مع انطلاق سباق الرئاسة وكثرة المرشحين مازالت أسواق المواد المستخدمة في الدعاية الانتخابية من أقمشة وورق وشركات طباعة ودعاية وإعلان تعاني ركودًا شديدًا حيث ينتظر الجميع في مناطق العتبة والموسكي والفجالة ووكالة البلح انطلاق حملات المرشحين لإحداث رواج في عملية البيع والشراء.. هذا وتتربع المطبوعات والملصقات الانتخابية علي عرش الأساليب الدعائية وتحقق للمرشح غرضه في التواصل مع ناخبيه، والتي تتنوع ما بين منشورات وصور ولافتات بالشوارع للتعريف بالمرشحين لمنصب الرئيس القادم. 'الأسبوع' حاولت الاقتراب من هذه الصناعة أو عالم الدعاية الانتخابية للتعرف علي التطورات التي لحقت به وهل هناك أساليب جديدة في الدعاية؟ وهل بدأت حملات المرشحين للرئاسة أم لا؟ البداية كانت في سوق الأقمشة وبالأخص في الموسكي ووكالة البلح التي لا تزال تعاني كسادًا شديدًا حتي الآن رغم بدء السباق الرئاسي منذ أكثر من 6 أشهر علي المستوي الدعائي للمرشحين. فقد أكد عدد من أصحاب المحلات أن مرشحي الرئاسة لم يبدأوا بعد في شراء الأقمشة اللازمة للافتات باستثناء حازم صلاح أبو إسماعيل الذي يقوم عدد من مويديه بزيارة محلات الأقمشة للحصول علي عدد قليل من اللافتات لحين البدء بشكل رسمي في الدعاية، أما عن أنواع الأقمشة المستخدمة في الدعاية وأسعارها فيقول عصام البرعي صاحب أحد محلات الأقمشة إن المرشحين يفضلون أنواعًا معينة من الأقمشة الخاصة بالدعاية وهي 'سنتا' ويبلغ طول التوب 40 مترًا وسعر المتر 3 جنيهات وهو يكفي لعمل 13 يافطة، طول اليافطة 3 أمتار وثاني الأنواع هو 'ازيز' طول التوب 30 مترًا وسعر المتر يتراوح ما بين 4 و6 جنيهات وهو أكثر الأنواع استخدامًا بجانب أنواع 'البفتة' و'الترجال' و'الداكرون' وذلك لانخفاض أسعارها وسهولة الكتابة عليها مما يسهل طباعة صور المرشحين بالإضافة لقدرتها علي امتصاص الأحبار والألوان المستخدمة في الكتابة، ويسهل الطباعة عليه، هذا وتوقع أصحاب محلات الأقمشة رواجًا شديدًا في البيع مع بدء الدعاية الانتخابية بعد وانتهاء مهلة الحظر التي حددتها اللجنة المسئولة عن الانتخابات وهو ما أضر بالموسم من وجهة نظرهم. وبسؤال عدد من أصحاب محلات بيع الورق لم يختلف الأمر كثير مازالت حركة البيع والشراء عادية وهو ما أكده هشام عبدالحميد تاجر ورق بالموسكي التي لم يلاحظ أي فرق في المبيعات حتي الآن رغم بدء السباق الرئاسي الرسمي، وحتي الآن لم يقم المرشحون بشراء كميات كبيرة من الورق، أما عن الورق المستخدم في الدعاية الانتخابية فيقول جمال أمين صاحب مطبعة. بشارع الجيش إن الوضع في الانتخابات الأخيرة اختلف كثيرًا، فبعد أن كانت صور المرشح في السابق تطبع علي ورق عادي 70 أو 80 جراما أصبحت تطبع علي ورق مقوي في العادة 'كوشيه دوبلكس' من فئة 175 جرامًا، كما استخدم المرشحون الألوان المختلفة بعد أن كانت الصورة تطبع لونًا واحدًا أو لونين؛ وهذا الشكل الجديد من الدعاية يطبع بتكلفة أعلي بكثير من السابق. تصل إلي 600 جنيه لكل 1000 بوستر مقاس 25 * 30 أما إذا كان البوستر ورقًا عاديًا فصل ألوان فيتم طباعة ال 1000 ب 350 جنيهًا والأحجام الأكبر حسب الاتفاق. ويزيد من هذه التكلفة أن معظم المرشحين لا يكتفون بذلك بل يطلبون الصورة 'البانر' ذات التكلفة المالية المرتفعة والحجم الكبير بالأمتار وليس بالسنتيمترات نظرًا لطباعتها وفق طريقة خاصة بأجهزة الكمبيوتر علي مادة بلاستيكية خفيفة، وتثبت في إطارات خشبية ثم تعلق علي حوامل أو يتم تعليقها علي واجهات المباني المرتفعة وعن أسعار 'البانر' يقول هشام يحيي صاحب شركة دعاية إن تحديد الأسعار بالاتفاق وكل من يعمل في حملات المرشحين 'حريف فصال' فأسعار البانر العادي تبدأ من 25 جنيهًا للمتر وقد يصل إلي 300 جنيه للبانر الواحد. أما عن صناعة صور المرشحين فيقول رضا السيد محمود صاحب شركة دعاية بالموسكي إن الصور المستخدمة في الانتخابات الرئاسية في الغالب يتم إعدادها بشكل معين، حيث يقوم فريق الدعاية بتصوير المرشح في هيئة جذابة وبأجهزة ذات تقنية عالية من أجل الحصول علي صورة شخصية واضحة يستخدمها مهندس الدعاية في تصميم 'البوستر'. ويلي ذلك مرحلة 'فصل الألوان' في معمل خاص قبل الدفع بها للمطبعة لطباعة آلاف النسخ منها، ومعظم المصممين يبرعون في استخدام الألوان في بوسترات 'صور المرشح' لكن القليل منهم الذين يبدعون أفكارًا معينة. أما بالنسبة للألوان المستخدمة في اللافتات فيغلب عليها ألوان علم مصر'الأحمر والأبيض والأسود' دلالة علي الوطنية. أما سوق الخطاطين فلم يغب عن المشهد أيضًا ليحصل علي نصيبه من كعكة الانتخابات الرئاسية، حيث من المنتظر أن يشهد انتعاشًا خلال المرحلة المقبلة ومع بدء الموسم الحقيقي للدعاية الانتخابية.. وهو ما جعل كل شركات الدعاية تستعين بهم خاصة أن أنواع اليفط القماش تعد من أرخص أنواع الدعاية مما يقلل تكلفة كتابة اليفطة تتراوح ما بين 8 و 10 جنيهات للمتر كتابة يتم فيه كتابة اسم المرشح وشعاره الانتخابي وتستغرق هذه العملية ما بين 45 إلي 60 دقيقة.