوان ومرشحها المهندس خيرت الشاطر؟ وخامسها: هل تتوقع جماعة الإخوان المسلمون أن قوي المجتمع المدني سوف تصمت علي هذا القرار، خاصة وأن هناك شعورًا عامًا في الشارع المصري أن الجماعة تريد الاستحواذ علي كل المواقع، ولا تترك لأحد الشراكة في المناصب والمواقع الرئيسية في الدولة؟ وسادسها: وليس آخرها: هل تتوقع الجماعة أن يقف الجيش صامتًا أمام هذا التطور المثير؟ .. بل كيف ستكون ردود الفعل الدولية علي مثل هذا القرار؟ ألف سؤال، وسؤال، تفجره عملية ترشيح المهندس خيرت الشاطر، وهي أسئلة عاصفة، سوف تحدث زلزالاً في قلب الوطن الذي يسعي للخروج من أناته الراهنة، وطن باتت تتجاذبه العواصف من كل اتجاه وتحيطه المخاطر في كل لحظة .. إنها أسئلة شائكه، نطرحها .. ليس رفضًا لترشح المهندس 'الشاطر' ولكنها رؤي سوف يتصاعد لهيبها في الفترة المقبلة.