"عبدالفتاح السيسي في باريس .. أي علاقات فرنسية - مصرية ستكون في عهد ماكرون...؟؟ " تحت هذا العنوان خرجت الصحف الفرنسيه الشهيره قبل زيارة الرئيس السيسى لفرنسا بيوم او يومين متسائله عن طبيعه العلاقه بين الدولتين فى المرحله القادمه والدور الذى ستلعبه مصر وفرنسا معا فى ولاية ماكرون باعتباره اللقاء الاول بين الرئيسين وان كانت الزياره هى الثالثه للرئيس السيسى لفرنسا منذ توليه الحكم فى عام 2014 .
واقعياً ووفقاً للأعلام الفرنسى نفسه كان هناك اجماع على أن القاهرة تأتى حاليا على رأس الأجندة السياسة الفرنسية فى الخارج سواء للدوله الفرنسيه او للرئيس ماكرون نفسه والذى يعول كثيرا على هذه الزياره من اجل فتح المجال لفرنسا نحو علاقات أوسع مع دول الخليج ومنطقة الشرق الاوسط حيث يدرك الرجل جيدا ان مصر الان هى مفتاح هذه المنطقه وبوابتها الرئيسيه خاصة فى مرحله مضطربه من توزيع الادوار بين الكبار واعادة تقسيم خارطة العالم ومناطق بسط النفوذ فى النظام العالمى الجديد على اساس مختلف قليلا عما كان سائدا لسنوات مضت من انفراد الولاياتالمتحده وربما بريطانيا بالدور الرئيسى فى شتى بقاع الارض وخاصة منطقة الشرق الاوسط وهو الدور الذى بدا ينحسر بعض الشىء خاصة بعد تولى الرئيس ترامب وتوجيه اهتمامه الرئيسى نحو الداخل الامريكيى المتأزم بفعل سنوات من التدخل الزائد فى مصائر الدول الاخرى بالاضافه الى خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى ورغبه الفرنسيين فى احتلال موقع الصداره كقائد للجماعه الاوروبيه فى السياسه الدوليه ومنطقه الشرق الاوسط وافريقيا القريبه جدا من حدود واهتمامات الاوروبيين دائماً ..
قضايا كثيره كانت على جدول لقاء السيسى _ ماكرون اهمها سبل مكافحه الارهاب سوياً ودراسة الوضع فى ليبيا والموقف من قطر ودعم برنامج الاصلاح الاقتصادى بمصر وزيادة التعاون العسكرى بين البلدين والتأكيد على الدعم الفرنسى للنظام المصرى والوقوف بجانبه فى هذا التوقيت الحرج لكل دول المنطقه والعالم باسره .
كان استقبال الرئيس فى فرنسا رائعاً خاصه فى المؤتمر الصحفى المشترك بينه وبين الرئيس ماكرون الذى بدا داعماً بشكل كبير للرئيس السيسيى حيث تجاهل الرجل تماماً انتقادات منظمة "هيومن رايتس ووتش" لما أسمته تساهل الحكومات الفرنسية "المخزي" مع ملف حقوق الإنسان في مصر واعلنها صراحة بان كل دوله لها ظروفها الخاصه ومن حقها ان تتخذ من الاجراءات فى الظروف الاستثنائيه ما يمكنها من حماية امن مواطنيها ومصالحها الحيويه مؤكداً أن رئيس مصر أعلم بأوضاع حقوق الإنسان فى بلاده وكفانا دروسا للآخرين ..
الملف الليبى ايضا كان من الملفات التى طرحت بقوة خلال المشاورات التى أجريت بين الرئيسين المصرى عبدالفتاح السيسى والفرنسى إيمانويل ماكرون حيث تُنسّق كلٌّ من القاهرةوباريس منذ فتره طويله هذا الملف لما يمثله من خطورة على البلدين بسبب انتشار التنظيمات الإرهابية فى ليبيا خاصة بعد الخسائر التى تعرّض لها تنظيم داعش فى كل من سوريا والعراق مؤخراً وايمان الدولتين بانه قد اصبح من الضرورى إيجاد الخطوات العاجلة التى تسعى لمحاصرة «التنظيم» قبل تنفيذ أى عمليات إرهابية جديدة سواء فى مصر أو فرنسا أو أىٍّ من الدول المجاورة ..
اقتصادياً ايضاً كان للقاء اهميه كبرى حيث تعد فرنسا حاليا سادس أكبر مستثمر في مصر باستثمارات تصل الى 3.5 مليار يورو كما ان التبادل التجارى بي البلدين يتجاوز المليار يورو سنويا بين استيراد وتصدير بالاضافه لوجود حوالى 160 شركة فرنسية تعمل فى مصر وتوظف ما يقرب من 30 ألف مواطن مصرى فى كل قطاعات الاقتصاد المصرى الهامه.
زياره شديده الاهميه جاءت فى اعقاب العمليه الارهابيه الغادره فى الواحات وزيادة الاقتناع بضرورة تفعيل التعاون مع دول اوروبا وتحديدا فرنسا وايطاليا من اجل انجاح الجهود الجاريه فى ليبيا لفرض الاستقرار ودعم الجيش الوطني ومحاربة فلول داعش القادمه من الدول التى حوصرت بها بالاضافه الى تنشيط اللتعاون الاقتصادى وجذب مزيدا من المستثمرين الفرنسيين الى السوق المصرى والتوقيع على العديد من الاتفاقيات التجاريه والاقتصاديه التى ستسهم قريبا ربما فى دعم خطوات مصر للاسراع بجنى ثمار برنامج الاصلاح الاقتصادى الذى بداته منذ فتره قصيره .
فى النهايه .. ما زالت زيارات الرئيس السيسى الناجحه لأكبر العواصم العالميه شرقاً وغرباً تتوالى من اجل الاستفاده من هذه الجولات والعلاقات الدوليه الجيده فى دفع عجلة التقدم والاستقرار فى مصر وعودة مصر الى مكانتها الطبيعىه بين دول العالم واكتساب المزيد من الثقه والاحترام الدولى والرغبه فى التعاون المشترك فى شتى المجالات وان ظل المواطن العادى ينتظر مردوداً ملموساً لهذه الزيارات والجهود العظيمه التى تبذل فى الخارج على تحسن حالته المعيشيه داخلياً وإنحسار العمليات الارهابيه الدنيئه التى باتت تؤرق كل بيت مصرى وتشغل بال كل عشاق هذه الارض الطاهره من اجل حقن الدماء الذكيه والعوده سريعاً الى حالة الوطن الآمن المستقر الحدود والاركان ... حفظ الله الوطن الغالى وكلل جهود القائمين على امره بالنجاح من اجل وطن مستقر مرفوع الرايه دائما بين جميع دول العالم .