اختتم الملتقى الدولى للفنون الشعبية فعاليات دورته السادسة التى جاءت تحت عنوان: «التراث الثقافى غير المادى والتعليم.. رؤية عربية» وهى مهداة إلى د. محمد الجوهرى رائد علم الفولكلور. الملتقى نظمه المجلس الأعلى للثقافة بقصر ثقافة الأقصر فى الفترة من 18 - 20 ديسمبر 2017م، وحضره أكثر من 80 باحثًا من 15 دولة عربية هى: الأردن - الإمارات - البحرين - تونس - الجزائر - السعودية - السودان - العراق - سلطنة عمان - فلسطين - لبنان - ليبيا - المغرب - موريتانيا، بالإضافة إلى الدولة المضيفة «مصر». وكرّم الملتقى اسمىْ الرمزين الثقافيين الباحثين فى علم الأدب والفولكلور الشعبى د. عبدالحميد حواس ود. نبيلة إبراهيم. كما تم تكريم د. على عبدالله خليفة ود. محمد عمران. وقد خلص الملتقى إلى مجموعة من التوصيات أعلنها د. محمد غنيم، وهذا نصها: إدانة القرار الأمريكى بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وما يترتب على هذا القرار، والتأكيد على عروبة القدس. إدانة كافة أعمال الإرهاب والعنف فى دول العالم، مع دعم الجهود المبذولة فى مواجهته، والاستفادة من التراث الثقافى غير المادى العربى للحث على نبذ العنف والتطرف. دمج التراث الثقافى غير المادى فى المنظومة التعليمية، ومراعاة الضوابط اللازمة لهذا الدمج والاستفادة من الخبراء المتخصصين فى هذا المجال، والتأكيد على المشتركات الثقافية الشعبية بين المجتمعات العربية. تثمين الاهتمام بالمسابقات والأنشطة ذات الصلة فى المدارس والمؤسسات الثقافية والتربوية والفنية. الاهتمام بتعريف الأطفال بالصناعات التراثية المختلفة من خلال إعداد برامج لرحلات مدرسية إلى مراكز الصناعات التراثية. تأهيل موضوعات وعناصر التراث الثقافى غير المادى، بواسطة تقنيات العصر الحديث، بما يتيح مواد تعليمية تتناسب مع جميع المراحل العمرية والتعليمية، وبث ذلك على قناة يوتيوب، مع التأكيد على انتقاء أعمال متميزة. الاستفادة من قواعد البيانات التى تم إنجازها خلال السنوات السابقة واستكمالها بشكل مستمر، وإيجاد صيغة مناسبة لدمجها وتكاملها. إتاحة عناصر التراث الثقافى غير المادى للمبدعين فى مجالات الإبداع المختلفة، بما يدعو إلى إعادة بث قيم الانتماء والولاء والتسامح وقبول الآخر. الاستفادة من المحتوى القيمى والتربوى للحكايات الشعبية وإعادة بثها لطفل ما قبل المدرسة. الاهتمام بإدراج الحِرف الشعبية فى مجال التعليم الفنى. دراسة التجارب العالمية والعربية فى إدماج التراث الثقافى غير المادى فى المنظومة التعليمية، واختيار أفضلها، وحث الوزارات المعْنِية بالتعليم فى الدول العربية على مناقشتها وتحديد آليات التنفيذ من خلال عقد الدورات التدريبية، وورش العمل الضامنة لنجاح التنفيذ. الدفع بأهمية عقد الملتقيات القادمة بالتناوب فى محافظات مصر لنشر التوعية بالموروث الثقافى والاهتمام به. الاستفادة من التراث الثقافى غير المادى كأحد عناصر الصناعات الثقافية فى مشروعات التنمية المستدامة، وتشكيل لجنة لمتابعة التوصيات الحالية والسابقة، ووضع الآليات المحققة لتنفيذها. وكان وزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم قد افتتح أعمال الملتقى يرافقه د. محمد سيد بدر، محافظ الأقصر، والدكتور حاتم ربيع، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ومقرر الملتقى د. سميح شعلان والدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة. وألقى الوزير محاضرة بعنوان: «الإرهاب شجرة خبيثة يريد محو تراث الأمة العربية». هذا وقد ناقش الملتقى، على مدى جلساته الإحدى عشرة، العديد من المحاور الفكرية والقضايا المهمة من هذه المحاور: • محور: «د. محمد الجوهرى رائدًا لعلم الفولكلور»، وتحدثت فيه د. علياء شكرى عن مشوار الجوهرى ومسيرته، فهو أول مصرى يحصل على الدكتوراه فى علم الفولكلور من جامعة متخصصة هى جامعة «بون» بألمانيا عام 1966، وقام هو وفريق من الباحثين بإنشاء أطلس للفولكلور منذ بداية السبعينيات بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية، وتحدث د. أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، عن مفهوم الفولكلور عند د. محمد الجوهرى، وقرأت د. هناء الجوهرى (كريمة د. محمد الجوهرى) كلمة والدها الذى طالب من خلالها كافة الباحثين المعنيين بمجال التراث ببذل الجهد العلمى المنشود لتسجيل وتصنيف وضغط عناصر التراث الشعبى المصرى بدءًا من محافظات الصعيد الأعلى التى تقف -كما وصفها- على عتبات نهضة تحديثية عظمى. • محور: «الحرف الشعبية بين الحفاظ على الهوية والتنمية»، وتحدث فيه من الباحثين د. أمانى سليمان قائلة: إن كثيرًا من المؤسسات قامت بتوثيق وتحليل العديد من الحرف الشعبية التى تمثل جزءًا كبيرًا من الهوية. وأضافت: إن قيام المؤسسات غير المختصة بهذا العمل يعد مشكلة وخطرًا كبيرًا على تلك الحرف. • محور: «التعليم ودوره فى صون التراث الثقافى الشعبى»، وقد غطاه عدد من الباحثين منهم د. مصطفى عبدالقادر الذى قدم ورقة بحثية عن «التعليم ودوره فى صون التراث الثقافى الشعبى - التراث الثقافى الشعبى النوبى»، موضحًا أنه يؤيد تضميم التراث الشعبى الثقافى ضمن التعليم، وموصيًا بأن يتم تدريس مادة الثقافة الشعبية ضمن المنهج النظامى للتربية والتعليم، ومتمنيًا أن تكون نقطة البدء من النوبة. • محور: «الحدوتة والحكاية ودورهما فى حفظ التراث». عرض فيه عدد من الباحثين أطروحات ورؤى مهمة؛ فقد تحدث د. خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبى بجامعة القاهرة، عن «الحدوتة» واصفًا إياها بأنها سرد شعبى جمهوره الأساسى من الأطفال. وعدد «أبو الليل» وظائف الحدوتة وهى: التعليم والتربية والمحاكاة والتسلية، فهى منهج تربوى تعليمى إذ أحسن تقديمه واستغلاله. كما تحدث فى هذا المحور -أيضًا- د. فاروق مصطفى عن البطل الأسطورى ودوره فى تشكيل الشخصية القومية من خلال عرضه لثلاثة نماذج هى: البطل حورس فى مصر القديمة، وأبو زيد الهلالى فى الملاحم العربية، وأسطورة (النص نصيص) فى شمال سيناء. وتأكد لدى مصطفى عبدالقادر من خلال التحليل البنائى عند العالم الأنثروبولوجى كلودليفى شتراوس، أهمية أولئك الأبطال الأسطوريين وتأثيرهم على الشخصية القومية. • محور: «آليات دمج التراث الثقافى غير المادى فى التعليم»، تحدث فيه د. حكمت النوايسة (الأردن) عن «آليات دمج التراث الثقافى غير المادى فى التعليم»، موضحًا أنه من الممكن أن تتم الآليات من خلال طريقتين: الأولى بالبحث، والثانية من خلال الأنشطة. كما شاركت فاطمة الغندور بورقة بحثية عنونتها ب«تعليم التراث الثقافى غير المادى بين النظرية والتطبيق»، مؤكدة ضرورة أن ندرس فكر وخيال الأطفال لنتمكن من جذبهم للأنشطة. • محور: «السياحة وأثرها فى تعلم الموروثات الشعبية». تحدث فيه خطرى عرابى عن «السياحة وأثرها فى تعلم الموروثات الشعبية - الواحات البحرية نموذجًا» قائلًا: لقد وضعت الواحات البحرية فى العقدين الأخيرين على خريطة السياحة وتنوعت فيها السياحة، ورصد الباحث التنافس الواضح لجذب السائحين؛ لذا حاولت عدة فنادق إقامة حفلات فولكلورية أنتجت ثمارًا مادية. • محور: «الأمثال الشعبية وأهميتها»، وقد أسهمت فيه د. ليلى يوسف ببحث عن «الحكمة الشعبية فى التراث»، وعبرت عن ولعها بالموروث الشعبى الشفاهى، الذى جمعت فيه الباحثة عدة أشكال كالأغانى والعدودة والأمثال الشعبية التى تعد أكثر هذه الأشكال انتشارًا وذيوعًا، وعددت على الحضور كثيرًا من هذه الأمثال. وعن مصطلح «التراث الثقافى اللا مادى» تحدث د. محمود النوبى قائلًا: إنه كما وصفته اليونيسكو هو: كل الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات وما يرتبط بها من آلات ومصنوعات وأماكن ثقافية. وأكد «النوبى» أن التراث الثقافى اللا مادى هو الذى يحافظ على الهوية الثقافية ويرتقى بأشكال التعبير الثقافى للمجتمع. وقد أقيمت على هامش الملتقى عدة فعاليات ، جاءت فى مقدمتها الأمسية الشعرية على ضفاف نهر النيل بالأقصر، وشارك فيها أكثر من ثلاثين شاعرًا من مختلف الدول العربية من ضيوف الملتقى، منهم: د. على عبدالله خليفة (البحرين)، د. حكمت النوايسة (الأردن)، د. عبدالعزيز مسلم (الإمارات)، والكاتب الصحفى محمد البغدادى، وفارس خضر، ود. همت مصطفى، ود. خطرى عرابى، وحسين القباحى، ود. كمال مغيث، ود. سميح شعلان. ومن شعراء الأقصر: حسن عامر، الحاصل على المركز الثالث فى مسابقة «أمير الشعراء» التى أقيمت بأبو ظبى، والشاعر يحيى سيد كامل، والشاعرة القنائية اعتماد عبده. كما صاحب الملتقى معرض للحرف التقليدية والفنون التشكيلية، ومعرض لإصدارات وزارة الثقافة بخصم 50٪ على إصدارات المجلس الأعلى للثقافة، وزيارة إلى معبد الكرنك.