حققت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الثالثة الي فرنسا نجاحات كبيرة في مجال الاقتصاد والاستثمارات والتعاون الامني والعسكري بين مصر وفرنسا حيث استغرقت الزيارة 4 ايام . ويعد ابرز ما فيها لقاء القمة الذي عقد بين الرئيسيين السيسي وايمانويل ماكرون والذي اكدا فيه علي عمق العلاقات الاستراتيجية المصرية الفرنسية. واعرب الجانبان عن حرصهما علي تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين في مجال مكافحة الارهاب والتنمية المستدامة والارتقاء بمستوي التعاون الاقتصادي. وتم خلال الزيارة توقيع 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات عديدة تبلغ نحو 400 مليون يورو مما يؤكد ان الجانب الاقتصادي كان له نصيب كبير من اهتمام الرئيس السيسي خلال الزيارة واعتبار فرنسا شريك اقتصادي واستثماري وتنموي كبير لمصر. حيث التقي الرئيس مع رؤساء 25 شركة فرنسية تسعي للاستثمار في مصر. كما وجه الرئيس السيسي عدة رسائل اعلامية الي الشعب الفرنسي واوروبا حول الخطوات المتخذة علي صعيد الاصلاح الاقتصادي وحرصه الكامل علي مصر وشعبها حيث قال ان مصر حريصة علي احترام مواطنيها والحفاظ عليها وعلي حقوقهم ومساعدتهم وقد انتخبوني لذلك . واتفق الرئيسان علي اعلان عام 2019 عاما للثقافة والسياحة المصرية الفرنسية ليعكس عمق الروابط الثقافية والحضارية المشتركة بين البلدين. التقت "الجمهورية" بالدبلوماسيين والسياسيين الذين اكدوا علي ان زيارة الرئيس السيسي لباريس پحققت اكثر من اهدافها المرجوة وانها نقطة انطلاقة هامة للعلاقات المصرية الفرنسية وتاكيد من الرئيس ماكرون علي استمراره لدعم ومساندة مصر كسياسة فرنسية واوروبية اصيلة عبر هو عنها . في البداية اكد السفير الدكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الاسبق ان زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا حققت عدة اهداف مشيرا الي ان الهدف الاهم هو تأكيد العلاقات الاستراتيجية المصرية الفرنسية استمرار للعلاقات التي بدأت مع الرئيس السابق فرانسو اولاند في اطار الشراكة المتنامية سياسيا واقتصاديا وعسكريا وامنيا . فاعادت الادارة الجديدة للرئيس ماكرون تاكيد عمق العلاقات المصرية الفرنسية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين هو المكسب الاول لهذه الزيارة. واشار السفير حجازي في تصريحات خاصة ل "الجمهورية" الي ان الزيارة عكست تفهما فرنسيا اعتبره رسالة لاوروبا وللعالم بان التدخل في شئون الدول واستخدام ملف حقوق الانسان لتحقيق اغراض سياسية ومحاولة تغيير قيم المجتمعات هو ما ادي بنا الي الكارثة الانسانية والاضطراب السياسي الذي شهدته دول مثل سوريا وليبيا . هذا التاكيد يعد من المكاسب الرئيسية انها رسالة موجهة للعالم اجمع . وتعكس درجة من التطابق والفهم الفرنسي لطبيعة التحديات التي تشهدها مصر والمنطقة . وقال ان ما دار في المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيسين والموقف من ملف حقوق الانسان يعكس توجها اوروبيا اكثر وعيا بطبيعة التحديات التي تواجه مصر وبالتالي فان هذه الزيارة هي علامة هامة تعكس بالاضافة الي العلاقات المستقرة والمتميزة المصرية الالمانية. وان قطبي اوروبا فرنسا والمانيا مستعدان لدعم ومساندة مصر عسكريا وتنمويا والوقوف معها امام المخاطر التي تهدد استقرارها وثقة فيها وقيادتها لاحداث التحول الامن واستقرار المنطقة والذي اصبح هدفا بعد ما تعرضت اوروبا من ضغوط نتيجة استمرار العمليات الارهابية واستمرار تدفق اللاجئين عبر ليبيا ومناطق الاضطراب في الشرق الاوسط .