مراسل «القاهرة الإخبارية» من البحيرة يرصد عملية مراقبة لجان الانتخابات البرلمانية    رئيس حزب المؤتمر يتابع أداء غرفة العمليات ميدانيًا لدعم مرشحي الحزب    مدبولي: الشراكة الاستثمارية المصرية - القطرية توفر أكثر من 250 ألف فرصة عمل    الفريق البرهان: مليشيا الدعم السريع يرتكب جرائم حرب في مدينة الفاشر    زيدان يعلن اقتراب عودته للتدريب.. والأنظار تتجه نحو قيادة فرنسا بعد ديشامب    الزمالك يشكو زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر في السوبر    شبورة كثيفة وسقوط أمطار.. الأرصاد تحذر من حالة طقس الأربعاء    عاجل- مدبولي يحذر من التصرفات الفردية السلبية داخل المتحف المصري الكبير ويشيد بالإقبال الكبير    لحاملي بطاقات الصحافة.. المهرجان يتيح الحجز الإلكتروني المبكر لتذاكر عروض القاهرة السينمائي    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    إقبال متزايد في ثاني أيام التصويت بالجيزة.. والشباب يشاركون بقوة إلى جانب المرأة وكبار السن    هل تحاكم السلطة الرابعة الجيش الإسرائيلي؟    التعامل ب البيتكوين.. المزايا والمخاطر!    محافظ الإسكندرية: انتخابات النواب 2025 تسير بانضباط في يومها الثاني    تمكين الشباب وتحقيق التنمية المستدامة.. عادل زيدان يُشيد بدعم الدولة للقطاع الزراعي ودور الرئيس السيسي في نهضة الصعيد    مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعلن جدول أيام الصناعة الكامل في دورته ال46    محافظ المنيا مشيدا بالناخبين: حريصون على المشاركة فى العرس الديمقراطى    مسار يكتسح 15 أغسطس بخماسية في مجموعة الموت بدوري أبطال أفريقيا للسيدات    المنظمة الدولية للهجرة تحذر من قرب انهيار عمليات الإغاثة في السودان    أوغندا تهزم فرنسا في كأس العالم للناشئين وتتأهل "كأفضل ثوالث"    الحزن يخيم على أهالي حلايب وشلاتين بعد وفاة نجل المرشح علي نور وابن شقيقته    الفريق ربيع عن استحداث بدائل لقناة السويس: «غير واقعية ومشروعات محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ»    الأهلي يواصل استعداداته لمواجهة سموحة في سوبر اليد    فريق طبي بمستشفى العلمين ينجح في إنقاذ حياة شاب بعد اختراق سيخ حديدي لفكه    الجيش الملكي يعلن موعد مباراته أمام الأهلي بدوري أبطال إفريقيا    «تعثر الشرع أثناء دخوله للبيت الأبيض».. حقيقة الصورة المتداولة    الاتحاد الأوروبي يخطط لإنشاء وحدة استخباراتية جديدة لمواجهة التهديدات العالمية المتصاعدة    بعد أزمة صحية حادة.. محمد محمود عبد العزيز يدعم زوجته برسالة مؤثرة    «الهولوجرام يعيد الكنوز المنهوبة».. مبادرة مصرية لربط التكنولوجيا بالتراث    توافد الناخبين على لجنة الشهيد إيهاب مرسى بحدائق أكتوبر للإدلاء بأصواتهم    حادث مأساوي في البحر الأحمر يودي بحياة نجل المرشح علي نور وابن شقيقته    ليفربول يبدأ مفاوضات تجديد عقد إبراهيما كوناتي    الحكومة المصرية تطلق خطة وطنية للقضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي 2025-2030    غضب بعد إزالة 100 ألف شجرة من غابات الأمازون لتسهيل حركة ضيوف قمة المناخ    عمرو دياب يطعن على حكم تغريمه 200 جنيه فى واقعة صفع الشاب سعد أسامة    تقنيات جديدة.. المخرج محمد حمدي يكشف تفاصيل ومفاجآت حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ال46| خاص    «هيستدرجوك لحد ما يعرفوا سرك».. 4 أبراج فضولية بطبعها    مراسل "إكسترا نيوز" ينقل كواليس عملية التصويت في محافظة قنا    طقس الخميس سيء جدًا.. أمطار وانخفاض الحرارة وصفر درجات ببعض المناطق    شاب ينهي حياة والدته بطلق ناري في الوجة بشبرالخيمة    دار الافتاء توضح كيفية حساب الزكاة على المال المستثمر في الأسهم في البورصة    الكاف يعلن مواعيد أول مباراتين لبيراميدز في دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. ندوة علمية حول "خطورة الرشوة" بجامعة أسيوط التكنولوجية    الرئيس السيسي يوجه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي    إدارة التعليم بمكة المكرمة تطلق مسابقة القرآن الكريم لعام 1447ه    الحكومة توافق على إزالة صفة النفع العام عن قطعة أرض بمنطقة أثر النبي بالقاهرة    بعد غياب سنوات طويلة.. توروب يُعيد القوة الفنية للجبهة اليُمنى في الأهلي    إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ    وزير الصحة يؤكد على أهمية نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأدوية إلى مصر    «رحل الجسد وبقي الأثر».. 21 عامًا على رحيل ياسر عرفات (بروفايل)    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    "البوابة نيوز" تهنئ الزميل محمد نبيل بمناسبة زفاف شقيقه.. صور    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    معلومات الوزراء يسلط الضوء على جهود الدولة فى ضمان جودة مياه الشرب    بينهم أجانب.. مصرع وإصابة 38 شخصا في حادث تصادم بطريق رأس غارب    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. فتحى جودة .. عاشق الخط العربى
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 10 - 10 - 2017

- منحتُ الخط العربي قبلة الحياة..ولولاي لمات وسقط في بئر النسيان!!
- الدولة لم تستفد مني وتجاهلت جهودي.. وجامعة حلوان ظلمتني!!
- جوائز الدولة يجب أن تكون أدبية حتي يهدأ التكالب عليها!!
- تطوير الخط العربي لا يعني التخلي عن جذوره
- لم أقلد أحدا.. ولكني قلدت " النسبة الإلهية الفاضلة " للخط العربي !!
- أمتلك عشرة أساليب في الفن ..وقدمت 45 ( فونتا)
- الوظيفة الحضارية للخط اختلفت في عصرنا عن العصور السابقة
الناقد التشكيلي حسن عثمان:فتحي جودة ظاهرة فريدة في مجال الفن التشكيلي
القلم أحد اللسانين.والخط وسيلة العلم ومظهر الجمال. والخط العربي - بكافة أنماطه وسماته - هو أهم الفنون الإسلامية الرفيعة، وهو أحد أركان التراث الفني للمسلمين. وهو التجلي الأروع المعبر عن روح الحضارة الإسلامية المبدعة، والشاهد على عظمتها، والحافظ لكتابها الخالد، القرآن الكريم. ولطالما أبدعت أقلام الخطاطين نماذج خطية لآيات قرآنية وأحاديث نبوية وحكم وأمثال مأثورة وأشعار، تعد آيات نفيسة للفن والجمال، تفرد بها الفنان المسلم على كافة الفنون السابقة عليه عبر العصور. ولطالما استُخدمت الطاقات الإبداعية لأولئك الفنانين - كذلك - في بعدها الوظيفي وخاصة في تصميم العلامات الإرشادية في الطرق والشوارع والمدن والجداريات، وعلى أغلفة الكتب والملصقات وفي كتابة الصحف والمجلات وغير ذلك.ومسيرة الخط العربي زاخرة بالأعلام الذين طوروا في أشكاله وأساليبه حتى وصل إلى الشكل الناضج الذي نراه عليه الآن.
من هؤلاء الفنانين الأعلام الذين أثروا المسيرة التطورية لفن الخط العربي، الفنان التشكيلي الأستاذ الدكتور فتحي جودة، الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية، جامعة حلوان، ورئيس قسم الزخرفة سابقا.ومصمم اللوحات الإرشادية بمترو الأنفاق،ومصمم خط النسخ المعدل لكتابة الصحف، ومصمم الخط العربي على الحاسب الآلي في الثمانينيات،والحاصل على درجة الدكتوراه سنة 1975 عن بحثه:"تطوير الخط العربي في مجال مانشيتات الصحافة والإعلام".
شهادة
وقبل الدخول إلى محراب الفنان فتحي جودة، نطالع شهادة شيخ النقاد التشكيليين الفنان حسن عثمان عنه إذ يقول:" لقد بدأت على يديه شرارة انطلاق تطوير وتطويع الخط العربي لخدمة فنون الجرافيك سواء الصحافة أو فنون الإعلان والعلامات الإرشادية والكمبيوتر وله الآن أكثرمن 45 (فونتا) مسجلة باسمه" ثم يتابع الفنان حسن عثمان قائلا:" تفرد الفنان فتحي جودة بأسلوب جديد في تناوله للخط العربي في فن التصوير لم نره من قبل، فكل من سبقوه أو أتوا بعده كانت أعمالهم إما مقتبسة عن الخطوط القديمة وإما مستنبطة منها.لقد أعاد الفنان فتحي جودة صياغة الخط العربي بطريقة جديدة ومبتكرة بعيدة كل البعد عن صياغات كل الخطوط القديمة،وجعل للخط العربي روحا جديدة بعثت الحياة من جديد لهذا التراث العظيم.
ويستكمل " عثمان " شهادته شهادته قائلا : " ساهم الفنان فتحي جودة، إلى حد كبير، في فنون العلامات الإرشادية كأحد روافد الفن التطبيقي بسبب نوع معين من الخط العربي.ويعد هو أول من أدخل في مصر العلامات الإرشادية الحديثة المطابقة للمواصفات العلمية والفنية وذلك بسبب الخط المطابق للمواصفات العلمية حسبما أجازته معامل أبحاث الطرق بإنجلترا. "
البدايات
وعن البدايات الباكرة لاهتمامه بالخط العربي، يحدثنا الفنان التشكيلي د.فتحي جودة قائلا : " عشقت الخط العربي، وسني سبع سنوات، من خلال لافتات المحلات التجارية بأسيوط، وتعلمت مبادئه على يد أستاذ موهوب. وكان لي بعض اللافتات على بعض المحلات التجارية بعد أن تعلمته، ولانشغالي بالمواد الدراسية بالكلية لمدة أربعة أعوام قلّ اهتمامي بالخط العربي إلا ما ندر في فن الإعلان المقررعلينا بالكلية ..أما مشاريع التصوير المقررة بقسم الزخرفة فكانت متنوعة من مفردات الطبيعة ومدارس الفن الحديث.. وقد عملت بجريدة الجمهورية رساما، وكنت طالبا بالسنة الأولى، وعملت بالدار القومية للطباعة والنشر، وكنت في السنة النهائية، رساما ومصمما للإعلانات والإخراج الصحفي..وفي تلك الفترة وقعت على رأسي مشكلات الخط العربي.. فالممارسة العملية وضعتني أمام المشكلة مباشرة، فكان أمامي على طاولة العمل الصحفي للخط العربي مشكلات تعرقل تقدم فن الإخراج الصحفي..فقد وجدت أنه لا يليق بأمة الإسلام والعرب أن ينحصر الخط العربي في مجال المطبوعات على خط النسخ في المتن الصحفي وخط الرقعة في العناوين؛ بينما الصحافة الأجنبية زاخرة بآلاف الخطوط التي أعطتها تميزا جماليا في الصحافة والإعلان والإخراج الصحفي..في ذلك الوقت - يتابع د.فتحي جودة - أيقنت أنه يجب تطويع الخط العربي لفنون الطباعة مع زيادة أعداده بدون تحديد حتى وصل ما لديّ إلى أكثر من 40 نوعا مع اختصار صور الحرف الواحد حتى وصل عدد حروف أبجدياتي إلى 58 حرفا بعد أن كانت في صندوق الحروف بالمطبعة الأميرية 470 حرفا، ولدينا أربعة أنواع من الخطوط زادت من عدد الأسطر في الصحيفة اليومية إلى 100 نوع مع الوضوح الأكثر إيجابية.. وعليه بدأنا التفكير بطريقة بحثية متعمقة في إطار المحافظة على جمال الخط العربي في حدود الوظيفة..وكانت أول تجربة عملية في التطوير في 10/10/1972 بجريدة المساء،أي ظللت عشر سنوات متواصلة أعمل على تطوير الخط العربي سواء في الفنون التطبيقية كالطباعة والإعلان والعلامات الإرشادية أوغير ذلك..ولولا أنني منحت الخط العربي قبلة الحياة لمات وسقط في بئر النسيان..فلم يكن يخطر ببالي- يضيف د. فتحي جودة - أنني سأكرس من عمري 50 سنة للخط العربي حتى وصل الأمر إلى أن كل أعمالي في التصوير من البداية حتى هذه اللحظة خصصتها للخط العربي، فكل أعمالي التي اقتنتها الدولة وما يوجد بمتحف الفن المصري الحديث عن الخط العربي شاهدة على ذلك..ويذكر د.فتحي جودة هنا قصة طريفة يرويها قائلا : " بعد تخرجي حدث شيء قد لا يُصدق إذ أحسست أنني كما لو كنت ميتا منذ 500 سنة أثناء ازدهار فنون الإسلام وأحياني الله مرة أخرى في القرن العشرين عام 1962 لأجد نفسي مشبعا بالماضي الجميل وعليّ أن أتأقلم مع الحاضر ومدارس الفن الحديث ؛ فما كان مني إلا أن أطوع ما تعلمته منذ 500 سنة حتى يتلاءم مع العصر الحديث..إنها قصة أغرب من الخيال !!
ملامح تطوير الخط العربي
ولكن هل لك أن تحدثنا عن ملامح التطوير الذي أجريتموه على الخط العربي والدوافع الكامنة وراء ذلك ؟ سألنا د.فتحي جودة فبادرنا بالإجابة قائلا : " مما لا شك فيه أن وظيفة الخط في عصرنا تختلف بداهة عن وظيفته في العصور الإسلامية السابقة ؛ فقد استجد كثير من الوظائف الحضارية التي لم تكن موجودة من قبل مثل الجمع الآلي في الطباعة وكذلك استخدام الكمبيوتر في جمع الصحف وطباعتها إلى جانب التطور والتوسع في وسائل الإعلان واللافتات وعلامات الطرق ولوحات الإعلام " الإليكترونية " التي تعلن عن المواعيد وغيرها من المعلومات في المطارات والموانئ البحرية ومحطات القطار وملاعب الكرة وغيرها..ومن هنا كان أول ملامح مشروعي التطويري لفن الخط العربي وهو أنني اختزلت صندوق الحروف الموجودة بالمطابع الأميرية من 470 حرفا إلى 58 حرفا فقط..فقد خصصت أشكالا لحرف الألف ثم الهمزة منفردة ثم الهمزة على الياء والهمزة على الواو،أما الباء فلها شكلان ، والثاء ثلاثة ، وحرف النون في أي نوع من أنواع الخط سواء كان رقعة أو نسخ أو ثلث أو ديواني أو كوفي هو عبارة عن تجويف ونقطة. وقد كتبت أنا التجويف والنقطة ولكن بشكل جمالي متطور " .
ويزيد د.فتحي جودة هذه الخطة التطويرية لفن الخط العربي تفصيلا فيقول : " فكرتي أساسا هي أن أختصر في المساحات..فحرف الألف هو الأساس الذي أقيس عليه بقية الحروف بحيث لا يعلو أي حرف عليه والحروف التي تعلو السطر كثيرة مثل حرف اللام والكاف ، ففي حالة القاف مثلا النقطتان العلويتان تكونان مستويتين مع نهاية حرف الألف. أما الحروف التي ترسم أسفل الخط مثل حروف الراء والزاي والياء والباء والواو مثلا فأي حرف هابط لا يتعدى نقطة الباء أو نقطتي الياء.كذلك حرف الكاف أصبح مائلا إلى اليسار بحيث لا يشغل مساحة كبيرة.وطبعا كل شيء مكتوب بوضوح تام بالرغم من توحيد قياسه مع المراعاة التامة للقيم التشكيلية. هذا من ناحية اقتصاد المسافة.
وهل هذا كل التطوير أم أن هناك شيئا آخر ؟ سألت الفنان التشكيلي د.فتحي جودة فأفاد بأن : " هناك تطويرا آخر أحدثناه وهو إلغاء السِنّة من حرفيْ الصاد والضاد. فنحن نضع السنة لأن بعض الناس في خط الرقعة يكتبون حرفيْ الحاء والخاء قريبين في شكلهما من حرفيْ الصاد والضاد ، ولكني هنا صممت الحاء والخاء بحيث تكتبان مفتوحتين دائما وبذلك أستطيع كتابة الصاد والضاد بلا سِنّة دونما أدنى خوف من اختلاط أمرهما مع الحاء والخاء .
فلسفة التطوير..ورؤيته
وما جوهر رؤيتكم وفلسفتكم لتطوير فن الخط العربي ؟ رد الفنان فتحي جودة : " أنا لم أقلد أو أكرر اتجاها معينا من الخط العربي ، بل كانت الرغبة موجودة منذ الصغر لعشقي الشديد للقديم من التراث ليس لشكله وإنما لعشقي للقيم الجمالية داخل الخط العربي الذي قال عنه ابن مقلة : إن جماله يكمن في " النسبة الإلهية الفاضلة " فأنا لم أقلد أشكال الخط العربي ولكني قلدت النسبة الإلهية الفاضلة للخط العربي . ويضيف د. فتحي جودة : نعم لقد درست الخط العربي إنما حين إقدامي على عمل فني لا أتطرق إلى الشكل القديم من الخط العربي وهذا تطبيق لما تعلمناه من أن الفن ابتكار وليس استنباطا بدليل أن كل أعمالي لا يوجد فيها حرف واحد يتشابه مع حرف من التراث ، ثم يواصل د.جودة قائلا : وهأنذا قد أصبح لي جناحان من الخط العربي لأطير وأحلق بهما : واحد لفن التصوير وآخر لفن المطبوعات والعلامات . إنه التحدي الأصعب ولا تراجع .. فعبقرية الخط العربي التي آمنت بها لم تتزعزع رغم المستجدات الصعبة التي اكتشفتها الصحافة ...
كاريكاتير سياسي
لم يقتصر الفنان التشكيلي د.فتحي جودة على تصميمات الخط العربي والعلامات الإرشادية والفنون التشكيلية بأبعادها الجمالية المعروفة؛ ولكنه تجاوز كل ذلك إلى الكاريكاتير السياسي، فنراه في إحدى لوحاته الكاريكاتيرية يضع د.حازم الببلاوي مقابل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وقد رسم مكان قلب الأول صورة أرنب، ومكان قلب الرئيس ناصر رسم أسدا ودلالة الأرنب والأسد لا تخفيان على أحد، وفي أعلى الصورة يضع الفنان جودة حيثيات حكمه القاسي على د. الببلاوي : حيث هناك استحقاقات تأخر د.الببلاوي في تنفيذها وهي :تحديد الحد الأعلى للأجور بحد أقصى 20 مِثلا، وإعلان جماعة الإخوان المسلمين إرهابية،وتجميد أموال الإخوان المسلمين المحظورة،وإعادة ما أتلفه الإخوان على حسابهم.
وفي كاريكاتير آخر نرى الرئيس السيسي بطل ثورة الثلاثين من يونية وهو جالس على كرسي واضعا ساقا على ساق في ثقة وأمامه الرئيس المعزول د. محمد مرسي وهو يصرخ : أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة – أنا القائد الأعلى للشرطة – أنا القائد الأعلى للشرعية – أنا الفرعون ولا فرعون غيري – أنا أكثر منك نياشين – أنا فقط وعشيرتي؛ هذا بينما نرى على ظهر د.مرسي كثيرا من الأسباب التي أدت إلى عزله حيث : تزوير الانتخابات – الفقر – الجهل – الأمية – الكذب – الخداع.
مشاركات .. وبحوث .. وجوائز
شارك الفنان د.فتحي جودة في كثير من المعارض العامة المحلية والإقليمية والدولية. ففي مصر شارك في معرض الفنانين المصريين بروما من عام 1977 -1979، وشارك في معرض كلية الفنون التطبيقية عام 1980 ومعرض صالون القاهرة عام 1980 أيضا، وشارك في معرض الرواد بكلية الفنون التطبيقية عام 2008،ومعرض بمناسبة مرور 170 عاما على كلية الفنون التطبيقية عام 2010 وفي معرض المؤتمر العلمي الدولي الأول بكلية الفنون التطبيقية 2011 ومعرض المؤتمر العلمي الدولي الثاني بكلية الفنون التطبيقية عام 2012 وشارك في المعرض العام للخط العربي بوزارة الثقافة. وعلى المستوى الإقليمي فقد شارك د.جودة في بينالي بغداد عام 1972، وفي معرض خاص بمدينة عمَّان بالأردن بمناسبة الندوة الدولية للطرق عام 1982. وأما على المستوى الدولي فقد دُعي د. فتحي جودة، ضمن سبعة فنانين عالميين، للانضمام إلى الحركة الفنية العالمية ( SURYA ) وهو اسم الشمس في اللغة الهندية، وهي الحركة التي انبثقت من بينالي فينيسيا عام 1976 وقد جمعت الحركة إلى جانب الفنانين السبعة عددا من الكتاب والنقاد والمفكرين وكان أول معرض لها في 23 مارس 1978 بمدينة ميلانو بإيطاليا، وشارك د. فتحي جودة في بينالي مدينة أبيسا بأسبانيا عام 1972، وفي معرض مدينة باري بإيطاليا عام 1973، وفي معرض أقيم بمدينة باريس بفرنسا عام 1976، وفي معرض مصري بجمهورية كوريا الجنوبية عام 1980، وفي معرض الفن المعاصر بباريس عام 1981 وفي معرض حوار الحضارات كونفيجورا 2 بألمانيا سنة 1995، وفي معرض بمدينة كلاننج فورت بالنمسا في أغسطس 2000.
كما أنتج الفنان التشكيلي د. فتحي جودة عددا من البحوث الأكاديمية النظرية ليشارك بها في مؤتمرات علمية مصرية ودولية. من هذه البحوث: بحث بعنوان " خط عربي جديد للافتات الإرشادية الحديثة في مصر" تقدم به إلى مؤتمر الطرق الإفريقي السادس، سبتمبر 1981.وبحث بعنوان "علامات إرشادية ذات مواصفات سياحية " إلى المؤتمر العلمي الثاني للتنمية المحلية، مارس 1987.وبحث " المواصفة العربية الفنية المعاصرة للعلامات الإرشادية" شارك به في الندوة الدولية التي كانت تحت عنوان " نحو عمل عربي للوقاية من حوادث الطرق،نوفمبر1987.وبحث بعنوان " الخط العربي بين التطويع التقني والتصميم الجمالي"، تقدم به إلى المؤتمر الدولي الأول بكلية الفنون التطبيقية بدمياط، جامعة المنصورة،مايو 2008. وبحث "القواعد العامة والخاصة في تصميم الأبجديات الحروفية العربية " قُدم إلى المؤتمر الدولي الثاني بكلية الفنون التطبيقية بدمياط، جامعة المنصورة سنة 2010 وجاء المؤتمر تحت عنوان " الفنون التطبيقية والتوقعات المستقبلية ". وبحث بعنوان "الخط العربي بين القديم الجميل والجديد المفيد" تقدم به الباحث إلى المؤتمر الدولي الثاني " الفنون التطبيقية والتوقعات المستقبلية " بكلية الفنون التطبيقية بدمياط جامعة المنصورة ، نوفمبر 2012. ذلك وقد نال د. فتحي جودة الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية، الجائزة الأولى في معرض صالون القاهرة عام 1973. وجائزة في بينالي حوض البحر الأبيض المتوسط بالإسكندرية 1974.
فتحي جودة ..وجوائز الدولة
لفت نظري وأنا أتجول بين أعمال الفنان التشكيلي د. فتحي جودة، لوحة مكتوب عليها "الشهيد فتحي جودة " وعندما سألته مستفسرا عن سر كلمة " الشهيد " وما الذي يعنيه بها قال: إنني أعتبر نفسي شهيدا لأنني أبدع منذ أكثر من سبعين عاما في الفنون التشكيلية وتطوير الخط العربي، فمن يملك أسلوبا واحدا نقيا يصعد به إلى السماء؛ أما أنا فقد وهبني الله أكثر من عشرة أساليب في الفن، يمكن استقراؤها من لوحاتي العديدة؛ ومع ذلك حتى الآن لم يستفد بي بلدي مصر كما يجب وكما آمل؛ ولم أنل جوائز الدولة التي أراها تأخرت عني أربعين سنة، فجائزة الدولة التقديرية وجائزة النيل وغيرهما تذهب إلى غيري رغم ترشيحي من قِبل كليتي، كلية الفنون التطبيقية، بجامعة حلوان،لنيل جائزة الدولة التقديرية.فقد رشحتني لجنة شكلتها الكلية لجائزة الدولة التقديرية، وسلمت الاوراق والمستندات الخاصة بي مع جهد خمسين سنة عطاء، وهذا الجهد يحتاج فحصه إلى ثلاثة أيام متتالية؛ نظرا للمجالات المتنوعة التي قدمتها وبعد يوم واحد عز على الكلية أن أنال هذه الجائزة تقديرا لجهودي وإخلاصي للفن، فأرسلت منافسا لي ليزاحمني واختارت الجامعة الزميل المنافس؛ ولم تطلع الجامعة على مستنداتي ولو اطلعت عليها لأنصفتني. هل ترى أنك مظلوم إزاء صنيع الجامعة لك، وعدم تقدير الدولة لجهودك؟ رد الفنان التشكيلي فتحي جودة (بمرارة) قائلا: نعم.وأرى أن أغلب جوائز الدولة لم تذهب لأصحابها الحقيقيين؛ بسبب قيمتها المادية التي يتكالب عليها البعض كالذئاب المفترسة ..وقد يموت في الهرولة إليها دهسا بالأقدام أناس يستحقونها فعلا..فالمشكلة الحقيقية - هكذا يرى د.جودة – تكمن في غياب الضمير الحيّ اليقظ ..وهذه الجوائز تحتاج إلى آليات صارمة ونصوص قضائية حتي يمكن معاقبة من تسول له نفسه قبول رشاوى..و يختم د. جودة متمنيا : يا ليت هذه الجوائز تصبح "أدبية" فقط وإذا لزم الأمر تكون قيمتها المادية رمزية حتى تهدأ نفوس المتطلعين كما هو متبع في الدول المتقدمة.


فتحى جوده 3


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.