المسجد الأقصى هو ثانى مسجد فى الأرض.. بُنى بعد المسجد الحرام ب40 سنة.. عمّره سيدنا إبراهيم ثم إسحاق ويعقوب من بعده.. ثم جدده نبى الله سليمان بعدها بسنين. اسمه الأقصى لأنه بعيد عن المسجد الحرام.. واسمه بيت المقدس.. يعنى البيت المنزَّه والمطهّر.. والأرض المباركة لأن الله تعالى قال: «إلى الأرض التى باركنا فيها».. عاش فيه أنبياء مثل إبراهيم وإسحاق ويعقوب وزكريا ويحيى وعيسى وداوود وسليمان وأنبياء من بنى إسرائيل وعاشت فيه السيدة مريم ودخله يوشع بن نون نبى الله من بعد موسى فاتحًا بعد زمن التيه.. وكان قِبلة الأنبياء.. وكان قبلة لنا بعد الهجرة ب16 - 17 شهرًا تقريبًا.. ثم تم تحويل القبلة للمسجد الحرام. هو ليس المسجد ذا القبة الذهبية، مسجد القبة الذهبية هو مسجد قبة الصخرة. أما المسجد ذو القبة الرصاصية أو البرونزية.. فهو ليس الأقصى أيضا بل هو المسجد القِبْلى الموجود فى الجنوب باتجاه القبلة... أما الأقصى فهو مسجد كبير حوله سور وداخله مآذن ومحاريب وقباب وأبواب وأسبلة مياه ومنابر وأشجار ومبانٍ وأروقة ومكتبات ومدارس وساحات وأغلبه مفتوح وليس له سقف. طبيعة النزاع لكى نفهم طبيعة النزاع لا بد أن نعرف أولًا قصة مسجد قبه الصخرة والذى يُعتبر جزءًا من المسجد الأقصى الذى ينازع اليهود على أن لهم نصيبًا فيه، والحكاية أن الصخرة التى بُنيت عليها القبة كانت قِبلة لليهود بعد موسى وكان هذا الأمر عن تشاور منهم وليس بأمر إلهى. وقيل إنها الصخرة التى صعد منها النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) للسماء فى حادثة المعراج، ولما فتح عمر بن الخطاب رضى الله عنه بيت المقدس سنة 15 ه أمر بتنظيف الصخرة واستشار (كعب الأحبار) وكان يهوديا وأسلم عن مكان يبنى فيه مصلى فأشار عليه أن يبنى المسجد خلف الصخرة.. بحيث يتجه من يصلى وراءها للقبلة وللصخرة فى نفس الوقت.. فرفض عمر الفكرة وبنى للمسلمين مُصلى ( المسجد القِبْلى) وكان مكانه أمام الصخرة وليس خلفها فيتجه المصلى للكعبة دون أن يتجه للصخرة التى ظلت مكشوفة لفترة مِن الزمن، والصحابة والتابعون، لم يكونوا يعظمونها لأنها قبلة منسوخة ويعظمها اليهود. وبعد فترة.. قرر الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان أن يبنى قبة على الصخرة فأتم بناء مسجد قبة الصخرة 65 - 72 ه.. والذى يعَد أقدم أثر إسلامى معمارى باقٍ.. وتوالت السنين وكان أحيانا تحدث زلازل فتتم معالجتها وترميمها حتى جاء الاحتلال الصليبى سنة 493ه.. وانتهكوا قدسية المسجد وحولوه لكنيسة «هيكل السيد العظيم» وبنوا فوق الصخرو مذبح ووضعوا فيها صور وتماثيل.. وعندما فتح صلاح الدين القدس سنة 583ه طهر القبة وأزال المذبح والبلاط الرخامى وجدد التذهيب.. ويبقى السؤال: ما علاقة اليهود بالأقصى؟! مزاعم يهودية اليهود يزعمون أن نبى الله سليمان بنى هيكلاً فوق جبل موريا الذى يوجد فوقه المسجد الأقصى (هيكل بالعبرية يعنى بيت الإله).. وكانوا يعتبرون أن هذا المكان يخصهم قبل هجرتهم من فلسطين وكانوا يريدون بناء دولتهم من جديد وإعادة الهيكل.... وهنا لابد أن نسال سؤالًا: (هل اليهود كان لهم دولة هنا قبل ذلك؟). ولكى نفهم إجابة السؤال علينا أن نعود إلى قصة النبى يوسف وسيدنا يعقوب وأولاده ال12 الذين كانوا يعيشون فِى فلسطين.. وبعدها عاشوا فى مصر.. وقتها كان الهكسوس يحتلون مصر.. وتكاثر بنو إسرائيل حتى أصبحوا 12 قبيلة.. وعندما عاد حكم مصر للفراعنة المصريين من جديد بانتصارهم على الهكسوس طردوا بنى إسرائيل من مصر واستعبدوا بعضهم حتى وُلد فيهم نبى الله موسى بقصته وخرج وعاد لكى يأخذهم معه ودارت بينه وبين فرعون مصر الكثير من المفاوضات ذكرها كلها القرآن. وبعدما خرج بنو إسرائيل من مصر.. قال لهم موسى الكليم: «يا قومِ ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم».. والتى كانوا أصلًا يعيشون فيها من أيام سيدنا يعقوب. هنا توقف لحظة ولا تتعجب فهذه الأرض كتبها الله لهم وقتها لظروف حياتهم وليس طول العمر ووقتها رفضوا العيش فيها وقالوا إن فيها قومًا جبارين فتشردوا 40 سنة مثلما ذكر القران. ولما دخلوها مرة أخرى قسم المؤرخون تاريخهم إلى 3 عهود: عهد القضاة فى البداية.. وكانت هناك حروب بينهم وبين أعدائهم من وقت لآخر.. وعهد الملوك.. «ألم ترَ إلى الملإِ مِن بنى إسرائيل مِن بعد موسى إذ قالوا لنبيٍّ لهم: ابعث لنا مَلِكًا.. نقاتل فى سبيل الله».. الذى هو طالوت والقصة مشهورة.. وعهد الانقسام.. انقسموا لمملكتين.. الأولى كانت فى الشمال واسمها «إسرائيل» أو السامرة وعاصمتها نابلس.. والثانية فى الجنوب واسمها «يهوذا» وعاصمتها القدس.. وتوالى فيهم الأنبياء.. ومع مرور السنين وتعاقب الأجيال وكذّبوا الأنبياء وقتلوهم وحرَّفوا الكتب والنصوص وأخدوا من الدين ما يتوافق مع مزاجهم.. وعندما جاء نبى الله عيسى عليه السلام حاولوا قتله وحاربوه وكانت لهم مشكلات كثيرة مع الروم، فاتشردوا مرة أخرى وظلوا بعدها مشتتين فى الأرض فترات طويلة جدا من الزمن، وقال فيهم ربنا سبحانه وتعالى: «وإذ تأَذَّنَ ربُّك لَيَبعثَنَّ عليهم إلى يوم القيامة مَن يسومهم سوءَ العذاب»، وقال: «وقطَّعناهم فى الأرض أُمَمًا». وفى التاريخ الحديث بعد الحرب العالمية الأولى.. عقدت إنجلترا وفرنسا اتفاقية سايكس - بيكو على ممتلكات الدولة العثمانية وتم التقسيم.. وبدأ اليهود يهاجرون لفلسطين.. حتى جاء وعد بلفور الذى أعطى من لا يملك من لا يستحق.