تبدو التصريحات الصادرة عن جماعة الإخوان المسلمين، بعد قيام ثورة 25 يناير، وكأنها، كجماعة، لا تريد أن تصدق أن ثورة قد قامت، وانها لم تعد محظورة، وأن عليها أن تتصرف بمنطق من يعمل في العلن، وعلي الملأ.. وليس تحت الارض!. فلا يكاد يمر يوم، إلا وتحاول الجماعة التأكيد من جديد، علي انها تستطيع أن تحصل علي أغلبية في مجلس الشعب المقبل، ولكنها لسبب ما، لن تنافس علي هذه الاغلبية، وانما سوف تكتفي بالمنافسة علي 25٪ من اجمالي مقاعد البرلمان، وربما 30٪، وقد تصل الي 50٪.. ولكنها لن تزيد!. ومن الجائز أن تكون هذه أول مرة، يكون فيها حزب قادراً علي أن يحصل علي أغلبية في البرلمان، ثم يتعفف عن بهذا الأسلوب حيازة الاغلبية، ويكتفي بعدد معين من المقاعد، يحدده مسبقاً، ولا يتعداه!. ما معني هذا، وما هي أهدافه، ومنذ متي كانت المنافسة في برلمانات العالم، بهذه الطريقة، وما هو السبب بالضبط، الذي يجعل الجماعة، من خلال حزبها الجديد، تلتزم بألا تكون صاحبة أغلبية في البرلمان، مع ان تحقيق نسبة من هذا النوع، يظل هدفاً أسمي، لأي حزب في أي بلد ينافس غيره من الاحزاب، ويسعي الي السلطة؟!. هل هو »تكتيك« من جانب الجماعة من نوع معين؟!.. هل هو عمل مرحلي له أهداف محددة في ذهنها؟!.. هل هي مناورة منها؟! هل.. هل.. الي آخره؟!.. لا أحد يعرف، ولا أحد يستطيع أن يخمن، ولا حتي الجماعة نفسها تريد من خلال حزبها أن تقول للمصريين، لماذا تستطيع أن تنافس علي الاغلبية، ولماذا في الوقت ذاته ترغب في الابتعاد عن تحقيق أغلبية، وتريد أن تدخل البرلمان بنسبة تحددها هي، ولا يحددها الناخب، ولا غيره؟!. بل ان الامر يزداد غموضاً، عندما يصل الي موضوع انتخابات الرئاسة، فتكتشف انت كمتابع، ان الجماعة لا تريد أن تنافس أصلاً في هذه الانتخابات، ولا تريد أن يكون لها فيها أي مرشح، وترفض ذلك رفضاً مطلقاً لا نقاش فيه، بل وتقول انها سوف تفصل أي عضو في الجماعة يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة، وهي مسألة، كما تري، محيرة، ومثيرة لألف علامة استفهام!. هل تدرك هي مبكراً، أن الرئيس المقبل، سوف يكون عليه مواجهة مشاكل تراكمت علي مدي 30 عاما ، وانه، مهما كانت قدراته، لن يستطيع مواجهتها، وسوف يجد صعوبة بالغة في التعامل مع قضايا تراكمت هكذا عاماً بعد عام، طوال فترة حكم الرئيس السابق، وسوف يكون، كرئيس للدولة، في حرج بالغ، أمام ناخبيه ومواطنيه، وسوف.. وسوف.. وهي لا تريد ذلك لمرشح يخرج من بين صفوفها؟!.. هل يمكن أن يكون تفكيرها بهذه الطريقة، وهل تريد أن تعمل وتخطط بهدوء علي مستوي التشريعات والقوانين، في البرلمان، وتترك موقع الرئيس، لغيرها، لانه موقع يمكن أن يصطدم علي كل حال، بالغرب والولايات المتحدة، لو كان شاغله في الوقت الحالي إخوانياً، ولذلك، تتجنبه هي، وتؤجل صداماً من هذا النوع، الي وقت لاحق سوف يحين وتكون له ظروفه؟!. الجماعة، في الحالتين.. حالة انتخابات البرلمان، وحالة انتخابات الرئاسة، تقول كلاماً، ولكنها لا تقول ما يبرره، وتجعل كل عبارة صادرة عنها، مقرونة بعلامة استفهام كبيرة، ولا تنتبه الي أن ذلك كله يجعل المواطن المتابع للصادر عنها، يشك فيها، ويرتاب، ولا يصدقها، الي أن يرى العكس!.