لم تتوقف النتائج المترتبة على استفتاء 25 سبتمبر فى كردستان العراق بعد ما واحد هذا الاستفتاء ثلاثى الأزمة «العراقوتركياوإيران» لهدف واحد ضد إقامة كيان كردى بل لوقف عملية الانفصال المرتقبة ومنع تدحرج كرة اللهب لإيران «7 كردى» وتركيا التى تواجه أزمة كبيرة مع حزب العمال الكردستانى الذى يطالب بحقوق مشروعة تتعلق بالمواطنة. وتؤكد أنقرة أن الدولة الكردية التى يسعى الأكراد لتدشينها لن تستطيع الاستمرار وستجوع حسب التهديد التركى وأن تركيا ستقطع عليها خط النفط شريان المال الرئيسى لاربيل وبدأت العراق فى إجراءات الحظر الجوى وتسليم المعابر وتمت أكثر من مناورة إيرانية وبالتعاون مع الحشد الشعبى وإيرانية تركية مع التنسيق الكامل مع بغداد. وهو ما تم التأكيد عليه خلال الزيارات المكوكية لأردوغان للتنسيق مع إيران حول العمليات العسكرية التى قد تبدأ فى أى لحظة ضارباً بالتحذير الأمريكى عرض الحائط ولكافة الأطراف بعدم إشعال الموقف مع تأكيد واشنطن دائماً أنها لا تعترف بالاستفتاء وأنها مع وحدة العراق. ورغم غضب بغداد وتحذيراتها إلا أن اللافت للنظر تصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادى لاسيما فى باريس خلال لقائه مع الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون التى يستشف منها ميله لعدم التصعيد مع حرصه على تأكيد أهمية سيطرة بغداد على المناطق المتنازع عليها مع اربيل، وفى تصريحات أخرى تعهد العبادى بحماية الأكراد أنفسهم من أى اعتداء وإبداء مرونة فيما يخص كركوك حتى أنه طرح إدارة مشتركة لكركوك بين بغداد واربيل فيما يعكس تردداً مقبولاً بالنظر للمعارك المشتعلة مع داعش فى الحويجة . وتعددت المناورات التركية الإيرانية ودخول قاسم سليمانى طرفاً فى هذه المعادلة كممثل لإيران فى العراق التى قد تتحول لساحة حرب تشبه تماماً الساحة السورية فحرب كهذه ستدخل فيها العراقوتركياوإيران وإسرائيل والتحالف الدولى والولايات المتحدة وروسيا سواء مع أو ضد الأكراد لذلك كان التخوف والتردد سيد الموقف بالنسبة لإرهاصات هذه الحرب . وبدأ هذا التنسيق العسكرى بين العراقوتركياوإيران حتى قبل الاستفتاء بشهور فبدأت لقاءات رؤساء أركان الجيش التركى والعراقىوالإيرانى منذ أغسطس الماضى بلقاء رئيس هيئة الأركان الإيرانى محمد باقرى لتركيا فى 15 أغسطس كما استقبل خلوصى آكار رئيس هيئة الأركان المشتركة فى الجيش التركى فى 23 سبتمبر الماضى رئيس الأركان العراقى عثمان الغانمى . وقبل أسبوع واحد على موعد الاستفتاء تمت مناورات عسكرية تركية وإيرانية على حدود إقليم كردستان وقتها قال رئيس الوزراء التركى بن على يلدرم إن الاستفتاء المقرر يوم 25 سبتمبر مسألة أمن قومى وحذر من أن تركيا ستتخذ الخطوات الضرورية تجاهه. وتم تنفيذ تدريبات عسكرية بين الحشد الشعبى والجيش الإيرانى فى منطقة «قصرى شيرين» بمحافظة كرماشان ومدن مريوان وشنو بمحافظة ورمى بكوردستان إيران، قبل ثمانية أيام من إجراء استفتاء استقلال كردستان، دون مشاركة القوات العراقية . وقبل الاستفتاء بيوم واحد أجرى الحرس الثورى الإيرانى مناورات برية قرب الحدود مع إقليم كردستان العراقوتركيا، وشاركت فى المناورات وحدات المشاة والمدفعية ووحدات الصواريخ وقوات التدخل السريع وقتها شبه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى شبه الاستفتاء بكارثة ستحل بالمنطقة وتدفعها للتقسيم. وتأتى الزيارة الأخيرة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان لطهران ولقائه بنظيره حسن روحانى كتدشين لتعاون عسكرى قادم ضد كردستان حيث أكد أردوغان خلال المؤتمر الصحفى أن إدارة إقليم شمال العراق سيكون مصيرها العزلة، وأن هناك تصميما من جانب تركياوإيران على موقفهما الموحد فى هذا الشأن وأن الحوار سيكون مع الحكومة المركزية فى بغداد فقط وأنه لا شرعية لهذا الاستفتاء الذى وصفه بالمؤامرة الانفصالية التى تقف وراءها دول أجنبية . أما إيران فقد بدأت بالفعل بنشر قواتها على الحدود العراقية 12 دبابة تساندها وحدات مدفعية وذكر التليفزيون الإيرانى أن القوات الإيرانيةوالعراقية أجرت مناورات عسكرية مشتركة قرب الحدود فى إطار جهود طهران لدعم بغداد عقب استفتاء إقليم كردستان العراق على الاستقلال وبدأت بالتعاون مع الحشد الشعبى . وقررت إيران تجميد حركة شحن المنتجات النفطية من وإلى إقليم كردستان العراق إلى أجل غير مسمى ونشرت وزارة النقل تحذيراً كتابياً لشركات النقل الدولى والسائقين بالامتناع عن تحميل ونقل منتجات النفط من وإلى منطقة كردستان فى العراق حتى إشعار آخر. وهددت قبل الاستفتاء بأيام بإغلاق كافة المعابر الحدودية مع الإقليم فى حال أجرى الاستفتاء وهدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى على شمخانى بأن الاستفتاء سيشكل تهديدات جديدة قاسية ضد منطقة كردستان. وخلال زيارة أردوغان لطهران أكد المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى أن أمريكا والقوى الخارجية تخطط لإقامة إسرائيل جديدة فى المنطقة من خلال تصويت كردستان العراق. وحول التنسيق بين بغدادوطهران وأنقره أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إن بلاده ستغلق الحدود والمجال الجوى مع العراق قريباً وأن هناك قرارا ثلاثيا مشتركا لوقف تدفق إمدادات النفط من شمال العراق ردا على الاستفتاء حيث لا شرعية للأكراد على كركوك ونفطها وتعهد بإجراءات أقوى من ذلك بالتنسيق مع إيرانوالعراق . وطلبت بغداد من كافة دول الجوار حصر التعامل فى المنافذ الحدودية والنفط مع الحكومة العراقية ويبلغ متوسط إنتاج كردستان العراق من النفط 600 ألف برميل يوميا، يتم تصدير 550 ألفا منها إلى تركيا عبر ميناء جيهان، ويشمل هذا الإنتاج نحو 250 ألف برميل يومياً مصدرها حقول محافظة كركوك.