من يصدق أن أعداد مجلاته تباع حتي الان في كل معارض الكتب وهي من أكثر الكتب رواجا في مصر خصوصا مجلة (التنكيت والتبكيت ) ...كل عصر تجد في مصر نديمها لسانها حارسها الذي يحمل المحروسة علي كتفه دون كلل او ملل انه خطيب الوطنية المصرية بلا منازع الكاتب عبدالله النديم الذي ترك اثرة في المحروسة الناس والأرض والحجر والصحافة كان يملك وعاء معرفي متكامل في عقله وفعلاأثبتت الايام انه كاتب فذ لايتكرر أدوات المعرفة عنده حاضرة متجددة مستمرة متحركة متفاعلة من جيل لجيل هو الثائر الكبير الكاتب و الشاعر و الخطيب و الصحفي ، و لد بالأسكندرية عام 1843 م وحفظ القرآن الكريم و أسس منهج الصحافة الساخرة بجريدة المحروسة و “العصر الجديد ثم أصدر مجلة ‘التنكيت و التبكيت' لمؤازرة الثورة العرابية، فكان عددها الأول بتاريخ 6 يونيو 1881 م ثم جاء إلي القاهرة و أصدر مجلة (اللطائف)، لسان حال الثورة. و أنضم إلي أحمد عرابي و محمود سامي البارودي في معركة التل الكبير ضد الجيش البريطاني المحتل و بعد دخول الإنجليز مصر، اختفي عبد الله النديم عن الأنظار، و حُكم عليه غيابياً بالنفي، و رصدت سلطات الاحتلال و الخديو توفيق 1000 جنيه وهو رقم مالي ضخم جدا كان يشتري عشرة عمارات في القاهرة و لم يرشد عنه احد في كل قري مصر و في بعض الأحيان نجد مصريين من البوليس ، وقد تستروا عليه و أخفوه في بيوتهم سنوات عن سلطات الاحتلال. فهو في نظرهم الثائر البطل الذي تصدي بقلمه لخيانة توفيق عميل الاحتلال وقاسي نديم من ديكتاتوريته و ظلم الاحتلال و جبروته وقدإخترع النديم فن المكياج وتفنن في صناعة الوجوه والشخصيات كما لو كان درس علم المكياج في اعظم معاهد التمثيل التي لم تكن معروغة حتي ذلك الزمن و تنكر في شخصيات الشيخ والحانوني والقسيس والمخبول والشخاذ النديم كان عبد الله النديم بارعاً في التخفي و انتحال شخصيات كثيرة في زمنه قدم معجزات ، و كان بارعاً في التنكر و تغيير الصوت و اللهجة ، كما كان يتمتع بذكاء و سرعة بديهة. و أصبحت نوادر اختفاؤه و هروبه من الحكايات الشعبية، التي تفوق قصص أدهم الشرقاوي وعلي الزيبق . وقد ظل عبد الله النديم مختفياً أكثر من تسع سنوات زار وعاش خلالها في كل قري مصر تقريبا ، حتي قبض عليه الاحتلال في منتصف من نوفمير عام 1891م في إحدي قري محافظة الغربية. و أمر الخديو توفيق بنفيه، فأختار يافا لقربها من بيت المقدس. و ظل بيافا عدة أشهر و علم تلاميذة من الصحفيين الفلسطنيين منهجة في الكتابة والزجل الساخر ثم توفي الخديو توفيق، و خلفه الخديو عباس حلمي الثاني الذي أصدر عفواً عن النديم عام 1982 م و لكن النديم قرر بعد عودته الكتابة الساخرة في الكشكول ، فعاد يدعو الناس إلي مقاومة الاستعمار الأجنبي. فأصدر الخديو أمراً بنفيه مجدداً خارج مصر. فذهب إلي يافا ثم إلي القسطنطينية، و في القسطنطينية ألتقي بجمال الدين الأفغاني، و دامت الصحبة بينهما، حتي توفي عبد الله النديم من مرض السل في 10 أكتوبر 1896 وكان حلم حياته أن يري تحرر مصر من الاحتلال وهو من تنبأ بثورة 1952 باعتبارها الحلقة الثالثة من ثورات المصريين بعد الثورة المسلحة الاولي بقيادة الجيش .