«من لا يملك أعطى لمن لا يستحق».. مقولة تاريخية تعكس جوهر قضية فلسطين .. قضية الأمة المركزية الأولى.. لعشرة عقود منذ أن صدر وعد «بلفور» المشئوم فى الثانى من نوفمبر 1917م. ومن لا يملك (الاحتلال البريطاني) ومن لا يستحق (اليهود) احتفلا بمرور مائة عام على الوعد المشئوم، بينما أهلنا فى فلسطين .. وكل العرب معهم.. يجترون نار الحسرة على «الظلم الغربي» لفلسطين العربية السليبة التى تتعرض لآخر معاقل الاستعمار الاستيطانى على وجه الأرض فى «مجتمع دولى» يشهد جريمة ممتدة لمائة عام دون أن يحرك ساكنًا!!. أما «بلفور» صاحب الوعد، فهو «آرثر جيمس بلفور» وزير خارجية بريطانيا العظمى ما بين ( 1916– 1919م) فى حكومة «ديفيد لويد جورج». وقد أعطى وعده المشئوم فى ذروة الحرب العالمية الأولى عبر خطاب شهير صدّقت بمقتضاه الحكومة البريطانية على إنشاء «وطن قومى لليهود فى فلسطين» وجهه إلى اللورد «روتشيلد» أبرز زعماء الإتحاد الصهيونى العالمى .. وأشهر أفراد عائلة «روتشيلد» اليهودية المصرفية الشهيرة، وعضو برلمان المملكة المتحدة لثلاث دورات.. وذلك بعد نحو ثلاث سنوات من المفاوضات بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها فى المنطقة!!. وبمقتضى الوعد المشئوم، بدأت الهجرات اليهودية تتسارع بصورة مخيفة إلى أرض فلسطين العربية من كل أنحاء العالم حتى ارتفعت فى عام 1948م من 50 ألف مهاجر إلى 650 ألفًا، زادت وتيرتها بعد تكوين الدولة الصهيونية (إسرائيل) وحرب 48، وصولًا إلى يومنا هذا!. وعلى أجيالنا الجديدة فى كل أنحاء الأمة أن تعى جيدًا أن عد «بلفور» كان بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق زرع كيان لليهود على أرض فلسطين استجابة لرغبات الصهيونية العالمية.. من ناحية، ولتصدير مشكلة اليهود بعيدًا عن أوربا .. من ناحية أخرى، والأهم من كليهما الفصل بين مشرق الأم العربية وغربها!!. وأخيرًا.. ليس مستغربًا أن تحتفى إسرائيل ب «بلفور».. الوعد وصاحب الوعد..إذ يكاد لا توجد مدينة تخلو من شارع أو ساحة تحمل اسم «بلفور»، كما تم إطلاقه على قرية زراعية تقع بجوار مدينة «العفولة» الفلسطينية بالجليل الأعلى وقريبة من مدينة الناصرة، فضلًا عن تخليد «بلفور» بإطلاق طابع بريد يحمل اسمه وصورته عام 1967م بمناسبة مرور 50 عامًا على وعده المشئوم!!.