مازالت ردات الفعل المستنكرة والمستهجنة تتوالى من كل دول العالم على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعترافه بالقدس كعاصمة لإسرائيل ، وجاءت كل قرارات رؤساء وحكومات الدول وكذلك المؤسسات الدولية والشعوب رافضة لهذا القرار ومعترفة في نفس الوقت بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدسالشرقية ، بما يقر ولأول مرة اجتماع العالم على كلمة واحدة تتعلق بالاعتراف بالحق والعدل والوقوف في وجه الظلم والتحيز الغير مشروع لدولة إسرائيل . جاء هذا القرار من جانب الرئيس الأمريكي قرار أهوج ومندفع لصالح إسرائيل على حساب الشرعية والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني متوهما أنه سوف ينفذ جريمته ليقرها المجتمع الدولي ومتحسبا وفق تصوره بأن قرار سوف يحدث زوبعة عربية يمكن أن تذوب وتنتهي خلال أيام حتى تسقط القدس بعدها في أيدي الصهاينة إلا أن أهل الخير من الشعوب وزعمائها المحبون للسلام والمعترفون بالشعوب والمحبين لحركة الخير والإعمار في الأرض مازالوا باقون عندما وقفوا جميعا في وجهه كاشفين خداع وأوهام أمريكا التي تتغنى بالحرية والديمقراطية وحق الشعوب في الحياة ليل نهار ليصبحوا هم مصدري الشر ومشجعي الظلم والحروب والنزاعات والإرهاب بالعالم ليصبح ثمن فضح هذا القرار الجائر والغاشم فاضحا لدولة أمريكا التي كانت تتغنى بالسلام وتعين نفسها وصية عليه ، وليأتي رهان ترامب خاطئا بعد تلك الاحتجاجات والرفض الفلسطيني والعربي والإسلامي الدولي الذي أقر بعدم مشروعية أمريكا في قرارها الأحادي وقفزها ظلما على كل الاتفاقات والمعاهدات المبرمة بين فلسطين وإسرائيل ، بل لقد جاء هذا القرار كاختبار لنوايا الشعوب الحرة وقاداتها في اختيار الانحياز للحق أو الانحياز لطريق الباطل ، جاء قرار ترامب ليوحد المسلمين والمسيحيين في فلسطين والعالم بعروبة القدس وهويتها الدينية والتاريخية لأصحاب الديانات السماوية بحكم الجغرافيا والتاريخ والثوابت المادية والحضارية التي توجد في أرض فلسطين عبر آلاف السنين ، وليقر العالم بقدسية وعروبة القدس إلى الأبد بعد أن ارتفع صوت الضمير الإنساني في وجه الوحشية والظلم والعنصرية التي لا تعترف بحقوق الأخرين . لقد جاءت ردات فعل المنابر الدينية بالعالم قوية من مساجد وكنائس وبيوت يذكر فيها اسم الله تقر جميعها بعروبة القدس وثوابتها الدينية من المسجد الأقصى إلى المساجد القديمة ووصولا إلى كنيسة القيامة الرمز الأكبر للديانة المسيحية بالعالم وارتباط تلك الأماكن بالعقيد الدينية الروحية المسيحية منها والإسلامية بل وبوطنية القدس التي عانت طويلا من تدنيس قوات الاحتلال لهذا المكان المقدس وعلى رأس تلك الأفعال تصريحات بابا الفاتيكان وتصريحات شيخ الأزهر بمصر الرافضة لقرار ترامب والداعية إلى وقوف العالم مع حقوق الشعب الفلسطيني . لقد نجح الفلسطينيون عبر صمودهم وتضحياتهم ومعاناتهم طوال قرن بأكمله أن يتمسكوا برغم عذابهم وآلامهم بأرضهم وديارهم وتاريخهم وقدسهم ووافقوا على أن يقتسموا فلسطين بينهم وبين الصهاينة ورغم ذلك لم يلاقوا من عدوهم غير العذاب والإذدراء والقتل والتهجير والتهويد ، ولكنهم بثقتهم في ربهم وإيمانهم بقضيتهم اعتراف بهم العالم عبر مؤسساته وهيئاته حتى أصبح علم فلسطين الحر يرفرف عاليا على مبنى الأممالمتحدة وعلى مبنى اليونسكو والكثير من سفارات فلسطين في دول العالم مما يثبت أن الحق آت وأن القدس راجعة برغم المؤامرات وبرغم المعاناة والظلم والجبروت الإسرائيلي ، والدليل على ذلك أن الفلسطينيين فد توحدوا الآن في الداخل والخارج ضد عدوهم كما أنهم كسبوا تعاطف العالم ووقوف ومساندة الدول العربية والإسلامية لهم ولقضيتهم وهذا التضامن الدولي الكبير الغير متوقع من كافة الدول والمؤسسات الدولية التي اعترضت على قرار أمريكا واعترفت في الوقت نفسه بحق الشعب الفلسطيني في دولته وعاصمتها القدس الشريف . ومن ردات الأفعال الدولية التي أتت تباعا خلال الأسبوع الماضي وبعد قرار ترامب الملعون يوم الأربعاء الموافق السادس من ديسمبر الجاري اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة وإعلانهم الرفض القاطع للقرار الأمريكي ، ثم مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الطارئ الذي عقد بتركيا ، وقد دعا البيان الختامي فيه المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالقدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وتحقيق السلام العادل الشامل القائم على أساس حل الدولتين . وأكد قادة الدول والحكومات المشاركين في قمة منظمة التعاون الإسلامي، التي اختتمت في اسطنبول الأربعاء، رفضهم وإدانتهم لما سموه بالقرار الأحادي وغير القانوني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، واعتبر المشاركون في القمة. القرار لاغيا وباطلا واعتداءً على الحقوق التاريخية والقانونية والطبيعية والوطنية للشعب الفلسطيني وتقويضا متعمدا لجميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام ،واتهموا قرار ترامب بأنه يصب لصالح التطرف والإرهاب ويهدد السلم والأمن الدوليين ، وقد وصف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في الكلمة التي ألقاها في القمة، قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنه "جريمة كبرى ، ورأى أن أمريكا بعد انحيازها الظالم لإسرائيل لم تعد صالحة لأداء دور الوسيط في المنطقة وعملية السلام . وقد أثار إعلان ترامب تصريحات نارية بين نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووتر العلاقات بين الدولتين المتحالفتين مع الولاياتالمتحدة بعد أن تحسنت العام الماضي عقب انقطاع استمر لست سنوات جراء اقتحام إسرائيل سفينة مساعدات تركية متوجهة إلى غزة. ووصف إردوغان إسرائيل يوم الأحد بأنها دولة إرهابية ، كما هاجم أردوغان يوم الاثنين الماضي واشنطن وقال في كلمة ألقاها في أنقرة أصبحت الولاياتالمتحدة شريكة في إراقة الدماء بقرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل . وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد صرح عقب لقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق يوم الاثنين بالقاهرة إن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس سيكون له آثار خطيرة على مستقبل الأمن والسلم في المنطقة وهو ما أكده الرئيس بوتين وأكدته الخارجية الروسية الرافضة لهذا القرار والمؤيدة للقرارات الدولية والمقرة بحقوق الشعب الفلسطيني وحل الدولتين , كمان مصر فد تقدمت الامس بمشروع قرار لمجلس الامن ضد قرار ترامب الجائر تجاه القدس بتنسيق فلسطيني وعربي ودولي باعتبارها عضو غير دائم فى مجاس الامن , والاستعداد لعرض مسودة مشروع القرار علي الاممالمتحدة في حالة رفض امريكا القرار باستخدام حق النقض الفيتو لاحقا. البرلمانات العربية بالمغرب تدين قرار ترامب اعتبارالقدس عاصمة لإسرائيل ومن ردات الفعل القوية والمؤثرة في قرار ترامب كانت التوصيات القوية الصادرة من اتحاد البرلمانات العربية التي انعقدت في جلسة استثنائية لها في مدينة الرباط المغربية وبحضور رؤساء البرلمانات العربية والتي أجمعت يوم الخميس الماضي على إدانة قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يوم الاربعاء قبل الماضى الموافق للسادس من ديسمبر الجاري، محذرين من تداعيات هذا القرار على المنطقة، خصوصا أن ما حصل يعد استفزاز لمشاعر المسلمين والمسيحيين في فلسطين, وبدعوة من الحبيب المالكي رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس مجلس النواب احتمع رؤساء البرلمانات العربية بالمغرب وأكدوا أنه لا سلام في المنطقة دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقا لما ينص عليه القانون الدولي، معتبرين أن القدس كانت وستظل عاصمة لدولة فلسطين, وفِي الكلمة الافتتاحية اعلن المالكي من ان الإِدارةَ الأمريكية اختارتِ الاختيارَ الخطأ بل وإِلاعلان عنه ايضا في الزمنَ الخطأ لأنه جاء بعد أَيامٍ معدودةمن إِحياءِ المنتظَم الدولي لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، معتبرا إياه مخالفا للشرعيَّةِ الدولية وللقانونِ الدَّولي بل بَاتَ معزولاً سياسيّاً ودبلوماسيّاً وأَخلاقيّاً ولن يكونَ له أَيُّ أَثَر قانوني , وأكد المالكي أن القرارَ الأمريكي قرار ظالم ويقَوّضُ أُفُقَ السلام ويهدفُ الي نسف إِمكانية قيام دَولَتَيْن، مشددا على أنه قرار ضد حقِّ الشعب الفلسطيني الثَّابِتِ المشروعِ و ضد الأمة العربية والاسلامبة ، وقد استنكر النواب البرلمانيين العرب موقف الإدارة الأمريكية التي يفترض فيها الحياد ولكنها بدلا من ذلك لم تكن وسيط نزيه فى عملية السلام والرباعية عندما انحازت للاحتلال على حساب الفلسطينيين وحقوقهم وكانت خصما لاحكما عادلا معلنين رفضهم لقرار ترامب حول اعترافه الاحادى تجاه القدس كعاصمة لاسرائيل , كما اكدوا خلال كلماتهم بأن ما أقدم عليه ترامب يعدّ قرارا خطيرا ومنفردا هدفه مصادرة الحق من أصحابه ومنحه للمحتل الغاشم، واصفين القرار بالعنصري المنحاز لاسرائيل، وخروجه عبى السرعية الدولية والمجتمع الدولي ,وقد جائت تلك الدورة الاستسنائية من أجل بحث التطورات الأخيرة المرتبطة بوضع القدس الشريف ونجدة الشعب الفلسطينى لاتخاذ موقف رادع وحازم يرقى إلى مستوى التحديات الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية في أَعقابِ قرار خطيرومصيري ظالم على هذا النحو, كما استنكر رؤساء البرلمانات العربية افتحام المستوطنين مع فوات الاحتلال اقتحام المسجد الاقصى وتمسك بلدانهم بمواقفها الثابثة والراسخة في دعم الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وان ما حصل يعد استفزاز لمشاعر المسلمين والمسيحيين في فلسطين. وكان البرلمان المغربي قد عقد جلسة مشتركة بين مجلسي النواب والمستشارين عبر خلالها عن رفضه للقرار الأمريكي باعتباره قرارا يفتقد لأي سند شرعى او قانوني سياسي ، ويعلبر لذلك خارجا علي الشريعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة, وأضاف بيان البرلمان المغربي أن هذا القرار سيسقط عن الولاياتالمتحدةالأمريكية صفة الدولة الكبرى الراعية للسلام في الشرق الأوسط، ويحول وضعها الاعتباري من حكم إلى خصم في مسلسل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين , ولهذا فقد أعلن رؤساء البرلمانات العربية عن سحب الرعاية من الولاياتالمتحدةالأمريكية كدولة راعية للسلام، وذلك لخروجها الصريح عن الشرعية والقانون الدوليين، واختيارها الواضح أن تكون طرفاً خصماً لا حكماً كما كان ينبغي أن يكون عليه الأمر. واكد رؤساء البرلمانات العربية، على دعم وحماية الرئيس محمود عباس، ودعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله المشروع للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي ولنيل كافة حقوقه في العودة، وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 1967، ورفض أَيِّ مقترحاتٍ أو محاولاتٍ لفرض حل منقوص على الشعب الفلسطيني لا يلبي الحد الأدنى من حقوقه التي نصت عليها قرارات الشرعية الدولية , وقرر رؤساء البرلمانات العربية أيضا تشكيلَ لجنة برلمانية للقيام بزيارات واتصالات مع الاتحاد البرلماني الدولي والمجموعات البرلمانية الجيو سياسية داخل الاتحاد، وكذلك البرلمانات القارية والجهوية والاقليمية لتحسيسها بخطورة القرار الأميركي وانعكاساته وتداعياته على مسلسل السلام في الشرق الأوسط، وعلى الوضع الاعتباري لمدينة القدس ومركزها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، فضلا عن السعي العملي المشترك للإبقاء على الوضع القانوني المعترف به والمضمون دوليا للقدس. تداعيات وردات فعل الموقف الدولي من قرار ترامب بشأن القدس عبر عشرات النواب الأوروبيين، المجتمعين في آخر دورة للبرلمان الأوربي لسنة 2017، المخصصة لمناقشة التقرير السنوي للجنة المكلفة بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية الثلاثاء الماضى عبروا عن رفضهم لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، معتبرين القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين. واستأثر موضوع اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي، باهتمام النواب الأوروبيين، حيث اعتبروا أن السلوك الأمريكي لن يزيد الوضع سوى تعقيدا، مشددين على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، مطالبين الاتحاد الأوروبي باتخاذ مواقف واضحة مما يجري في الشرق الأوسط. وفي الوقت الذي عبر فيه فريق الاشتراكيون الديمقراطيون بالبرلمان الأوروبي، عن رفضهم لقرار ترامب بشأن القدس، ودعوتهم للبرلمان بالاعتراف بدولة فلسطين، وأن مثل هذا القرار يقوض فرص السلام، عبر الديمقراطيون المسيحيون عن مساندتهم المتحفظة للقرار، معتبرين إياه صحيحا، غير أنهم أبدوا عدم رضاهم على طريقة وتوقيت الإعلان عن القرار. واختلفت مواقف باقي الفرق والمجموعات البرلمانية، بين المؤيد بشكل صريح للقرار والرافض له، غير أن الموقف الرسمي عبرت عنه “فديريكا موغريني” الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، التي أكدت أن قرار ترامب لا يتفق مع قرارات مجلس الأمن، وستكون له تداعيات على فرص السلام بالمنطقة، وأن الاتحاد يتمسك بحل الدولتين من أجل تحقيق السلام والأمن بالمنطقة واعتبار القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين. وكانت العاصمة الفرنسية باريس وكثير من المدن الفرنسية قد شهدت مظاهرات ومسيرات احتجاجية اليوم ضد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفرنسا ، وقد حمل المتظاهرين الذين يقدر عددهم بالآلاف من أبناء الجالية العربية والإسلامية ومن الفرنسيين وأبناء الجاليات الأخرى يافطات كتب عليها شعارات تندد بإسرائيل وأمريكا ، كما حملت يافطات أخرى شعارات تضامن مع الجيش الفلسطيني منها " فلسطين ستحيا ، فلسطين ستنتصر " ، حاملين الأعلام الفرنسية وأعلام البلدان العربية والإسلامية تضامنا مع نصرة القضية الفلسطينية ، وكانت فرنسا قداعترضت على قرار ترامب يوم الأربعاء الماضي وتخللت مدنها الكثير من التظاهرات والمسيرات الشعبية التي كان أكثرها عقب صلاة الجمعة يوم 8 ديسمبر الماضي ، وكانت فرنسا وعلى لسان الرئيس ماكرون والمتحدث باسم الخارجية الفرنسية قد أعلنت تأكيد موقفها بالاعتراف بالقدسالشرقية عاصمة لفلسطين والاعتراض بالرفض الحاسم على قرار ترامب وتبعها في ذلك كل الدول الأوروبية . ترامب وحوار الطرشان مع الاتحاد الاوربي أعلنت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، اليوم الاثنين الماضي رفض دول الاتحاد لنقل سفاراتهم من تل أبيب إلى القدس اقتداءً بواشنطن, واعلنت في مؤتمر صحفي قائلة أعلم أن رئيس الوزراء نتنياهو أعرب عدة مرات عن توقعه بأن الآخرين سوف يتبعون قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وينقلون سفاراتهم إلى القدس يمكنه أن يتوقع ذلك من الآخرين ولكن هذا لن يحدث من جانب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي , وبالعغل فقد حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حلفائه في أوروبا بالانضمام مع الولاياتالمتحدة في اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل لكن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين اعتبروا الخطوة ضربة لعملية السلام و مقابلة طلبه بالرفض , كما اعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين الماضى رفضهم لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأكد الوزراء عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أول زيارة له لمقرالاتحاد الاوربي فبي بروكسل منذ 22 عامًا على التزام الاتحاد الأوروبي بحل الدولتين ولااتزام بالقرارات الدولية والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ومشددين فى الوقت نفسه على موقف الاتحاد بأن الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، ومنها الضفة الغربيةوالقدسالشرقية ومرتفعات الجولان، ليست جزءًا من الحدود الدولية المعترف بها لإسرائيل , وكان نتنياهو قد اعلن ايضا من ان الخطوة التي أقدم عليها الرئيس ترامب تجعل من عملية السلام في الشرق الأوسط ممكنا ”لأن الاعتراف بالواقع هو جوهر السلام وأساسه , الاان تصريحاته كانت كحوارات الطرشان مع دول الاتحاد والدليل علي ذلك هوانه حتى أقرب الحلفاء لإسرائيل داخل أوروبا قد رفضوا هذا المنطق قائلين إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من جانب واحد يهدد بإثارة العنف ويزيد من تقويض فرص السلام ، كما أعلنت وزيرة خارجية السويد رفضها لقرار ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ورفضها نقل سفارة بلدها إلى القدس ، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ”ننتظر بالفعل منذ عدة أشهر المبادرة الأمريكية وإن لم تكن هناك خطة وشيكه سيتعين على الاتحاد الأوروبي الأخذ بزمام المبادرة ، كما أكد الزعماء الأوروبيون في نهاية لقائهم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن قرار القدس يزيد من الحاجة لخطوة أوسع نطاقا نحو السلام ، ودعوا في الوقت نفسه تشجيع الأطراف على السير في الاتجاه الصحيح لإقامة الدولتين واحترام القوانين والشرعية الدولية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم . استمرار الاحتجاجات والمواجهات الفلسطينية في جمعة الغضب الثانية وقد أثار إعلان ترامب الأسبوع الماضي احتجاجات ومسيرات غاضبة في الدول العربية والإسلامية والكثير من دول العالم بعد خروج الملايين في مظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني .، وفي الأراضي الفلسطينية اندلعت احتجاجات واسعة النطاق وأشبه بالانتفاضة رفضا للقرار الأمريكي مما أدى إلى اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال أدت إلى وقوع قتلى وجرحى خلال الأسبوع الماضي وهي المواجهات التي مازالت مستمرة داخل المدن والقرى الفلسطينية في الضفة والقدس وقطاع غزة , وانتفاضة المقدسيون العارمة وبخاصة بعد صلاة الجمعة الماضية وجمعة الغضب الثانية بالأمس . انتفاضة جمعة الغضب الثانية وللجمعة الثانية تتواصل مظاهرات واحتجاجات الغضب التي تنم عن انتفاضة جديدة في الأراضي الفلسطينية من خلال الخروج بعد صلاة الجمعة بالأمس في مسيرات ومظاهرات منددة بالقرار الأمريكي واشتبكت في أكثر من مكان في الضفة الغربية وقطاع غزة مع قوات الاحتلال التي استخدمت ضد المتظاهرين الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياة والاشتباك بعنف مع المتظاهرين الصامدين من أجل حقهم وقدسهم مما خلف 4 قتلى وأكثر من 400 مصاب من جراء تلك الاشتباكات مع قوات الاحتلال ومن ذلك مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى ثم غيرها قرب حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة وقد شهدت المسيرة رفع لافتات منددة بالوعد الأمريكي، وهتافات مناهضة للولايات المتحدة,كما شهدت المواجهات بين قوات الاحتلال والمتظاهرين ا رشق قوات الاحتلال بالحجارة وحرق للإطارات المطاطية ، وفي الخليل اندلعت بالأمس بعد صلاة الجمعة مسيرة حاشدة دعت لها حركتا حماس وفتح والفصائل الوطنية والإسلامية ، وانطلق المشاركون وهم يحملون الرايات الفلسطينية والأعلام ويرددون هتافات مناهضة لإعلان ترامب , كما قمعت قوات الاحتلال الاسرائيلي مسيرة خرجت في مدينة بيت لحم منددة بإعلان ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما ادى الى وقوع اصابات بالاختناق,وتشهد مدينة القدس، حالة من التوتر، خلال الأيام الماضية، بسبب القرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو ما أسفر عن اشتباكات في عدد من المدن الفلسطينية سواء في القدس أو الضفة الغربية أو قطاع غزة ، كما اندلعت المواجهات العنيفة للشعب الفلسطيني ضد الشرطة الإسرائيلية في رام الله ، وتزامن ذلك مع توجه المسيرات فى نابلس وجنين وطولكرم، وسلفيت نحو مناطق التماس تعبيرا عن رفض الاحتلال الإسرائيلى، وتنديدا بالسياسة الأمريكية. طولكرم ورام الله وفي قرية كفر قدوم وبلدتي عزوم وجيوس بالقرب من قليقلة ، وفي البلدة القديمة بمدينة القدس , وقد قامت قوات الاحتلال هاجمت المشاركين في المسيرة التي انطلقت بالقرب من مخيم العزة وصولا الى المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، مطلقة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما ادى الى اصابة عدد من المشاركين بالاختناق ، كما قامت قوات الاحتلال بالهجوم على المصلين بعد الإنتهاء من صلاة الجمعة في سهل عاطفوف، بإطلاق العيارات المعدنية والغاز السام ما تسبب بإصابة العشرات بحالات اختناق ، وكان المشاركون قد ادوا صلاة الجمعة على الشارع الرئيس القدس بالقرب من مخيم عايدة قبيل انطلاق المسيرة , واكد خطيب الجمعةعلي ضرورة توسيع المشاركات الشعبية المناصرة للقدس مع واهمية توحيد جميع فصائل ومكونات الشعب الفلسطيني ومطالبة الدعم العربي والإسلامي والدولي للوقوف في وجه الاحتلال ومخططات ومؤامرات أمريكا المتحالفة مع إسرائيل ضد حقوق الشعب الفلسطيني الأمر الذي يبشر بالخير وباقتراب حصول الشعب الفلسطيني على دولته وعاصمتها القدس الشريف .